كتب غالب قنديل | رعب الكيان من خسارة التفوق الجوي
غالب قنديل | رئيس مركز الشرق الجديد
أحدثت التحولات الإقليمية كدمات وصدوعا ظاهرة في العنجهية الصهيونية ومزقت الكثير من ركائز الوهن العربي وحيث تحركت ارادة المقاومة والتحرر تفتحت ميادين ابتكار وابداع لا تعرف المستحيل وتحطم جدران الوهم .
الخبر الذي تناقلته وسائل اعلام العدو : حزب الله الجوي على الطريق وطائراته باتت حاضرة في مكامنها السرية الخفية والعدو الصهيوني الذي يحصي كل نسمة وكل فراشة في الأجواء يرعبه أن يستكمل الحزب ردعه الصاروخي المجلجل الذي قلب معادلات المنطقة وغير البيئة الإقليمية بامتلاك سلاح جوي يعطيه مزايا هجومية.
الإعلان الصهيوني عن هذا التحول الكبير ينطوي على اعتراف خطير بخسارة زمام المبادرة واهم علامات التفوق الحربي بعدما نزع الردع الصاروخي عوامل التفوق الحربي الصهيوني وغير البيئة الاستراتيجية ولم يتبق سوى سلاح الجو عنصرا للتفوق العسكري وللعربدة الصهيونية في المنطقة .
نشر العدو تقارير ومعلومات عن منظومات دفاع جوي لدى الحزب تم تشغيلها ولم تستخدم عمليا في اشتباك مباشر مع طيران العدو في الأجواء اللبنانية ويقدر الخبراء الصهاينة أن تكون تلك الصواريخ متطورة ودقيقة في اصابة أهدافها .
أما توافر طيران حربي لدى المقاومة فيسدد صفعة استراتيجية موجعة وهو انقلاب نوعي في المعادلات والتوازنات الحاكمة للصراع بين المقاومة والكيان الصهيوني ومؤشر على انعطافة كبرى في المنطقة عموما وبقدر ما يؤلمنا خنوع النظام اللبناني وحصر مهام الطيران الحربي الهزيل والقديم جدا للجيش اللبناني بعروض التشريفات وبمهام جزئية كان بعضها غير مشرف كقصف المخيمات الفلسطينية خلال الاشتباكات بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية في أيار 1973.
بالأمس كان الطيران المسير اليمني هو أخطر علامات القلق الاستراتيجي في المنطقة كما هو مؤشر على انتقال تقنيات تصنيع وتشغيل ليست بعيدة عن متناول حزب الله وجيش مهندسيه الذين ابتكروا وأبدعوا الكثير في سجال الحرب والقتال وما زلوا على تفوقهم من عقود لا يكلون او يغفلون ويحضرون مفاجآت مذهلة للعدو في أي معركة مقبلة واحتساب الجنرالات الصهاينة لهذا العامل بات بذاته عامل ردع أصيل وفاعل يغل يد الكيان ويحمي لبنان.
سيتيح هذا التحول تفعيلا لحركة هجومية وخطط ردع كثيرة في متناول المقاومة كقوى ومحور مما يحرك انعطافة نوعية كبيرة على مدى المشرق ويقلب الصورة فيحشر العدو المتغطرس في جحور رعب وعجز وبالتالي تنطلق وتتفتح قدرات وأفاق جديدة في البيئة الإقليمية تختلف جذريا عما سبق في مسار انقلاب الصورة.