كتاب الموقع

كتب عمر معربوني | ثوابتُ تتحكّمُ بالمنطقة

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية

خاص موقع الأفضل نيوز

تشهد المنطقة منذ إعلان أميركا  ” فوضاها الخلّاقة ” خلال مواجهة تموز في لبنان بين الكيان الصهيوني والمقاومة مواجهة مستمرة صحيح أنها لم تُحسم بعد لكن وجه المنطقة بدأ بالتبلور على عكس ما تريده أميركا خصوصاً بعد إعلان روسيا عمليتها العسكرية بحيث يمكن القول أن المتغيرات التي نتجت حتى اللحظة عن الصراع أرست مجموعة من الثوابت باتت تتحكم بمسار المنطقة وهي نتائج بربطها بحدوث التطور الذي يطال مجموعتي شانغهاي وبريكس ستدفع بمنطقتنا نحو قوة استراتيجية شريكة مع القوى الاستراتيجية الناشئة كبديل عن أحادية القطب والهيمنة وأهم هذه الثوابت هي :

– الثابت الأول : أننا نعيش مرحلة التحولات الكبرى التي نتجت عن سلسلة إخفاقات في مشروع الهيمنة.

– الثابت الثاني: أن كل كيانات “سايكس- بيكو” الوظيفية على وشك التهدم وسيليها قريباً دخولها في مرحلة الزوال، وهذه نتيجة بدأت إرهاصاتها بعد هزيمة جيش الكيان وخروجه ذليلاً للمرة الأولى على يد المقاومة اللبنانية في 25 أيار/ مايو عام 2000.

– الثابت الثالث: إن ما كان متوقعاً من دخولنا في مرحلة الوجع نعيشه الآن، وهو وجع لن يطول إذا ما أحسَنّا إدارة مواردنا والاستفادة ممّا هو متاح حتى تتشكل إمكانية الاستثمار في الموارد الاحتياطية الاستراتيجية.

– الثابت الرابع: وصول حالة الانقسام العامودي الحاد إلى الذروة، بحيث باتت التموضعات جليّة وواضحة، وهو ما سيسهّل الدخول مباشرة إلى مرحلة اتخاذ القرارات دون المرور بمرحلة تقدير الموقف والحاجة إلى الكثير من المناورات.

– الثابت الخامس: الاقتراب من مرحلة تشبيك إجبارية نهائية لكل منطقة آسيا، وخصوصاً منها الصين وروسيا والهند وإيران وتركيا والسعودية والعراق وسورية ، وهي مرحلة فرضتها المصالح الاقتصادية والأمنية عاملها الأساسي هو الجغرافيا.

– الثابت السادس: تبلور الدورين الروسي والصيني بما يرتبط بملء الفراغ الناتج عن انكفاء أمريكا الذي بات حتمياً، على الرغم  من محاولات إنجاز تطبيع بين الكيان الصهيوني والسعودية أعتقد أنه بعيد المنال على المدى القريب والمتوسط .

– الثابت السابع: ستشكّل سورية في كل هذه الثوابت البوابة والواجهة البحرية نحو أوروبا كخاتمة لمشروع الحزام والطريق (طريق الحرير) مع مرفأ بيروت الذي سيُعاد بناؤه وتجهيزه لدور تكاملي مع المرافئ السورية بعد حسم وجه لبنان القادم الذي دخل مرحلة انتهاء الصلاحية عبر نقل صلاحياته أمريكياً إلى كيان الاحتلال، خصوصاً بعد تفعيل “سكة السلام” بين مرفأ حيفا والخليج كرهان أن الصين ستعتمده كخط موازٍ لخط “إيران- العراق- سورية ، ومن ثم طرح مشروع الممّر الهندي الذي أعلن عنه بايدن في قمّة العشرين الغير قابل للتطبيق أقله لعقد قادم لعدم توفر الكثير من عوامل نجاحه  ما يعني أن مشروع الحزام والطريق وطريق الشمال الجنوب من روسيا إلى المحيط الهندي كمرتكزين أساسيين لخطوط التجارة العالمية .

ـ الناتج: ولادة جديدة للشرق الأوسط (حلف أوراسيا) قائم على المصالح والاحترام المتبادل، وهو نقيض كلّي للشرق الأوسط الأمريكي القائم على الهيمنة والإخضاع.

المصدر | الأفضل نيوز

https://alafdalnews.com//details.php?id=ODI0MTU=

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى