كتب عمر معربوني | تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي ـ اليوم الرابع عشر
خاص موقع العهد الإخباري
عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية – رئيس تحرير موقع المراقب
أتمّت اليوم العملية الروسية في أوكرانيا أسبوعها الثاني. وكانت السمة البارزة البطء في تقدم القوات الروسية على خلفية فتح ممرات انسانية إضافة الى تطور لافت تمثل ببدء اعتماد بعض وحدات القوات الروسية على الرشاشات الثقيلة وقواعد اطلاق المضاد للدروع على سيارات البيك اب على غرار ما تم اعتماده في الجيش العربي السوري.
مواضيع العرض: “سير العمليات العسكرية الروسية – اتجاهات الهجوم اللاحقة ـ معركة تشيرنيغيف”.
دخلت العملية الروسية يومها الرابع عشر حيث لوحظ منذ البارحة بعض البطء في تقدم القوات وهو بطء له سببين مباشرين:
1ـ حاجة القوات الروسية لتثبيت تموضعها في المناطق التي سيطرت عليها وبناء قواعد امداد تكتيكية (محروقات – ذخيرة – مواد دعم ومطابخ ميدانية).
2ـ اضطرار القيادة الروسية لتفعيل عمل الممرات الإنسانية.
ورغم هذا البطء إلا أنّ القوات الروسية فعّلت منذ مساء 8 آذار عمليات منطقة كييف وخصوصاً عملية الإطباق على مدينة تشيرنيغيف شمال شرق العاصمة كييف.
الوضعية القتالية للقوات الروسية يوم 9 آذار/ مارس 2022 على كافة الجبهات:
ـ لليوم الرابع عشر على التوالي تستكمل وحدات القوات الجو ـ فضائية والصاروخية الروسية تدمير منشآت البنية التحتية الأوكرانية حيث باتت المطارات الأوكرانية بغالبيتها خارج الخدمة ( 90% )، إضافة الى تدمير كل ما يرتبط بمنظومة الدفاع الجوي الأوكرانية التي باتت في حالة ضعف لكنها لا تزال قادرة على العمل بسبب اعتماد الجانب الأوكراني على المنظومات المتحركة وبنمط تشغيل مختلف عن الأنظمة التقليدية باتباع أسلوب الكمائن الجوية والتمويه والحركة، وفي التوقعات من المرتقب ان تخرج طائرات ومروحيات ومنظومات الجيش الأوكراني من الخدمة بحدود أسبوع من اليوم اذا ما استمرت عمليات قصف البنى التحتية الأوكرانية بالوتيرة المعتمدة حالياً.
(*) تطور ملفت هو بدء اعتماد القوات الروسية في بعض وحداتها على الرشاشات الثقيلة وقواعد اطلاق المضاد للدروع على سيارات البيك اب على غرار ما تم اعتماده في الجيش العربي السوري والتنظيمات الإرهابية لتحقيق مستوى اعلى من المرونة والحركة، كذلك بدأت القوات الروسية بالإعتماد أكثر على عناصر المشاة لحماية ارتال المدرعات.
اتجاهات الهجوم اللاحقة:
ـ في مدينتي خاركوف وسومي (شرق أوكرانيا) اللتين أصبحتا في وضع صعب على المستويين العسكري والإنساني وهو الوضع نفسه في مدينة اربين شمال غرب العاصمة كييف، حيث بدأ ضباط الإستخبارات الروسية بالتواصل مع رؤساء بلديات هذه المدن لتنظيم عمليات استسلام خصوصاً ان القوات الروسية تسيطر على المفاصل الأساسية لهذه المدن التي باتت داخل الطوق من ثلاث اتجاهات.
ـ في الجنوب الشرقي لا تزال عمليات مدينة ماريوبول شبه متوقفة بسبب فتح الممرات الإنسانية لتأمين خروج من يرغب من المدينة، في حين ان الوضع مختلف تماماً في الجنوب الغربي حيث تتحرك القوات على أربع اتجاهات انطلقت كلها من مدينة خيرسون التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ أسبوع:
1ـ الإتجاه الأول: خيرسون ـ تشيغوريفكا بهدف الوصول الى مدينة كريفييه ريغ.
2ـ الإتجاه الثاني: خيرسون ـ ميكولاييف ـ باشتانكا والهدف هو الوصول الى مدينة دولينسكا مروراً بـ نوفا بوغ وكازانكا.
3ـ الإتجاه الثالث: خيرسون ـ ميكولاييف بهدف الوصول الى بوبرينتس.
4ـ الإتجاه الرابع: خيرسون ـ ميكولاييف بهدف الوصول الى نوفا اوديسا في المرحلة الأولى نحو الشمال للوصول الى عقدة رومينتسا ونحو الغرب للربط مع الإقليم الروسي في مولدوفا.
معركة تشيرنيغيف
منذ مساء 8 آذار/ مارس نشطت العمليات العسكرية للسيطرة على مدينة تشيرنيغيف شمال شرق العاصمة كييف بهدف انهاء المُدافعة الأوكرانية فيها والبدء بربط الجيوب الحالية في شمال شرق أوكرانيا بهدف تعزيز التواجد العسكري الروسي وبناء مجموعات دعم مستقرة داخل الأراضي الأوكرانية حيث يمنح هذا الوضع القوات الروسية مزيداً من قدرات الحركة باتجاه العاصمة كييف غرباً وباتجاه مدينتي سومي وخاركوف نحو الجنوب الشرقي.
بحسم القوات الروسية لمعركة تشيرنيغيف يمكن القول ان معركة كييف قد بدأت بفعالية اكبر حيث يصبح تحقيق التماس مع كييف اكثر سهولة بعد انهاء عمليات المُدافعة الأوكرانية في كل منطقة شمال شرق أوكرانيا وفي منطقة كبيرة شمال غرب العاصمة ويصبح تطويق المدينة من الجنوبين الشرقي والغربي متاحاً بشكل افضل من الوضعية الحالية.
https://www.alahednews.com.lb/article.php?id=40249&cid=175