مقالات مختارة

كتبت فاطمة شكر | ملفات ساخنة تحاكي الفشل… وتبدّلات الإقليم رهنُ التسويات

فاطمة شكر | كاتبة واعلامية لبنانية

مضت خمسة أشهرٍ على تأليف حكومة نجيب ميقاتي الإنقاذية، وعلى الرغم من  الوعود التي قدمتها الحكومة من تأمين الكهرباء لبلدٍ غارقٍ في العتمة الى استقرار العملة ووقف الإنهيار، إضافةً الى الحد من الأزمة المعيشية والإقتصادية، والعمل بشكلٍ جادٍ على موضوع ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي، فشلت الحكومة حتى هذه اللحظة بالقيام بأيٍ من واجبتها التي شكلت من أجلها والسيطرة على كل تلك الملفات الساخنة، ولم تتقدم خطوةً واحدةً الى الأمام سوى التفكير بكيفية الإستدانة من البنك الدولي.لا إصلاح، غرقٌ إضافيٌ في الأزمات، إجتماعاتٌ كارثيةٌ لم تنتجُ إلا مشاكل إضافية وتبادلٌ للتهم بين كل المكونات السياسية، وتعطيلٌ مقصودٌ لمؤسسات الدولة.تكمن الأزمة الحقيقية بأن البلد يعيشُ في حلقةٍ مفرغة، حيثُ لا رقابة من قبل وزارة الإقتصاد على أسعار السلع التي ارتفعت بشكلٍ جنوني مع صعود الدولار ووصوله الى ٣٣ الف ليرة، ومن ثم إنخفاضه حتى وصوله الى ما دون ٢٢ الف، وعدم تراجع الأسعار وبقائها على اسعارها القديمة المرتفعة، في ظل غياب الدولة وغياب الخطة الإقتصادية وزيادة المعاناة أمام المواطنين الذين يعيشون الفقر في ظل عدم زيادة الرواتب التي باتت لا تكفي لشراء أقل حاجيات المواطن الأساسية.أما الرهانُ المرتقبُ، بحسب مصادر خاصة، التي تتخوف من أن تكون الأمور تنتقلُ من سيىء الى أسوأ، أن الإدارة الاميركية فرملت كل المساعي التي بدأت في الآونة الأخيرة، ومنها المبادرة الفرنسية المزدوجة مع المملكة، وبعض التدخلات العربية التي انكفأت هي الأخرى في الآونة الأخيرة عن كل المساعي التي من شأنها إعادة الأمور الى حالةٍ شبه طبيعية، حيث كان من الممكن إعادة النظر بهيكلية الدعم ودعوة دول الخليج لإقامة مؤتمرٍ لدعم لبنان وإنفاق بعض الأموال، بالتزامن مع مؤتمر كانت قد دعت اليه فرنسا في الآونة الأخيرة.ولا يستبعدُ المصدر بأن وراء كل ذلك تقفُ الإدارة الأميركية التي تتخبطُ في مشاكل المنطقة، إذ إنها تعاني من الحيرة التي أنتجتها إعادة التموضع العسكري في المنطقة نتيجة التدخل الروسي الساحق، الذي  يبدو أنه يهيمنُ ويوسع إطار سيطرته، إضافةً الى عوامل معركة جديدة في دول شرق أوروبا.وختم المصدر بأن الأزمة الحالية الداخلية مازالت مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالخارج، وكل ما يجري في الداخل ما هو إلا مخدرٌ لتقطيع الوقت المتبقي حتى حينه، لذلك سوف تبقى الأزمات الحكومية والملفات سواء كانت إقتصادية معيشية، أو خدماتية ولن تحل إلا بتفاهمات سياسية يتبينُ من خلالها حجم كل فريق على حدى، وما هي إمكانية سيطرة القوى الداخلية التي تحاولُ إستعمال شعبيتها الإنتخابية ضمن لعبة إضاعةِ الوقت لحين المنتظر.

وحتى تتبلور الأمور ويتضحُ المشهدُ العام اللبناني، بقراءة مستجدات المنطقة، تبقى الأمور على ما هي عليه، مطعمةً بالقليل من المخدر لإعطاء المزيد من الوقت لتقطيع الأزمات.

 

الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى