المرصد الفلسطيني

18 عامًا على استشهاد ياسر عرفات.. تحقيقات دون نتائج لحماية المتورطين

في الذكرى الـ18 لاستشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، تتصاعد المطالبات بالكشف عن القاتل الحقيقي بعد أن طويت صفحات التحقيقات لحماية المتورطين.

وكشفت وثيقة نُشرت خلال الأسبوعين الماضيين عن محاضر تحقيق اجريت مع شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية من قبل لجنة التحقيق التي تم تشكيلها برئاسة اللواء توفيق الطيراوي في تشرين الأول/أكتوبر 2010.

وكانت قناة “الجزيرة” قد كشفت في تحقيق استقصائي لها عن إمكانية استشهاد عرفات بمادة البولونيوم المشعة، وتشير الوثيقة الأولى إلى أقوال روحي فتوح الذي كان يشغل منصب رئيس المجلس التشريعي خلال فترة وفاة عرفات.

وبحسب شهادة فتوح التي أدلى بها في 7 كانون الأول/ديسمبر 2011، فإن عرفات كان خلال فترة مرضه على خلاف مع محمود عباس، مضيفًا أن “أقارب الرئيس وقيادة السلطة اتخذوا قرارًا بسفر عرفات إلى فرنسا للعلاج”.

وكشف عن أن “عددًا من قيادات السلطة طالبوا بتسريع إقرار قوانين الانتخابات المحلية خلال غياب الرئيس عرفات”، لافتا إلى أن “ناصر القدوة – الذي كان يرافق عرفات في باريس- تواصل مع رئيس الوزراء آنذاك محمود عباس وأبلغه أن عرفات دخل في غيبوبة، وحينها اجتمعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمجلس المركزي، ومن ثم غادر وفد قيادي إلى باريس”.

والتقى وفد يضمّ عباس وفتوح وأحمد قريع ونبيل شعث الرئيس الفرنسي حينها جاك شيراك، الذي قال لهم: “دبروا أنفسكم وضع الرئيس صعب”.

حركة “فتح”

بدوره، قال اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” ورئيس لجنة التحقيق في قضية استشهاد عرفات، إن “لجنة التحقيق التي يرأسها لم تنته بعد من التحقيقات، ولم تتوصل لنتائج دقيقة وموضوعية وقاطعة في هذه المسألة”.

وأكد الطيراوي أنه “لا أحد يملك معلومات صحيحة أو حصرية ولا سرية بهذا الخصوص”، نافياً “تسريبات تزعم وجود معلومات حول أشخاص لهم علاقة باغتيال عرفات”.

وذكر أن “اللجنة ستقدم التقرير حول نتائج التحقيق، لرئيس السلطة الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة “فتح”، بعد الوصول إلى الحقيقة الدامغة فقط”.

ودعا الطيراوي الفلسطينيين إلى “ضرورة توخي الحذر والدقة، واستقاء المعلومة من مصدرها، لتجنب إحداث بلبلة في الشارع الفلسطيني لما لهذه القضية من حساسية وانعكاسات على المستوى الاجتماعي والوطني والسياسي”.

وتعهد بـ”مواصلة التحقيق بشكل مهني ومسؤول لحين الوصول إلى الحقيقة التامة والأكيدة، ليتسنى لشعبنا محاكمة المجرمين في المحاكم الفلسطينية بالشكل القانوني السليم، وإنزال العقوبة التي يستحقونها بهم، وفاءً لدماء أبو عمار”.

واستشهد عرفات في مستشفى باريس العسكري في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 بعد فترة من الحصار الإسرائيلي له في مقر المقاطعة برام الله وسط الضفة الغربية، فيما تم تشكيل لجنة التحقيق بعد مرور ست سنوات على اغتياله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى