كتاب الموقع

ايران وامريكا وعض الاصابع

الدكتور عمران زهوي | كاتب وباحث سياسي لبناني

الحصار الامريكي والاوربي مازال منذ 40 عاما على ايران وبفضل السياسة الامريكية الضاغطة تراجع النمو الاقتصادي وخسرت العملة الايرانية كثير من قيمتها الشرائية ،لدرجة كادت الخطه ان تنجح بتطويع ايران من خلال تأليب الراي العام الداخلي على السلطة والعمل على تغيير وجهة النظام العقائدي والغير براغماتي، الى ما تطمح امريكا له وتحت مسميات عديده من حيث خلق توترات داخليه وحصار اقتصادي.بعد فشل الخطه العسكرية التي بدات منذ حرب الخليج الى اليوم.
لا شك التغيير الحاصل اليوم على الصعيد الدولي اذ لم تعد امريكا القطب الاوحد والاقوى والذي كان يدير العالم اما بالمباشر او عبر الحلفاء . فاليوم تغيرت المعادلة فالمارد الصيني اصبح اكبر واهم قوى اقتصادية في العالم بل اصبح المصنع لكل هذا العالم وسياسته التي انتهجها منذ اثنا عشر عاما والذي سميت بطريق الحرير، بالاضافة الى ان الصين لم تدخل باي معاهده نووية منذ الحرب العالمية الثانية الى اليوم لذلك التعاظم العسكري والتطور النوعي الذي تمتلكه الصين والذي لا يعرفه حتى الحليف الروسي ولا العدو الامريكي .

استقرار الامبراطورية الروسيه عقب حكم الرئيس يلتسن والذي كان ورقه بيد الامريكي وسيطرة بوتين على الحكم وتغيير وجه روسيا وتفعيل دورها في العالم والذي خدمها في ذلك هو سياسة ترامب الغبيه الاستعلائية والتي جرت الاخفاق تلوى الاخفاق واينما ضعف الامريكي نبت الروسي والصيني .بالاضافه الى ان مراكز الدراسات العسكرية تقول ان من الناحية العسكرية والتطور اصبحت تضاهي امريكا واكثر في بعض المجالات والقطاعات العسكرية .
حتى بعض مكونات الاتحاد الاوروبي والذين يدورون في فلك الامريكي اصبحوا اليوم في ظل الانهيار الاقتصادي العالمي خائفين لان عجز الموازنات بارقام كبيرة،لذلك بدأ يطرح السوال في بعض الدول الاوروبيه هل سنكمل مع الامريكي بنفس الطريقه بعد خسارتنا عقود اقتصاديه مهمه من الصين الى روسيا حتى ايران ؟!!!

من ناحية الدول العربيه هل سيشهد التقارب السعودي العراقي، والسعودي الايراني ،وعودة سوريا الى جامعة الدول العربية، وكلام الاماراتي والسعودي عن اعادة اعمار سوريا .فهل ترخي بظلالها على كل المنطقة في وقت تسارع بعض الدولة للتطبيع مع العدو ؟!!!
وفقا لما تقدم لذلك سنشهد تغيير للخارطة الجيوسياسية والنفوذ في العالم اذ ستنقسم بين الامريكي والروسي والصيني وحلفاؤهم عبر اعادة تموضع بعض الدول وقد يسبب ذلك في انتقال البعض من معسكر الى اخر !!! في ظل الانكفاء الامريكي في عدة اماكن من العالم وتحديدا الشرق الاوسط وغرب اسيا .
واول الخروقات هي العقود الاقتصاديه بين ايران والصين والتي ناهزت نصف ترليون دولار خير دليل على صفعة كبيرة تلقاها الامريكي اذ لم يعد تجدي نفعا العقوبات الامريكية على ايران .وما جرى في “فيينا” اخيرا كان واضح من استطاع املاء الشروط على الاخر وتسويق الامريكي لفكره انه اذا عدنا ألى الإتفاق النووي هذا سيمنع ايران من امتلاكها القنبلة النووية ما كان سوى لاسكات الكيان واللوبي الذي خلفه والمشكله هي تكمن في التسلح وتطوير الصواريخ الباليستية وتحديدا بعيده المدى، ولكن ايران رفعت التخصيب الى 60% ، لكي تثبت ان باستطاعتها ان تمتلك القنبلة وقتما تريد . وانطلاقا مما حدث في افغانستان والالتفاتة القوية من قبل الصيني والروسي والايراني على طالبان وابرام صفقات مازالت تحت الطاولة ولكنها ادت الى افشال المخطط الامريكي والذي عمل عليه منذ 20 عاما وكلف ترليون دولار ودفع البريطاني 500 جندي ،وفشل استخباراتي ذريع سيؤدي الى انتقادات داخليه امريكية ستزعزع موقف السلطة الحاكمة . فبدلاً ان تكون بؤرة توتر للايراني والروسي والصيني ،اصبحت عامل مساعد ، وسيكون هناك تعاون على مساعدة طالبان في ادارة البلاد مع مقدرات اقتصاديه كبيرة ومظلة دولية وعسكرية مهمة . فقام طالبان بتغيير براغماتي ونوع من الانفتاح على العالم ليطمئن المجتمع الدولي بانه ليس طالبان الذين كانوا يعرفونه بل ذهب الى اعفاء كل موظفي الدولة والعسكريين والامنيين وطلب التعاون مع طيارين سابقين وشخصيات افغانية للمساعدة في ادارة شؤون البلاد . بل ذهبوا لمغازلة حركة حماس بالقول انهم معهم لتحرير فلسطين .

الحلف الذي نشأ ما بين روسيا والصين مع ايران سيكون له تداعياته العالمية في خارطة النفوذ
والدول العظمى ، لذلك منطقتنا قادمة على توترات ما بين الامريكي والروسي والحلفاء الايراني والتركي ولا ننسى الكيان الغاصب الذي له ما له في اروقة القرار العالمية …..
في نهاية هذا العام وحتى عام 2023 سيتغير وجه العالم بثلاث اقطاب وحلفاء وتقاسم نفوذ واعادة تموضع والذي سيقود العالم ،والا فنحن قادمون على حروب باردة بين الاقطاب ومن ثم سيكون هناك رخاء اقتصادي عالمي، والاهم للجميع هو
ان من يحكم القارة الوسطى سيحكم العالم .

النص يعبر عن رأي الكاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى