كتاب الموقع

بين الدين والعَلمانية ( الجزء الثاني )

خالد غشيم | كاتب سوري

عندما أتحدث عن هذه الموضوع الهام جداًجداًجداً .
والذي تنبع أهميته من خلال استيعاب كل الديانات وكل المذاهب وكل الطوائف وكل الأقليات(مع كامل الاحترام) في بوتقة واحدة ألا وهي بوتقة المواطنه الصرفه الشريفه .
عندما أكون أنا أو تكون أنت من مكوِّن ما وخاصة الأقليات أو المذاهب ستشعرأنك بشكل أو بآخر أنك مضطهد بسبب ضعف التثقيف الخاص بالمواطنه لدى الأغلبيه أو لدى المكونات الأكبر والأخيره الكبيره لاتشعر بمعاناة الصغيره وهكذا دواليك فما ينطبق على أي مكوِّن ينطبق على الباقي وبالتالي تظهر التناحرات وتظهر ردود الأفعال وتظهر العصبيات والتعصب ويظهر التطرف ويزداد كل طرف مغالاةً بما ينتمي وهنا الطامة الكبرى.
إذن فالخلاص من هذا المأزق الخطير وهو مأزق دائم وسيستمر إن لم يتفهم ويتبنى كل الشعب السوري العلمانيه كمنهج حياتي حيوي حاضن للجميع ويحترم الجميع وتتناغم من خلال هذا الحاضن كل المكونات وستتباهى بعد ذلك بأمنها وأمانها وحيويتها وازدهارها لانها تجاوزت الحالات السابقه التي تسبب دائماً بالغصّات والعصبيات والفوضى وماحصل في واقعنا خير دليل بل أصبح واقعنا ومانحن فيه يقدم ملايين البراهين على أن العَلمانية هي الحل الأمثل والأقوى والأجدر لتحصين حالة المواطنه وبالتالي الحاله الاجتماعيه.
عندما ننتقل جميعنا واقصد فسيفساؤنا السورية الرائعه الى حالة متقدمه من مجتمع علماني فنكون قد طوّرنا واقعنا الإجتماعي الذي سيعكس بالضرورة تطورات أخرى في كل مناحي الحياة بسبب انعدام التفلُّت والفوضى والتعصب.
مما يؤدي إلى تطوير وعينا وإدراكنا كمجتمع وسرعان ما تعود هذه المكتسبات المعرفيه الخُبراتيه التي تراكمت تعود لتطور الواقع مره أخرى وبأفضل مما كان بعد النقله الاولى.
قد يقول قائل الإسلام هو الحل وأنا اقول الإسلام دين وليس دوله ، الإسلام عباده ونظام تعامل بين الافراد مع التأكيد بعدم تضاد أو تصادم أواختلاف العَلمانيه معه.
ومسيحية القرون الوسطى وتسلط الكنيسه على رقاب الناس أيضاً أدى إلى حروب وكوارث في أوربا لاداعي لشرحها…
أما عن اليهوديه فحدث ولاحرج فهي تطبيق كامل ومطلق لنظام الأبارتيد ونظام التمييز العنصري الفوقي القهري العنجهي الإغتصابي الإستعماري فلا يمكنها ولاتقبل وخاصه الصهاينه الجددب الآخر ولاحتى بجيرته.
هذا عن الأديان التي هي ذوات مصدر إلهي.
فمابالك عن المفاهيم الأخرى للبعض بقضايا أقل بكثير حتى أنه يصعب فهما للكثيرين ولو آمنوا بها.
مما تقدم أقول حتماً باتت العَلمانيه بفتح العين هي الحاجه الحتميه والضروريه لبناء مجتمعنا أو أي مجتمع.
أي مكوِّن عندما يشعر بالضّعف او الظّلم أو الإنكسار سيتحول إلى مايشبه( الرمح في كيس كيفما مال يؤذي)
وتنتقل العداوات والأذى وتتراكم المآسي وتتفاقم وتصبح الحلول أصعب لذلك يأتيك هنا من ينادي بالفدرله او التقسيم أوالإنشطار…..
فلا حل أبداً سوى بالعَلمانية التي هي للجميع ومع الجميع وبالتالي تصبح كل المكونات مصانه محترمه الحقوق والواجبات.
وبالتالي تنتهي حتماً حركةُ فرملةِ تطورنا وتطور مجتمعنا وتُزال العوائق وتُقطع الطرق على مخططات الآخرين والأعداء لذلك عَلمانيتنا سندنا وحاملنا نحو الإزدهار والأريحيه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى