كتاب الموقع

وجهة نظر في استعادة الشعوب التي دمرتها العولمة ، وسلب الفساد فكرها المنطقي.

ملهم ابو زامل – كاتب فلسطيني

الجزء الاول

لابد لنا بعد ان واجهنا اعداء الامة والشعوب العربية منذ بداية وعينا الى الان ان نجاهر بما استطعنا ان ندركه من حقائق وان نمنح شعوبنا وحكامنا (الشرفاء منهم) خلاصة تجاربنا وزبدة ما وصلنا اليه من يقين ، لعلنا بذلك نخدم اوطاننا وشعوبنا ونستعيد القيم الشريفة التي باتت اليوم مثار اختلاف وجدل ، نستعيدها من خلال مصارحة واقعية لا تدليس فيها ولا تملق ، وانما هي قناعة تشكلت بعد سنين عديدة من التجارب والمواجهة مع اعداء الامم والشعوب.

بداية الامر يجب ان اعترف انني طيلة سنوات الحرب على منطقتنا كنت اضع الهم الشخصي جانبا وربما اعض على كثير من جروحي وادس الملح في بعضها الاخر لان الوجع الاكبر اولى ان يواجه ، وانه من الواجب ان نحتمل ونتجاوز الامنا الجانبية اثناء قتال اعداء الامة فكان لزاما وواجبا ان لا نفتح ملفات جانبية مهما كانت مؤلمة اثناء مواجهة الوجود مع اعدائنا الاصلاء اعداء الامة .

فصبرنا واخفينا آلامنا وفي بعض الاحيان اغفلنا النظر عن وجع كرامتنا لان الهم الاكبر اولى من ان ننشغل عنه بامور اخرى قابلة للتغيير فيما بعد . كان الفرق بيننا وبين المعارضة الوطنية اننا سكتنا وغضضنا الطرف عما يقلقنا ويقلقهم ويزعجنا ويزعجهم ويسوؤنا ويسوؤهم ويظلمنا ويظلمهم لاننا كنا نرى انه من غير المنطقي وربما من غير الواجب الوطني والقومي ان نناقش هذه الامور في ذات التوقيت الذي يشن فيه العالم المتغطرس والمستعمر هجوم وجود على شعوبنا وتاريخنا وثقاقتنا وافكارنا وانه من الممكن تأجيل التداول والبحث فيه الى ان ننتهي من الخطر الداهم الذي يحدق بحناجرنا جميعا ويكاد يقتلنا امة امة ، وشعبا شعبا ودولة دولة ، ووطنا. لذلك اتهمنا بكرامتنا وضمائرنا وسمينا بلاعقي احذية السلطان والشبيحة والقتلة واتهمنا بالكفر والزندقة ، وغيروا لنا ديانتنا ومذهبنا فبتنا مرة من السنة المنافقين ومرة من الشيعة ومرة من النصيرية والرافضة ، ولم تعد تعرف لنا تسمية او هوية او مذهبا او طائفة او ديانة . كل ذلك ونحن نصبر ولا ننجر لزواريب ومتاهات الداخل لان عيوننا تتطلع الى الخطر الخارجي الداهم والذي بات جاثما على صدر الامة والاوطان . كان سلاحنا القلم والمنطق ودفع الباطل بالحجة ، وغايتنا تغيير قناعات الاخرين وتحويلها على الاقل من قناعات راسخة الى شكوك ولذلك كنا دائما الدريئة التي تتلقى السهام ، وكنا دائما بالرغم من امتلاكنا للحق، في موضع الدفاع عن النفس امام ما رسخه الاعلام المعادي للشعوب في فكر الاخرين وعقولهم لدرجة انهم قد يحلفون على كتاب الله اقرارا بمصداقيته واعتقادا راسخا بيقينه . كنا نحتكم الى الحقائق ورؤيا العين والى التاريخ والواقع في حين كان شاهدهم فيديو من اليوتيوب وتقريرا من الCNN او الجزيرة او العربية ، او تقريرا من غوغل وموسوعة ويكيبيديا ….الخ

اليوم ونحن على مشارف النصر على المستعمرين والطامعين بخيرات بلادنا ارى انه من الواجب على كل كاتب شريف ان يحدد رأيه في اسباب ماحدث والدوافع التي جعلتنا نرى الاخ يقتل اخاه في بعض الاحيان او امه او ابن عمه او شريكه في الوطن دون رأفة او شفقة او مخافة من الله ثم يطلق فوق رأسه صرخة التكبير وهو على قناعة تامة انه يقوم بعمل يرضي به وجه الله ، يجب ان نفهم لماذا بات قتال الداخل اولى من قتال العدو وباتت الاستعانة بالاعداء او الكفار كما يسمونهم ضد ابناء وطنهم امرا لا حرج فيه ولا خروج عن ملة او مخالفة لشرع .. ماهي الاسباب التي قلبت المفاهيم والتقاليد والعادات وحتى الفقه في الاديان جميعها الى مفاهيم وتقاليد وعادات وشرائع لم تكن يومنا منا ولا من تراثنا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى