كتاب الموقع

كتبت بيانكا ماضية | دور مشبوه، وتواطؤ، في الحرب على اليمن!.

بيانكا ماضية | امينة الشؤون الثقافية والفنية – صحيفة الجماهير حلب

قرأت بطريق المصادفة منشوراً في صفحة بقلم ياسر اليماني، رابطه في أول تعليق، مفاده أن السيسي يتورّط مع الإمارات في اليمن، ويرسل قوات مصرية إلى المهرة وبعض المحافظات.
ويتمنى صاحب المنشور على الشعب المصري الشقيق والكريم، ألا يقع السيسي في الفخ الذي وقع فيه عمر البشير الذي أرسل مرتزقته لليمن، وكان مصيرهم الموت… ويتابع: مصر مكانها الحقيقي أن تلعب دوراً في الحل اليمني، وليس في إرسال جنودها لقتال اليمنيين!!.

ومن جانب آخر، قرأت خبراً آخر، يقول: اعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن أن غارة التحالف على سجن في صعدة أدت إلى إصابة أكثر من 300 مدني وكانت من أسوأ الحوادث!!!..

كلام حقّ!
– ماكتبه اليماني ياسر كلام حقّ، فعوض عن أن يقاتل السيسي إخوته في هذا الوطن العربي، فمن الواجب عليه أن يقاتل معهم ضدّ العدو الأكبر (الأفعى وذنبها)، يبدو أن السيسي في حكمه لمصر أضاع بوصلتها الحقيقيّة، فمصر التي كان لها دور تاريخي في محاربة الصهاينة وأمريكا، يبدو أنها اليوم باتت تأخذ دوراً مشبوهاً في الحرب على اليمن!!.

وفي هذا الشأن كان لنا تواصل مع السيدة المهندسة غادة الأسد، عضو قيادة سابق في حزب البعث العربي الاشتراكي، فرع اللاذقية، لسؤالها عن هذا الدور المشبوه لمصر، فقالت:
“في الحقيقة هو دور مشبوه منذ بداية الحرب عندما اجتمعت الجامعة العربية لتحديد الموقف تجاه اليمن. جميع الدول العربية عدا دول مجلس التعاون الخليجي رفضت الحرب، وفضلت الحل السياسي، إلا مصر، أعلنت عن استعدادها للمشاركة في الحرب بقوات بحرية وجوية وبرية إذا استدعى الأمر بحجة حماية أمنها القومي.
وتتابع: طبعا هذا الكلام عار عن الصحة، والسبب أن مصر لا تستطيع إلا أن تكون في الضفة (الأمريكية)، وبالتالي تكون مع السعودية، وإلا ستواجه الجوع والحصار الذي ستفرضه أمريكا عليها.
البعد الآخر الخفي وغير المعلن هو العمل وفق الأجندة الصهيونية، والتي استطاعت تسخير كل دول وإمارات النفط في حروبها العبثية في منطقة الشرق الأوسط بغية تحويل المنطقة إلى منطقة حروب وعدم استقرار، والهدف معروف وهو تغيير العدو (إسرائيل) في أذهان شعوب المنطقة واستبداله ب(إيران) في محاولة لخلق بيئة جديدة للتطبيع مع إسرائيل. مصر وقّعت في الثمانينيّات اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل، وحتى تاريخه لم يتم التطبيع مع الشعب المصري الرافض لذلك.
هذا جانب، والجانب الثاني هو خلق صراع سنّي شيعي في المنطقة يمتد إلى ماشاء الله.. وهنا تعيد الإمبريالية العالمية ترتيب أوراقها والمنطقة بما يخدم مصالحها التوسّعية الاستراتيجيّة، والتي ستنهض بقوّة فوق منطقة منهكة متآكلة داخلياً بفعل الحروب والجوع والفقر الذي سيعم..
أخيراً يبقى البعد الأهم وهو منع ظهور قطب عالمي جديد ينافس القطب الأوحد على تسيّد العالم، وذلك عبر محاصرته في جغرافيا قريبة منه، والعمل على حصاره، وإفشال توسّعه الاقتصادي والعسكري، وأقصد هنا (روسيا أولا والصين ثانيا).. هذا غيض من فيض أراه كسلسلة متصلة لا يمكن فصلها عن بعضها.
وتنهي كلامها بالقول: إنّ الحرب على اليمن في صميمها ضرب للعروبة أولاّ، لأن اليمن الحبيب هو موطن القبائل العربية الأصلي، ومنه انطلقت الهجرات العربية، ولم يبق في خليج العار غيرهم من عرب”.

– قمّة المهازل التي تحصل باسم الأمم المتحدة أن يعتبر مبعوثها الأممي إلى اليمن مقتل 300 مدني بأنه حادث لا مجزرة من المجازر التاريخيّة التي ترتكبها أمريكا بوساطة عملائها في المنطقة.
والسؤال الذي يمكننا طرحه: هل صنّاع السياسة في أمريكا هدفهم وقف الانتهاكات المستمرة، ودعم المحاسبة في ملف اليمن، أم إشعال الفتيل لا في اليمن وحسب، بل في كل الدول المقاومة والمحاربة لسياستها؟!

نهاية!.
إن الصواريخ اليمانيّة التي زلزلت الأعداء وهزّت عروشهم، في العمقين السعودي والإماراتي، الصواريخ التي يملكها شعب مستضعف مظلوم يقاوم من أجل نصرة الحق، باتت اليوم تقضّ مضاجع الوكلاء والأصلاء معاً. فطوبى لهذه الصواريخ المباركة، وطوبى للسواعد التي تحملها!
أطلقها، يا أيها الحوثي، أطلقها.. لقد طغوا جميعهم!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى