مقالات مختارة

كتب زهير اندراوس | جنرالٌ إسرائيليٌّ: الكيان تحوّل لكلبٍ ينبح ولكنّه لا يعُض والتهديدات الفارغة أفقدتنا الردع… حتى مُشاركة واشنطن بضرب النوويّ الإيرانيّ ستُعيق التطوّر لعدّة أشهرٍ فقط والردّ سيُعيدنا سنواتٍ طويلةٍ للوراء

زهير اندراوس | كاتب وباحث فلسطيني

كشف الجنرال في الاحتياط، يتسحاق بريك، في مقابلةٍ مُتلفزةٍ مع إحدى القنوات الإسرائيليّة، كشف النقاب عن أنّ دولة الاحتلال اتخذّت في العام 2009 قرارًا بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للبرنامج النوويّ الإيرانيّ، لافتًا إلى أنّ الكيان رصد لتنفيذ العدوان مبلغ 11 مليار شيكل إسرائيليّ (دولار أمريكيّ يُعادِل 3.70 شيكل)، أيْ أنّ الميزانية لضرب البرنامج النوويّ الإيرانيّ وصلت لحوالي أربعة مليار دولار.

وأضاف الجنرال بريك، قائد وحدة المظالم سابقًا في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، أنّه في تلك الفترة كان المفاعل النوويّ الإيرانيّ يتمركز في بقعةٍ واحدةٍ وفوف الأرض، وبالتالي فإنّ ضربه كان سهلاً مقارنة مع ما يجري اليوم، الأمر الذي كان سيؤدّي إلى تعليق التقدّم الإيرانيّ في الطريق للوصول إلى القنبلة النوويّة، على حدّ تعبيره.

ولكن، أوضح الجنرال الإسرائيليّ، فإنّ الهجوم لم يخرج إلى حيِّز التنفيذ، وحول السؤال لماذا لم تتّم العملية، قال بريك: “سمعتُ في تلك الفترة من مصادر رفيعةٍ جدًا في هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ أنّ قادة الجيش توصّلوا إلى نتيجةٍ حتميّةٍ مفادها أنّ الضربة في حال نجاحها فإنّها ستؤدّي إلى إعاقة البرنامج النوويّ الإيرانيّ لمدّة عدّة أشهرٍ على الأكثر، وبالمُقابِل فإنّ الضربة التي كان سيُوجهها الإيرانيون لإسرائيل ستُحدِث خسائر كبيرةً وضحايا عديدةً، لذا فقد قرروا عدم تنفيذ الضربة لهذا السبب”، كما قال الجنرال بريك.

وتابع قائلاً: “منذ ذلك الحين وحتى اليوم مرّت 14 سنةً، واليوم الفرن الذريّ الإيرانيّ ليس كما كان، أيْ فوق الأرض وفي مكانٍ واحدٍ في الجمهوريّة الإسلاميّة، وليس عُرضةً للاستهداف، لأنّه تمّ نقله إلى مفاعلٍ تحت الأرض عميقًا في عدّة أماكن، وحسب معلوماتي فإنّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ يتواجد اليوم في عمقٍ يصل إلى بضع عشرات من الأمتار”، طبقًا لأقوال الجنرال.

وشدّدّ أيضًا خلال حديثه على أنّ “التهديد الإيرانيّ التقليديّ الذي تمّ تنظيمه خلال الـ 15 سنة الماضية بات أكثر خطورةً بعدّة درجاتٍ من ذي قبل، أوْ يُمكِن القول إنّ تهديدهم ارتفع بنسبة مئات المرّات من قدرتهم في العام 2009، وعلى نحوٍ خاصٍّ القدرة التي باتوا يتمتعون بها لقصف إسرائيل بالصواريخ البعيدة المدى”.

علاوة على ذلك، أكّد الجنرال بريك أنّ “القدرة الإيرانيّة الصاروخيّة اليوم قادرةٌ على تنفيذ هجومٍ إستراتيجيٍّ ضدّ إسرائيل، وأنّ هذه الصواريخ تملك القدرات لتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ قاتلةٍ ضدّ الدولة العبريّة وإحداث أضرارٍ جسيمةٍ في البنى التحتيّة والمنشآت الحيويّة الإسرائيليّة، وخسائر فادحة، الأمر الذي سيُعيدنا سنواتٍ طويلةٍ إلى الوراء”، على حدّ قوله.

وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّ حكومات الكيان المُتعاقبة أدمنت على إطلاق التهديدات العبثيّة التي لا رصيد لها، خلال السنوات الماضية، الأمر الذي أوصل الإيرانيين إلى نسبة تسعين بالمائة من القنبلة، وما زالوا يتقدّمون نحو القنبلة، ولذا فإنّك أنْ قُمت بإطلاق التهديدات الفارغة، ولم تقُم بتنفيذ ما ورد فيها، فإنّك في نظر الآخرين تتحوّل إلى كلبٍ ينبح، ولكنّه لا يعُضّ، وبكلماتٍ أخرى، فإنّك تفقِد قوّة الردع”، قال الجنرال بريك.

وخلُص إلى القول إنّه إذا قررت إسرائيل، خلافًا للتقييمات المُتعارف عليها، والتي أكّدته السنوات الماضية، إذا قررت تنفيذ الهجوم ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ، فعلى الحكومة الإسرائيليّة أنْ تأخذ على محملٍ من الجدّ الضربة التي ستتلّقاها إسرائيل من إيران ردًا على الهجوم، كما أنّ العملية بحدّ ذاتها، حتى لو شاركت فيها الولايات المُتحدّة الأمريكيّة ستكون نتيجتها تعطيل البرنامج النوويّ الإيرانيّ لعدّة أشهرٍ لا أكثر، ولكن الأخطر من ذلك أنّنا سنتعرّض لهجومٍ بآلاف الصواريخ يوميًا، والذي سيُحدِث دمارًا مُطلقًا، لم نكُن توقعّه، كما لم يتوقّعه أجدادنا”، على حدّ تعبير الجنرال بريك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى