تحليلات و ابحاثكتاب الموقع

كتب صقر درويش | بين مدينة القصير و ماريوبول واحلام بريجنسكي

صقر درويش | كاتب وباحث في الشؤون الإستراتيجية

– في أوائل عام 1994، وبعد 4 سنوات من انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي، وصف مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق زبيغنيو بريجنسكي أوكرانيا القوية والمستقرة بأنها ثقل موازن حاسم لروسيا، وينبغي أن تكون محور اهتمام وتركيز الإستراتيجية الأميركية بعد انتهاء الحرب الباردة، وإذا سيطرت روسيا على أوكرانيا فيمكن لها أن تعيد بناء إمبراطوريتها من جديد.

– اما احلام الناتو و دول الخليج و امريكا  في سورية التي ظنوا انها ستسقط بعد عدة اشهر فقد حطمها نصرالله في القصير و كانت المفتاح الذي ادى الى هزيمة مشروع امريكا في سورية لاحقا .

– قد يتفاجأ البعض بالربط بين المدينتين و العنوان الفضفاض الذي افتتحنا به المقال , و لكن لا بد من شرح بعض النقاط و التذكير بها لكي نبقى على متابعة للأحداث بدقة .

– بداية لا بد تثبيت قاعدة عسكرية يحتكم اليها القادة :

– حرب المدن من ابشع و اعقد انواع الحروب و القائد العاقل يحتاط بالدخول فيها و يقوم بالتطويق و العزل من اجل تخفيض الخسائر بين المدنيين و صفوف قواته المهاجمة خاصة اذا كان المدافع لديه اجراءات و استحكامات دفاعية صلبة و تعاطف من السكان و لديه معرفة بالارض و الجغرافيا ….

– اذا لا بد من السؤال لماذا كان خيار ماريوبول والقصير .؟؟

– في المعطيات السريعة و الدقيقة و العلنية :

– زادت الولايات المتحدة مساعدتها المالية لأوكرانيا بعد فترة وجيزة من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا، حيث قدمت إدارة باراك أوباما عام 2014 مبلغاً وقدره 291 مليون دولار أميركي، وبحلول نهاية عام 2021، كانت الولايات المتحدة قد قدمت 2.7 مليار دولار ضمن عمليات التدريب وتوفير العديد من المعدات العسكرية الدفاعية، فقد دربت الولايات المتحدة خمس كتائب سنوياً من الجنود الأوكرانيين في قاعدة “يافوريف” العسكرية الأوكرانية منذ عام 2015 وحتى بداية 2022.

–  قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج، إن دولًا بالحلف دربت القوات الأوكرانية لسنوات عدة، مشيرًا إلى أنه يتم تعزيزها بالأسلحة المتطورة لمواجهة القوات الروسية؛ ما يحدث فارقًا كبيرًا في المواجهات.

– سوريا :

– الموك أو الموم (بالإنجليزية: Military Operations Center)‏ هي غرفة عسكرية خارجية ومقر قيادة وتنسيق وإصدار أوامر تديرها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والأردن وبعض دول الخليج، تشكلت في عام 2013 وتطورت عام 2014، وتضم فصائل عدة من الجيش الحر في درعا والقنيطرة وريف دمشق وريف حلب الشمالي .

تهدف الغرفة إلى تقديم مختلف أشكال الدعم للفصائل المنضوية تحت لواءها مقابل احترام شروط أو «خطوط حمراء»، هي:

  • عدم المساس والاقتراب وتهديد الحدود الاسرائيلة بأي طريقة كان.
  • حماية الحدود مع الجولان المحتل من أي تسلل إلى داخل ” إسرائيل ” .
  • عدم إقرار أو شن أية معركة أو عملية عسكرية إلا بموافقة من الغرفة عن طريق ممثلي الفصائل.
  • الالتزام بكل ما يصدر عن غرفة الموك من مختلف الأوامر كالانسحاب أو الهجوم.
  • عدم الاقتراب من محافظة السويداء والقرى الدرزية في القنيطرة والإقرار بحقها في الوجود.
  • التأكيد على دولة مدنية و«سورية الحديثة» محترمة للأعراق والمذاهب.
  • محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة خاصة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وحركة المثنى الإسلامية ولواء شهداء اليرموك المبايعة للتنظيم .

وفي حال خالفت فصيل هذه الشروط يتم معاقبتها بطرق مختلفة كقطع الإمداد، وإيقاف الرواتب عن مقاتليه المنتمين

  • ينتمي إليها في الجنوب حوالي 20 فصيلا أهمها: جبهة ثوار سوريا، وجبهة أنصار الإسلام، وألوية سيف الشام، وألوية الفرقان، وفرقة شباب السنة، وفصائل الجبهة الجنوبية.
  • وينتمي اليها في الشمال فصائل ريف حلب الشمالي.
  • ولهم وجود في القلمون الشرقي وريف دمشق .

 

الدعم

تتعدد أشكال الدعم ما بين لوجستية وعسكرية دولية، تتمثل بتسليح الفصائل بمختلف أنواع الأسلحة الغربية، وتقديم سلل غذائية، ورواتب شهرية، ومعالجة الجرحى ، ومعسكرات تدريب ، وتعهد روسي بعدم استهداف فصائل الموك.

 

الربط و التحليل :

– دون الخوض في تفاصيل لا يمكن تلخيصها في هذا المقال الامريكي و الناتو و الخليج كان قرارهم تدمير محور المقاومة و تمرير اتفاق سلام و القضاء على النفوذ الروسي في الشرق الاوسط و التهيئة لمشروع غاز من الخليج مرورا بالمتوسط وصولا الى اوروبا و منع تدفق الغاز الروسي عبر انابيب نورث ستريم 1 و 2

– و بالتالي موت اقتصادي للدب الروسي

– سيطرة  ” اسرائيل ” على الشرق الاوسط

– انهاء ملف القضية الفلسطينة

– التفرغ للشرق (الصين )

-كان قرار محور المقاومة الذي انضمت اليه روسيا لاحقا و دعمته الصين القضاء على الانقلاب في سورية و العراق

– منع سقوط المقاومة في فلسطين

– منع تحقيق الهدف الأمريكي

– لا شك ان التدخل الروسي ساهم جدا في انتصار المحور و كان عنوان الأنتصار و الرسالة المعلنة من قائد المحور : هجوم القصير الذي فهم منه قادة الإنقلاب في سورية ان القرار بالمواجهة متخذ و لو ادى الى الدخول الى المدن

– الرئيس بوتين و من خلال الخرق السريع الذي قام به في اوكرانيا كان واضحا انه لا يريد الدخول في حرب مدن و يريد تحقيق مكاسب سريعة و لو ادى الأمر الى بعض الخسائر في صفوف القوات التي دخلت و لكن ما الهدف من هذا التدخل ؟

– الرئيس الروسي اعلن انه حطم ما تم اعداده منذ 20 عاما في اوكرانيا و مشروع الناتو في اوكرانيا مرتبط بالسيطرة و المصالح الأمريكية في العالم اجمع و اهمه الشرق الأوسط و القرار بالهجوم كما قال الرئيس الروسي تم الأعداد له منذ سنوات

– المفارقة ان الرئيس الروسي وضع شرط لأيقاف النار في ماريوبول هو استسلام المحاصرين و كان القرار لدى القيادة الروسية الحسم في ماريوبول و لو ادى الى الدخول في حرب شوارع داخل المدينة حتى تحرير المدينة بالكامل و لاحقا منع اوكرانيا من الوصول الى بحر ازوف الذي سيتحقق في الأسابيع القادمة .

 

خلاصة البحث :

  • ما جرى في اوكرانيا هو جزء من المعارك التي ستحدث في المستقبل القريب و التي ستواجه من روسيا و الصين و ايران بحلف علني سيتم الكشف عنه سيتمتع بنظام مالي و مصالح حيوية و معاهدات دفاعية مشتركة و سيجعل من اوروبا العجوز تقف امام خيارين :
  • اما البقاء كعبيد للأمريكي
  • او التحرر من السطوة و تقدير مصالحهم الحقيقية ومصالح شعوبهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى