تحليلات و ابحاثكتاب الموقع

كتب حيّان نيّوف | قراءة في تصريحات لأردوغان – حول اتخاذ اجراءات لإنشاء منطقة آمنة على الحدود الجنوبية بعمق 30 كم

حيّان نيّوف | كاتب وباحث سوري

• يعتقد أردوغان أن الظروف الاقليمية والدولية مناسبة للقيام بهذه الخطوة التي فشل في تنفيذها طوال سنوات ..

• يعثقد أردوغان أن بإمكانه استغلال انشغال روسيا بالحرب الاوكرانية واللعب على مواقفه من تلك الحرب لتأمين صمت روسي تجاه خطوته ، وكذلك فإنه يستطيع استغلال تخفيض روسيا لوجودها العسكري في سورية وفقا لتسريبات اعلامية غير مؤكدة ..

• كذلك يظن أردوغان أن باستطاعته استغلال الرغبة الامريكية والغربية في توسعة حلف الناتو وضم كل من السويد فنلندا إليه ، خاصة إذا ما قرر تطبيق خطته في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد” ..

• عربيا ، يأتي الاعلان الأردوغاني بعيد تصحيح علاقاته مع كل من الامارات والسعودية ، و احتلال تركيا للمركز الاول بحجم الصادرات المصرية ، والانفتاح على الجزائر التي استقبل رئيسها تبون منذ أيام ، بالاضافة لعلاقاته القديمة مع قطر ، وعربيا أيضا جاءت تصريحات أردوغان عقب تصريحات ملك الأردن العائد من واشنطن حول الحدود مع سورية ..

• أما بما يخص إيران ، فيعتقد أردوغان أن القيادة الإيرانية تضع ثقلها لإنجاح الاتفاق النووي الذي سيتوج ايران كدولة عظمى ، وربما تقوده حساباته الى الاعتقاد أن ايران لن تغامر بالاشتباك معه في ظل ذلك وفي ظل الضغط الاقتصادي الذي تتعرض له جراء العقوبات ..

• بما يخص “الكيان الصهيوني” ، فبالإضافة الى زيارة وزير الخارجية اوغلو المرتقبة الى تل ابيب ، فإن هذه الزيارة ستحدد موعد زيارة أردوغان ايضا ولقائه مع رئيس الوزراء “بينيت” ، ويعتقد أردوغان أن باستطاعته استغلال التخوف الصهيوني من النفوذ الايراني في سورية و لبنان ، وأنه يستطيع مقايضة الصهيوني في هذا الملف ، خاصة ان الصهيوني بات مرتبكا ويتخوف من رد شامل من الجبهة الشمالية ، وأن اردوغان باستطاعته بخطوته التي سيقدم عليها تشتيت عناصر القوة لحلف المقاومة خدمة لاسرائيل ..

• داخليا ، يتعرض أردوغان لضغوط شديدة من قبل الشارع التركي والمعارضة التركية وحتى من القاعدة الشعبية لحزب العدالة والتنمية بفعل عاملين رئيسيين ؛ الأول ناتج عن اثار الازمة الاقتصادية بفعل الدين العام والتضخم ، والثاني متعلق باللاجئين وخاصة السوريين والمطالبة بترحيلهم ، ويعتقد أردوغان ان تنفيذ خطته سيؤمن له تخفيف تلك الضغوط وهروبا الى الأمام وحرفا للأنظار عن الوضع المتأزم قبل عام من الانتخابات الرئاسية التي يبدو اردوغان أنه مستعد للتضحية بتركيا مقابلةعدم خسارته لها او التنازل عن الكرسي ..

• فيما يخص سورية و مواجهة المخطط الأردوغاني :

في ظل جملة الظروف العربية والاقليمية و الدولية التي ذكرناها آنفاُ ، يمكن القول أن مواجهة المخطط الأردوغاني تحتاج الى تأمين الجبهة الجنوبية أولا ، والالتفات الى مجابهة عسكرية في الشمال مع الجيش التركي والجماعات الارهابية التي تظور في فلكه ..
يحتم الأمر في الجنوب استعدادا من المقاومة للمشاركة في ردع أي تحرك محتمل للكيان الصهيوني سواء من لبنان او من داخل فلسطين ، أما فيما يخص الأردن ، فمهما تكن حسابات الملك الاردني فهي حسابات خاسرة بالمطلق ، وآثارها ستكون وخيمة على الأردن داخليا مهما تكفلت الولايات المتحدة بالمعالجة ..
في الشمال والشمال الشرقي ، سيكون من الصعب على الولايات المتحدة ايجاد التوازن بين عميلتها “قسد” و عميلها “أردوغان” ، كما انه سيكون من الصعب على اردوغان تحمل الضربات المتوقعة من الجيش السوري وحلفائه ، ومعركة ادلب الاخيرة خير شاهد على ذلك ، وربما من المهم التذكير أن حلف الناتو خذل أردوغان في تلك المعركة ، سواء لجهة رفضه التدخل المباشر أو لجهة تزويده بمنظومات الباتريوت ، كما أن اردوغان قد يجد نفسه في دوامة حرب طويلة تستنزفه اقتصاديا وسياسيا وتطيح بعوامل القوة السياسية التي يلعب ضمنها ..
زيارة الرئيس الأسد الى طهران ولقائه بالمرشد الخامنئي ، والتصريحات التي أطلقت عقب اللقاء ، توحي أن المحور بأكمله مستعد لاحتمالات المواجهة بكل الاتجاهات ، أما الموقف الروسي فأقل ما يمكن قوله أن روسيا سقط عنها الحرج شمالا وجنوبا في اطار المواجهة على الأقل علنيا ، وأما ضمنيا فمصالحها فهي حيث بدأت وحيث تحالفاتها الحقيقية ، وربما لاحقا سيحتاج أردوغان وقتا طويلا للانتظار على أبواب الكريملن لتخليصه من ورطته ..

• أخيرا :
من المهم التذكير بأن الصراع العالمي على أشدّه ، وأن حسابات أردوغان ليست الوحيدة في الميدان ، وأن الخطأ الاستراتيجي سيكلف كثيرا ، سواء في هذا المحور او ذاك ، فالمرحلة دقيقة وتشهد تغيرات جيواستراتيجية خطرة ، وتحمل الكثير من المفاجآت التي لم يمكن ان تحدث ..

• يبقى السؤال : هل من احتمال بأن هناك من يدفع بأردوغان و تركيا إلى الفخ ؟!! لا غرابة في ذلك ، فالفوضى لطالما كانت نهجا أميركيا ، ولطالما كانت الولايات المتحدة تحيل عملاءها من الاستثمار بأدوارهم الوظيفية الى الاستثمار بفوضى التخلص منهم ، ولطالما دأبت روسيا مؤخرا على اقتناص فرصها في استغلال ميادين الفوضى الأمريكية ؟؟؟!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى