تمثل الصواريخ الهجومية أخطر أسلحة الردع الاستراتيجي في العالم، وتتسابق عدة دول لتطوير صواريخ فرط صوتية يمكنها الانطلاق بسرعات تصل إلى 5 أضعاف سرعة الصوت (نحو 6 آلاف كلم/ ساعة).
وأصبحت إيران إحدى دول العالم التي تمتلك ترسانة صاروخية ضخمة يتم تطويرها محليًا، وأعلن وزير دفاعها العميد محمد رضا آشتياني، اليوم السبت، زيادة إنتاج الصواريخ المجنحة والباليستية، إضافة إلى التوصل إلى تقنية إنتاج محرك نفاث تضاغطي، يمكن استخدامه في تطوير صواريخ فرط صوتية.
ما هي أنواع الصواريخ الهجومية؟
صواريخ باليستية: يتم إطلاقها في مسار قوسي بين منصة الإطلاق والهدف، وتعتمد في البداية على قوة الدفع، التي يولدها المحرك ثم تكمل مسارها نحو الهدف بالقصور الذاتي.
صواريخ مجنحة: لا ترتبط بمسارات ثابتة بين منصة الإطلاق والهدف وتعتمد في حركتها على قوة الدفع، التي يولدها المحرك من نقطة الانطلاق حتى تصل إلى الهدف.
ورغم أن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي يمتلكها عدد محدود من دول العالم يمكنها الانطلاق بسرعات تتجاوز 20 ضعف سرعة الصوت، إلا أن انطلاقها في مسارات ثابتة مكن بعض الدول من تطوير صواريخ دفاعية يمكنها التصدي لها.
ودفع ذلك بعض الدول وفي مقدمتها روسيا والصين إلى التوجه نحو تطوير صواريخ مجنحة فرط صوتية يمكنها الانطلاق بسرعات تتجاوز 5 أضعاف سرعة الصوت (5 ماخ) في مسارات غير ثابتة، ما يجعل عملية اعتراضها أشبه بالمستحيل.
وتمكنت روسيا من تطوير محركات صاروخية يمكن استخدامها لهذا الغرض وكُشف عن تقدم هائل في هذا المجال، تسبب في حالة من الرعب لدى الدول الغربية، التي أصبحت عاجزة عن تطوير تقنيات مماثلة أو حتى تطوير وسائل دفاعية للتصدي لها.
ما هو الفرق بين “الوقود الصلب” و”الوقود السائل”؟
تعتمد تكنولوجيا تصنيع الصواريخ على امتلاك وقود يمكنه توفير قوة الدفع اللازمة لتوليد الطاقة الحركية التي تدفع الصاروخ إلى الأمام، وترتبط ارتباطا وثيقا بسرعة ومدى الصاروخ.
ويتم تزويد محرك الصاروخ بالوقود ومحفز يولد الأكسجين اللازم لتسريع عملية الاحتراق، وتنقسم المحركات إلى نوعين وفقا لنوع الوقود المستخدم، حسبما ذكر موقع “ساينس ليرن” الأسترالي.
محركات الوقود السائل
يستخدم هذا النوع من المحركات الصاروخية وقودا مثل الهيدروجين السائل أو الكيروسين، ومادة مؤكسدة مثل الأكسجين السائل، إذ يتم مزجهما معا داخل غرفة احتراق لتوليد قوة الدفع، التي تحرك الصاروخ إلى الأمام بمعدلات يمكن التحكم فيها.
محركات الوقود الصلب
في هذا النوع من المحركات يتم استخدام وقود صلب على شكل حبيبات من مادة سريعة الاشتعال مع مادة مؤكسدة في حالة صلبة ويتم مزجهما معا داخل غرفة الاحتراق لتوليد القوة الحركية اللازمة لانطلاق الصاروخ.
ولفت الموقع إلى أن هناك محركات تجمع بين الوقود في حالة صلبة والمادة المؤكسدة في حالة سائلة، وتعرف بالمحركات الهجينة، بحسب الموقع.
وفي هذه الحالة يكون الوقود الصلب داخل غرفة الاحتراق، بينما يتم وضع المادة المؤكسدة داخل خزانات تحت ضغط عال لإطلاقها نحو غرفة الاحتراق عند تشغيل المحرك.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت أن “خبراء صناعة الصواريخ في البلاد قد توصلوا إلى تقنيات تصميم وتصنيع الصواريخ المجنحة فرط صوتية”، بينما قال وزير الدفاع الإيراني إن “تمكن إيران من إنتاج المحرك النفاث التضاغطي واستخدامه في الصواريخ المجنحة سيجعل سرعتها تتراوح بين ضعفي و5 أضعاف سرعة الصوت، وهو ما يجعل عملية اعتراضها في غاية الصعوبة”.
