مرصد العدو

محمد مقبل: جنود إسرائيليين حطموا فكه وكبلوه لسريره في المشفى

مدار نيوز- نابلس- 13-12-2020- ترجمة محمد أبو علان دراغمة: في إطار رصده لممارسات جنود الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، كتب الصحفي الإسرائيلي في هآرتس العبرية جدعون ليفي: محمد مقبل كان هذا الأسبوع في المعتقل، نقل إليه بعد يوم واحد من إجراء عملية جراحية في فكه، وذلك بعد أن حطمه الجنود الإسرائيليين في أعقاب بنادقهم بعد اعتقاله في الشارع العام.

من غير الواضح أن كان فمه لازال فيه الكتلة الني ركبت له بعد العملية الجراحية في مستشفى هداسا عين كارم، والتي كان فيها مكبل لسريره بأصفاد حديدية، وفي جزء من الوقت كان مكبل في يديه وساقيه،  وفي جزء آخر من الوقت كان مكبل بساقيه فقط، وحتى من غرفة العمليات خرج مكبل بساقيه ويديه.

محمد مقبل، فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، طالب في الصف العاشر في المدرسة الثانوية في مخيم العروب، والده منير هو نائب مدير المدرسة، الجنود اعتقدوا أن محمد ألقى عليهم الحجارة، فصبوا عليهم جام غضبهم، ومعه اعتقلوا أربعة أشخاص، وهم أيضاً تعرضوا للضرب ولكن بشكل أقل من محمد، شهود عيان قالوا أن الاعتقالات التي نفذها الجنود الإسرائيليين كانت عشوائية، حيث اعتثقل الجنود كل من كان في وجههم، وكان لحظتها الكثير من الناس في الشارع.

وتابع جدعون ليفي رواية قصة الفتى الأسير محمد مقبل، محمد مقبل اعتقل في 29 نوفمبر، جيبان عسكريان دخلوا الشارع الرئيسي الضيق للمخيم، ولم تكن المهمة التي دخلوا من أجلها واضحة، أهي من أجل اثبات وجود، أم أجل استفزاز طلبة المدارس، منير والد محمد البالغ من العمر 48 عاماً كان في مكتبه في ذات اللحظة.

محمد كعادته خرج من بيته في الساعة السابعة والنصف، رافق شقيقته في الصف الأول لمدرستها البعيدة عن منزلهم في المخيم، ومن ثم عاد لمدرسته القريبة من منزله، خلال العودة توقف محمد لشراء الفلافل، خلال تواجده في محل الفلافل شاهد محمد (كما روى لأبيه) عشرات الأطفال يهربون من المكان، وتركوا خلفهم حقائبهم المدرسية لتسهيل عملية هروبهم.

الجنود الإسرائيليين دخلوا للمخيم، في حدود الساعة 8:30 اتصل شخص مع منير وأبلغه أن الجنود اعتقلوا نجله، مباشرة توجه منير لمدخل المخيم، شاهد ثلاثة فتيه معتقلين، اثنان في جيل نجله، وثالث أصغر، الفتية مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، والجنود يحيطون بهم.

سأل منير عن نجله، أحد المواطنين أبلغه أن نجله معتقل في الجيب وسط المخيم، بعد قرابة ربع ساعة حضر الجيب العسكري الإسرائيلي، وأخرج منه محمد، بالكاد كان يمكنه الوقوف على ساقيه، حمله جنديان من كل طرف، وكان مكبل، والدماء غطت الكمامة على وجهه، جره الجنود، ولاحظ منير أن نجله تعرض للضرب.

وقال والده بلغة عبرية جيدة:” كنت فلقاً جداً على وضع ابني”، وعندما سأل ضابط الشاباك الإسرائيلي إلى أين ستأخذون ابني، رد عليه:” سأنزل بنطال ابنك واغتصبه”.

ويتابع منير، والد محمد روايته بالقول، من الجيب العسكري خرج ضابط الشاباك كريم المعروف جيداً في المخيم، وهذه المرّة بزي الجيش الإسرائيلي، وبعد طول حوار مع ضابط الشاباك الإسرائيلي دون أية فائدة، قام الجنود باعتقال الفتية.

يوم الاثنين وصل اتصال هاتفي لمنير من مستشفى هداسا عين كارم، قالوا له، الجيش أحضر ابنك في الليل إلى هنا، وأن عليه الحضور فوراً، حيث يحتاج محمد لعملية جراحية يجب موافقة العائلة عليها، بعد أن حصل على رسالة من المستشفى تمكن من الحصول على تصريح دخول للقدس.

عند وصوله لقسم العمليات للفم والفك في هداسا عين كارم، أخبره الأطباء، الجنود أحضروا ابنك في الساعة الثالثة صباحاً، بعد 20 ساعة من ضربه، مع كسور في الفك، وأنه يحتاج لعملية جراحية، وفي الوثيقة الطبية كتب الأطباء أن محمد يعاني من كسر في الجهة اليسرى للفك، نقل للمستشفى بعد 20 ساعة من تعرضه للضرب بسبب إلقاء حجارة.

وعن وجود محمد بالمستشفى كتب الصحفي الإسرائيلي، وفق رواية والده، محمد كان في الغرفة 217 بالقرب من الباب، مكبل لسريره، وجنديان من حوله، على الرغم من تعريف منير عن نفسه بأنه والد محمد، طرده الجنود من الغرفة، ومنعوه من زيارته، حتى وصل بهم الأمر بمنعه النظر لإبنه من خلال الممر ومن بعيد، منبر نام في غرفة الانتظار على أمل رؤية ابنه ولو للحظات، وفي الصور التي تمكن من التقاطها لمحمد يظهر مكبل لسريره بأصفاد حديدية.

تم تمديد توقيفه عبر جلسة فيديو، والتهمة إلقاء حجارة على مركبات عسكرية إسرائيلية، وإلقاء زجاجات حارقة، بعد انتهاء التحقيق وتمديد التوقيف لستة أيام سمح لوالده زيارته برفقة أحد الجنود، وحينها أخبره محمد بكل ما جرى يوم الأحد، منير كان على قناعة أن ابنه لم يلقي الحجارة.

وروى والد محمد كيف رافق الجندي الإسرائيلي نجله بالسلاح لداخل غرفة العمليات، وبعد العملية سمحوا له رؤية ابنه لمدة 40 دقيقة، ومع خروجه من غرفة العمليات كان مكبل بيديه وساقيه، وبقي منير لدى نجله حتى يوم الخميس حين تم نقل ابنه للمعتقل.

منير عبر عن قلقله حول حالة ابنه، وسأل، هل قام الجيش الإسرائيلي بنقل ابنه لمستشفى هداسا للمراجعة التي كانت مقرره له يوم الاثنين، وقال:”هذا أمر مهم وضروري، وأنا قلق جداً”.

الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قال لصحيفة هآرتس: “يوم 29 ديسمبر، مجموعة من المتهمين ألقوا الحجارة وزجاجات دهان على مركبات وحافلات إسرائيلية، التي سارت بالقرب من المخيم الفلسطيني العروب، ونيجة لذلك أصيب شخصان بجروح، وأصيبت مركبات بأضرار، الجيش وصل للمكان، ولاحق مجموعة من المتهمين، خلال الملاحقة، المتهمون ألقوا الحجارة نحو القوة الإسرائيلية، خلال الملاحقة اعتقل خمسة أشخاص نقلوا للتحقيق، خلال عملية الاعتقال حاول أحدهم الهروب، فتم ممارسة القوة لمنع هروبه، مما أدى لإصابته بجروح”.

وتابع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي:” تم نقل المصاب للعلاج في المستشفى، وكان خلال العلاج تحت الحراسة وفق الإجراءات، وفي 2 ديسمبر أدخل لغرفة العمليات، وخلال العملية انتظر الجنود الحراس خارج غرفة العمليات، وتم تطبيق توصيات المستشفى، بسبب السرية الطبية  لن نتمكن من  الدخول في تفاصيل العلاج “.

أما جهاز الشاباك الإسرائيلي فقال للصحيغة العبرية:” الإدعاءات التي قيلت حول ضابط جهاز الشاباك الإسرائيلي كاذبة، ولا أساس لها، وعلى العكس مما جاء في الحديث، لم يتحدث أحد من ضباط الشاباك مع منير، ولم يقال أيٍ من الكلام الذي نُسب لمُركز الشاباك،  نأسف لأنك اخترت نشر تشهير كاذب ضد جهاز الأمن العام ، دون أن تكلف نفسك عناء معرفة الحقائق مسبقًا “.

The post محمد مقبل: جنود إسرائيليين حطموا فكه وكبلوه لسريره في المشفى appeared first on وكالة مدار نيوز.

الكاتب : mohammad
الموقع :madar.news
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2020-12-13 08:58:43

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى