كتاب الموقع

كتب مفيد سرحال | هل ردَّ سعد الحريري الصفعة بلكمة أقوى ؟

مفيد سرحال | كاتب وباحث لبناني

مفاجئا كان لابل صادما”حد الذهول نزول سعد الحريري عن مسرح السياسة اللبنانية الموسومة بالشراكات الدقيقة وعقد الخناصر والاواصر بين الجماعات.. او بالأحرى انزاله قسرا بفرمان سعودي ممهور بمنشار ولي العهد محمد بن سلمان ومذيَّل بتواقيع وتقارير محلية قاطعة تعزز فكرة ان تقطيع الوقت لاتفيد البتة بالتالي الاستئصال أجدى وأنجع تحت حجة تماهي الرجل حد الذوبان الكلي مع اعداء ( دعاة السيادة والاستقلال) وصياغة التفاهمات القاتلة بنظر هؤولاء (وجلهم من الحلفاء) لحاضر ومستقبل وهوية ودور لبنان وووو… من الازعومات الديماغوجية. في وقت لا يستطيع احد انكار مأثرة الرئيس سعد الحريري في رفضه الانصياع للعبة الضغط الضدي بين ساحات الاقليم وادغام لبنان في نزاع اهلي ماحق بغية إحداث ثقوب وانفراجات في مجاهل اخرى محتقنة ومستعصية من جهة او الدفع الدراماتيكي لاستنزاف المقاومة المنذورة للصراع مع العدو الاسرائيلي لإشغالها وارباكها وتشويه دورها بالاحتراب المذهبي مع استدراج ممنهج للنازحين السوريين وغيرهم وادخال البلد في لعبة القتل العبثي وطاحونة الدم والدموع مع ما يترتب على ذلك من دمار للعمران والانسان وتحويل لبنان الى صندوق فرجة للاعداء المتربصين وفي طليعتهم الدولة العبرية الزائفة الزائلة. وعليه محليا يطل سؤال مركزي في هذا الخضم المعقد سياسيا وانتخابيا ويستجر معه اسئلة فضفاضة تستظل الجمهورية اللبنانية الحائرة المنقسمة عاموديا في حارة لابل وزارة (كل مين تصريحو الو !!؟؟) والسؤال المتناسل:هل فعلا خرج الرئيس سعد الحريري من المعادلة وتم شطب زعامته وتياره؟؟ ،هل غُيِّب ولن يعود تاركا خلفه جمهورا محبطا منكسرا وتيارا سياسيا عريضا متنوعا يتناتشه الطامحون والطامعون والمتزعمون الجدد والقدامى الذين زال تعسهم بغياب سعدهم ناهيك عن المتمردين والمنقلبين مقابل فئة من الراسخين القابضين على جمر المستقبل ويبدو انهم الاكثرية . ان واقع الحال يشي بان سعد الحريري حاضر بقوة ودينامية في خضم المشهد الانتخابي والسياسي وفي حمأة الغياب المر. وكما يقال :الرجل (لعبها مقلوبة) بذكاء ودهاء وحنكة وبراعة سياسية بدأت تظهر مؤشراتها العملية في سياق الاستحقاق الانتخابي وتجلياته ويمكن استخلاص ذلك من خلال حراك احمد الحريري ظل الرئيس سعد الحريري وساعده الحديدي في مواجهة اولا الناكثين والمتمردين والعابثين السابحين عكس التيار الازرق وثانيا ظلال وأظافر المملكة من الذين يعتبرهم الرئيس سعد الحريري قد الحقوا الاذى بمساره السياسي و جرحوا مسيرته وارثه (تآمرا وطعنا بالظهر). بناء عليه رد سعد الحريري وهذا ما تتحدث عنه مجريات الاحداث بسلسلة من الاجراءات تصريحا وتلميحا اولا: بعد دقائق معدودات من قرار العزوف عن الترشح وتعليق العمل السياسي خرج مناصروه ليوجهوا الشتائم لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع وبذلك قطع الطريق على الاخير في امكانية استيعاب جمهور المستقبل واعادته بطريقة غير مباشرة الى الحضن السعودي بالتالي وفق سعد الحريري وبضربة معلم في ان يزرع في عقل جمهوره تلك الفكرة غير المستحبة او المستساغة التي تقول بتسييد سمير جعجع على السنة وهذا ما جرى التعبير عنه سجالات حادة بين احمد الحريري والمسؤول الاعلامي عبد السلام موسى من جهة ومسؤولين قواتيين من جهة ثانية ايضا دافعوا عن وجهة نظرهم ومراميهم . الرد الثاني من سعد الحريري على اقصائه سعوديا تبدى اجرائيا في سحب احمد الحريري لنواب المستقبل من السباق الانتخابي قاطعا الطريق اولا على امكانية الاحتواء والوراثة المحتملة للتيار الازرق سواء عبر الرئيس السنيورة او غيره بايحاء سعودي وبالتالي للحؤول دون لعب ادوار على انقاض غياب اهل البيت وقد قطع احمد الحريري شوطا كبيرا في هذا المضمار اي سحب النواب والمرشحين المفترضين تحت لافتة (تيار المستقبل) ما من شأنه ترك تداعيات عميقة مفصلية ستشلع قوى 14 آذار وتخلق ارتدادات صادمة وخطرة على النتائج والاوزان وزركة خانقة لحلفاء المستقبل السابقين في طول لبنان وعرضه خاصة اولئك المناوئين بالاصل للمقاومة وسوريا وكأن سعد الحريري بهذه العملية الالتفافية والهجمة المعاكسة الناعمة الاداء الجارحة النتائج على الاقربين من المستظلين للعباءة السعودية او المتناغمين مع دورها في لبنان تحت عنوان العروبة والخير وافضال ونعم الخليج على لبنان وهذا فعليا اكيد وصحيح فتراهم يترنحون تحت مبضع المستقبل الذي تراءى في لحظة للبعض انه تحول الى قشة لكنه فعلا القشة التي قصمت الظهر سواء المحلي او الاقليمي خاصة السعودي الذي وجد حلفاءه بفعل الاستنكاف المستقبلي عن الاستحقاق الانتخابي بين فكي لوائح المقاومة وحلفائها قضما وهضما . وبذلك يقول سعد الحريري للذين احرجوه فأخرجوه وغيبوه في عملية اغتيال سياسي ممنهج لم يشهدها تاريخ لبنان سيما وانها طالت اكبر حالة سنية سياسية مع التقدير للقوى والشخصيات والاحزاب السنية الاخرى ،ان هذا الفعل الاقصائي لم يحقق المبتغى اي ردات فعل في الشارع قد تقود الى احتراب اهلي وهذا ما كان مأمولا ويخطط له وتم اجهاضه لا بل زاد من تعاطف القوى المناوئة لسعد الحريري اي المقاومة وحلفائها للمظلومية التي لحقت برئيس تيار المستقبل المؤمن بالتفاهمات والعارف لخصوصية وحساسية التركيبة اللبنانية هذا من جهة ومن جهة ثانية بدل اضعاف قوى المقاومة وحلفائها وحلفاء سوريا جاء خروج المستقبل من المعادلة ليهشم حلفاء السعودية انتخابيا ويحقق فوزا اكثريا يقارب الثمانين نائبا في البرلمان اللبناني في انتخابات 2022 لصالح ما يعرف بقوى 8 آذاروكأن سعد الحريري يقول لمن اخرجه من المعادلة اخرجتموني صحيح لكنني استأصلتكم وغيبت دوركم وانتزعت ورقة لبنان من ايديكم سلميا وتحت طبقة من صخب وضجيج… ايضا من عمق هذه الاجوبة تطل اسئلة كثيرة ابرزها هل انسحاب تيار المستقبل وشخصياته ونوابه من العملية النتخابية سيطرح الثقة بالميثاقية ما يضع الاستحقاق برمته على سكة التأجيل او التعطيل ؟ وهل سيتفتق عن ذهن حلفاء السعودية في لبنان المأزومون انتخابيا والذين سيخرجون مجرَّحين من انسحاب نواب المستقبل على مستوى النتائج المسارعة للقول واستنقاذا لماء الوجه لن نشارك بحجة الميثاقية ؟؟ فلننتظر الساعات القادمة قبل اقفال باب الترشيحات ما اذا كانت ستقفل الباب على الاستحقاق ام تفتحه على نتائج ساحقة لحلفاء سوريا ..وهنا يقول العارفون والمخضرمون في المجالس لقد رد سعد الحريري الصفعة بكدمة لا بل بصدمة والمصدومون كثر !!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى