كتاب الموقع

العلمانية والدين .

خالد غْشيم | كاتب سوري .

يبدولي أن ؛
-البعض يراها فزاعة للمتدينين.
-والبعض يراها ضربٌ من الإلحاد.
-والبعض يراها دخيلة لاتناسب مجتمعنا.
لكن بعدما تكشّفت أمراض المجتمعات العربية فكريا واجتماعياًً والتي تسبب بها ما أُدْخل على الدين الحنيف عنوةً على أيادي من ينظر لهم المجتمع المتديِّن على أنهم منزّهو .علماً أنهم بشرٌ ويخطئون .
فإن فكرَ محمدٍ بنِ عبدالله أبعدمايكون عن هذه الفوضويات وعن النرجسيات ففَسروا وحَرّفوا كلٍ حسب فهمه وعلى هواه فلم تُقَدَم حاله منطقيه تفسيرية تُطابق فكر النبوة
كما جاء لأن من فَسرْ فسرَ بعد مئات السنين فتجاوز القواعدالتاريخية والواقع الآني الذي نزلت لأجله النصوص ولم تتم محاكاة الواقع وإسقاطه على الحدث ليكون التفسير في محله كما أن جهل الأغلبيه بواقع اللهجات المتداوله وأقصد لهجات الجغرافيا العربية من شمال الحجاز حتى هضبة كيليكيا آنئذٍ أدى إلى نتائج مناقضةً تماماً لهدف النص وبالتالي ولكي أختصر ولاأطيل فالعلمانية هي:
{كم معرفي جامع من خلال إدراك التاريخ والفلسفه والواقع }
من هنا أنطلق لأقول وعسانا نحسم بعض الجدل فهي حماية للدين من تسلط رجال الدين على الدين نفسه وعلى الأتباع وهي تعتني بالفرد والمجتمع لأجل القيم والمثل العليا والأخلاق وتهتم بحاجاته وقضاياه المادية وبالتالي يتحدد دور الدين في العباده {وتنمية الأخلاق} فما الضير إذاً إذا كان هذا دور الدين لكن للأسف البعض وهذا البعض ليس بقليل لايقبل إلا بأن تكون شروط ومفاهيم الدين فوق المجتمع فهي التي توجه وتحدد مسارات الحياة للناس وهذا مخالف تماماً مره أخرى لفكرِ النبوةِ قرآنيا (لاإكراه في الدين) أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟
وماكان لِنفس لتؤمن إلابإذن الله. والشواهد على ذلك بالآلاف.
فالعلمانيه هي [مرتكز إجتماعي] يعتني بالإنسان وحاجاته المادية فقط وليس لها علاقه بحاجات الفرد أو المجتمع الروحيه.
مما تقدم يتضح أن العلمانيه لا تلغي الدين بل تعطيه دوره الحقيقي في ((تنمية الاخلاق ))وهذا المفترض من الأساس
فلو أن من (ظنوا أنفسهم ثوار ) كانوا قدتعلموا الأخلاق في المساجد وعلى أيدي مشايخهم لما كرِهوا أحد ولما ذبحوا أحد ولما قتلوا أحد ولما أحرقوا أحد ولما سبوا إمراه ولما شنقوا طفلاً ولما قطعوا شجرةً.
لذلك عندما يكون دور الدين عبادة وأخلاق وتنتهي التدخلات العشوائيه في قضايا المجتمع وينجُ المجتمع من الإرهاصات الطائفيه والمذهبيه وما ينطبق على الإسلام ينطبق على الاديان الأخرى..
لاحظ كيف تسلط أرباب الدين اليهودي على رقاب الإنسانية بسبب اعتمادهم لمفهوم (شعب الله المختار) فكانت كل الوسائل مسخّره لتحقيق هذا الهدف..الخطير والذي ظلّ يدفع العالم كله أثماناً باهظة بسببه وسيستمر الدفع .
ممّا تقدّم يتضّح أنّه لا عداء بين العلمانية والدين ، فما هو المشكل الديني او القانوني او المجتمعي اذا كنت مؤمناً او علمانياً ؟ فعلمانيتك لصالح الإنسان والذي كرّمه الخالق واصطفاه . فلماذا يُذبح هذا المصطفى من الله باسم الله ؟
وعلمانيتك لصالح قضاياك اليومية المعيشية والحياتية ، امّا دينك فهو بينك وبين الله وبين من ترغب بتنمية اخلاقه ونصحه لا حرفه وجرّه نحو الهوّة والعداء للآخر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى