كتاب الموقع

كتب عمر معربوني | ماذا يحصل شرق الفرات ، وكيف ستكون الإصطفافات القادمة ؟

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية

رئيس تحرير موقع المراقب

بات الجميع على علم كيف بدأت الإشتباكات بين ميليشيا قسد ومسلحي مجلس دير العسكري بعد ان اعتقلت قسد رئيس مجلس دير الزور العسكري المدعو احمد الخبيل ( أبو خولة ) بعدها عزلت قسد أحمد الخبيل ، ووجهت له عدة اتهامات بينها التنسيق مع جهات خارجية .
وحسب بيان لـ قسد فإن المجلس العسكري لمجلس دير الزور العسكري وبموافقة المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية قرر عزل أحمد الخبيل من مهامه في قيادة المجلس.
وأعلنت قسد أن اعتقال أبو خولة جاء بعد فترة من المتابعة، وبالنظر في العديد من التقارير وشكاوى الأهالي، وبناء على أمر اعتقال من النيابة العامة في شمال وشرق سورية .
هذا كان السبب الذي ادّى الى اندلاع الإشتباكات التي ما لبثت ان تحولت الى اشتباكات بين قسد وأبناء العشائر العربية وهي الإشتباكات المستمرة حتى اللحظة .
بعد اعتقاله استطاع الخبيل الفرار من الحسكة وهدّد بإعدام اسرى قسد اذا لم يتم الإفراج عن أربعة من مجلس دير الزور العسكري .
وكانت قسد اعتقلت أحمد الخبيل بعد دعوته مع قادة في الصف الأول يتبعون له، إلى اجتماع في استراحة الوزير في مدينة الحسكة قبل أيام.
وفي رواية قسد ان احمد الخبيل متهم بارتكاب العديد من الجرائم والتجاوزات المتعلقة بالتواصل والتنسيق مع جهات خارجية معادية لم تحددها بشكل واضح .
إضافة إلى ارتكاب جرائم جنائية بحق الأهالي والإتجار بالمخدرات، وسوء إدارته للوضع الأمني ودوره السلبي في زيادة نشاط خلايا تنظيم ” داعش ” الإرهابي .
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه الإشتباكات كيف ستكون الإصطفافات القادمة وما هي الأهداف التي تسعى العشائر الى تحقيقها ؟
الجواب على هذا السؤال جاء على لسان مدير مكتب العلاقات والمتحدث الرسمي باسم قبيلة “العقيدات” في دير الزور، محمد العكيدي الذي قال : ” إن الهدف من هذه المواجهات استرداد الكرامة والحقوق التي سلبتها الأحزاب الانفصالية الكردية من أبناء المنطقة الشرقية في محافظات دير الزور والرقة، فضلاً عن استحواذها على مفاصل (الإدارة الذاتية) والموارد كحقول النفط ومردودها لصالحها الخاص، بل واستعادة القرار الثوري لتلك المناطق، وضمها للمناطق الثائرة الأخرى في سوريا”.
وأضاف: “للمعركة أهداف رئيسية أخرى، في مقدمتها تقليص مشروع قسد إلى مناطق معينة ذات الغالبية الكردية في أجزاء من محافظة الحسكة والقامشلي شمال شرقي سوريا ، ولن يكون لها القرار الكامل على المنطقة”.
وكشف عن أنه “سيتم تشكيل جهة عسكرية وإدارية جديدة ، تشرف على إدارة المناطق، وجهَة واحدة منبثقة عن العشائر للتواصل مع قوات “التحالف الدولي” التي تسيطر على المنطقة عسكرياً ككل” .
من جهة أخرى اتهمت إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لـ “مجلس سوريا الديمقراطية” الجناح السياسي لـ قسد ، في تغريدة على حسابها بموقع (إكس)، النظام السوري وإيران بتحريك مما أسمته بـ”الاضطرابات”.
وقالت: “للأسف، هذه الاشتباكات ليست حوادث معزولة، وهناك أدلة تشير إلى أن هذا الاضطراب تحركه ” المليشيات المدعومة من إيران والنظام السوري ” ، الذين يريدون إثارة الاضطرابات وعدم الاستقرار بجميع أنحاء المنطقة”.
وتابعت بأن “إيران ونظام الأسد يريدان من هذه الاضطرابات تصويرها على أنها نتيجة صراع عرقي بين العرب والكرد، وصرف انتباه السوريين عن الحركات الاحتجاجية جنوبي سوريا”، وفق قولها.
ومن خلال هذا المشهد المتناقض يبرز سؤال آخر على قدر كبير من الأهمية : هل تراقب القوات الأميركية المشهد ام تديره ؟
باعتقادي ان ما قالته الهام احمد باتهامها للدولة السورية وايران هو غير صحيح بدليل ان غالبية شيوخ العشائر في تصريحاتهم اكدّوا رغبتهم بالتواصل مع القوات الأميركية وهو ما يجيب على السؤال بان مجمل المشهد يُدار من قبل الأميركيين لمجموعة من الأهداف ربما يكون اخطرها على الإطلاق انشاء جيش عشائري وزجّه في معركة اغلاق الحدود بين سورية والعراق تمهيداّ لعزل سورية ولبنان عن العراق وايران حيث من الصعب على قسد بتركيبتها الحالية العمل على الخط الحدودي كون اتجاهات البادية المختلفة هي المجال الطبيعي والتاريخي للقبائل وليس للإنفصاليين الكرد .بتقديري ان الأميركيين يمكنهم فعل ذلك بالنظر الى تاريخهم وكيفية تعاطيهم مع ادواتهم واقصد هنا قسد بشكل خاص بما يرتبط بالحدث الحاصل موضوع مقالتنا .
في حال تمّت تسوية الأمور كما يرغب شيوخ العشائر سيكون المشهد اكثر تعقيداً في المرحلة القادمة ولا احد يستطيع ان يتنبأ من الآن كيف سيتصرف شيوخ العشائر مع الدولة السورية حيث هناك الكثير من خلط الأوراق .
ما يهمني الآن هو التوضيح بشكل لا يحمل أي التباس ان اقدام اميركا على فتح معركة اغلاق الحدود بين سورية والعراق سيؤدي فوراً الى اندلاع المواجهة الشاملة وسيدفع الكيان الإسرائيلي المؤقت ثمناً فادحاً كون كل ما يفعله الأميركي في المنطقة هو لتأمين امن هذا الكيان .
في الختام علينا ان ننتظر بعض الوقت حتى يبدو المشهد اكثر وضوحاً وماذا سيكون موقف العشائر النهائي حول ما اذا كانت ستتوحد على موقف واحد ام ان الإنقسام سيسود صفوفها بما يرتبط بالعلاقة مع الأميركيين المحرك الأساسي لكل ما يحصل من فوضى ومعارك .

المصدر | صباح الخير البناء

https://sabahelkheyr.com/?p=7140

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى