مقالات مختارة

كتب العميد الركن بهاء حلال | “طوفان الاقصى”… فشل للمنظومة الامنية الاسرائيلية وفشل توقعات غولدا مائير التي قالت سابقا ان الكبار يموتون والصغار ينسون

العميد الركن بهاء حلال

7/10/2023 يوم مشهود سيسجل في تاريخ الأمة العربية لا بل في تاريخ العالم اجمع فطريقة رد حماس ( المقاومة الإسلامية الفلسطينية) لم يكن متوقعا لا في ذهنية مستويات القرار الاسرائيلي ولا في اي مستوى من المستويات العملياتية للعدو الاسرائيلي وهذا كان رداً على مخططاته القائمة على التهجير والتهويد، والاستيطان، واستباحة باحات المسجد الأقصى والمخيمات الفلسطينية، مع ما تتضمن هذه الارتكابات من تصفية للقضية الفلسطينية والتي ناهزت معاناتها على أكثر من ٧٤ عاما،

فشل النظام الاستخباري الاسرائيلي

بالرغم من ان إسرائيل تملك التقنيات المتطورة والحديثة والمعدات المتطورة إلا أن منظومتها الأمنية الخارقة والمعتمدة على أحدث أساليب التجسس والتجنيد للعملاء فشلت في حماية المستوطنين الذين يحتلون في الأراضي الفلسطينية بعد أن إحتلوها بالقوة من خلال إرتكاب المجاز وجرائم القتل والتعذيب بحق الفلسطينيين،
(مما يذكرنا بأساليب الهاغانا في بداية احتلال فلسطين وحصول النكبة)

فقد تمكن المناضلون في المقاومة الاسلامية الفلسطينية من خرق واجتياز السياج الحدودي المثبت تحت الارض بحوالي ٩ أمتار وفوق الأرض ايضا ب ٩ أمتار وهو السياج الفاصل بين قطاع غزة وهذه المستوطنات السرطانية الاسرائيلية غير الشرعية. واستطاع المقاومون تعطيل قدرات جيش الاحتلال الاسرائيلي، عبر السيطرة على غرفة التحكم والسيطرة في فرقة غزة والتي استطاعت من خلال السيطرة عليها من التحكم في قطع كل التواصل العسكري بين الوحدات العسكرية الأمنية مما أدى إلى شلل في القيادة والسيطرة إلاسرائيلية على ساحة المعركة وقد سيطر المقاومين على الارض وعلى الجو عبر المسيرات الانتحارية وهذا ما سهل الدخول إلى المستوطنات وقتلوا العشرات من المستوطنين المحتلين للأراضي الفلسطينية، وأسروا العديد منهم، ومن ثم استطاعوا البقاء فيها لمدة لا يستهان بها، كما سبق ذلك إطلاق حوالي 6500 صاروخ من قطاع غزة تجاه هذه المستوطنات غير الشرعية، الأمر الذي عطل عمل القبة الحديدية الإسرائيلية والمنظومة الأمنية الإسرائيلية التي تمتلك أجهزة الانذار المبكر و المراقبة والتدخل، وعطلت قدرت الإستخبارات، وايضا استطاعت المقاومة الإسلامية ان تعطل شبكة الاتصالات الإسرائيلية تشويشا وقطعا واعتراضا راديوياً، كما وأن الاسرائيلي يملك في جعبته الاستخبارية طائرات تجسس بدون طيار لطالما تباهى بها وبقدراتها التجسسية ، وحتى هذه فشلت امام قدرة المقاومين التقنية والتكتية الاستخباري، حيث شاركت في هذه العملية العسكرية غرفة العمليات الفلسطينية المشتركة التي تضم جميع الفصائل الفلسطينية أبرزها: حماس، الجهاد، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين…

أما بالنسبة إلى الضفة الغربية، فكانت لحظات الذهول والدهشة بفعل العملية العسكرية التي قامت بها المقاومة الاسلامية الفلسطينية في قطاع غزة والتي أسفرت عن قتل المئات وأسر العديد من المستوطنين والعديد من الجنود والضباط الاسرائيلين بعد تطهير المراكز العسكرية إلاسرائيلية منهم حيث هرب قسم منهم واخرون قتلوا والعديد تم اسره، كما و تفاعلت مع هذا الحدث بتنظيم مسيرات إحتفاليات في المدن الفلسطينية، أدت إلى إشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال الاسرائيلية التي أطلقت النار على الفلسطينيين المحتفلين في مخيمات قلنديا ونابلس. وغيرها ،

أنطلقت العملية العسكرية للمقاومة الفلسطينية بعد إطلاق الصواريخ المتعددة المديات بعملية الهجوم على المستوطنات الاسرائيلية التي تقع على غلاف قطاع غزة وأطلق عليها اسم عملية “طوفان الأقصى”، برزت من خلالها :

1-إلاحترافية في العمل العسكري والاتقان في التنفيذ..

2-التخطيط المتقن والذي يدل على انه اخذ شهورا لا بل سنوات 3- السرية في العمل مما أدى إلى تحطيم التجسس الاسرائيلي.

4-استعادة زمام المبادرة الفلسطينية من أجل تحديد مبادئ التوازن رعب جديد

5-القدرة على القيادة والسيطرة والتكيف مع كل الظروف من خلال التقييم المستمر لاعطاء الأوامر اللازمة لمعالجة ما يطرأ وهو ما يسمى باللغة العسكرية تعليمات خارجة عن تعليمات التنسيق المعتمدة،،

ما هي استدلالات هذه العملية؟

1- فشل الاجهزة الامنية الاسرائيلية والموساد الاسرائيلي في كشف مخطط المقاومة الفلسطينية رغم كل الامكانيات والدعم العسكري من الولايات المتحدة الاميركية، وفشل برامج المراقبة والتجسس الاسرائيلية مثل بيغاسوس التي باعتها للدول العربية.

2- التنسيق الكامل بين فصائل المقاومة الفلسطينية وبسرية تامة، حيث ان المقاومة الفلسطينية راهنت على المظلات الهوائية لإختراق السياج الحدودي في قطاع غزة، وتدمير الدبابات الاسرائيلية وفتح الطريق للتقدم بإتجاه المستوطنات غير الشرعية.

3- بروز التطور النوعي في عمل المقاومة الفلسطينية التي حولت الصواريخ البدائية والقذائف البسيطة الى صواريخ شبه دقيقة تصل الى عمق إسرائيل، الأمر الذي مكنها من أسر جنود إسرائيليين لتوظيفهم في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين، والذين يعانون من التعذيب والاهمال الطبي والاجتماعي..

اخيرا انها مواجهة نوعية تعود للسياسات العنصرية التي تطبقها حكومات الاحتلال إلاسرائيلية وخاصة حكومة نتانياهو برئاسة، والتي تشهد الحياة السياسية إلاسرائيلية إحتجاجات مستمرة ضدها،
ومن نتاذج هذه العملية انها حتما ستؤدي إلى تأخير او توقف عملية توقيع الانظمة العربية على اتفاقيات سلام مع اسرائيل، كما أن عملية طوفان الأقصى جاءت بعد أن إستُنفذت كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية للحد من سياسة الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني الاعزل والتهويد الحاصل في القدس، والتدمير الممنهج للمسجد الاقصى

إن عملية “طوفان الأقصى” لها ابعاد كثيرة منها العسكرية وقد استفضت أعلاه في عرضها ومنها السياسية دوليا وهو ما يتعلق :

1-,بمسار التطبيع السعودي – الاسرائيلي.
2- الممرات الإقتصادية التي تحاول الولايات المتحدة الاميركية محاصرة :
الصين وإيران وروسيا، والتي كان آخرها:
ممر الهند – الشرق الاوسط – أوروبا.

ولذلك، تعلم الحكومة الاسرائيلية المتطرفة أن أي عملية عسكرية تقوم بها تتخطى الحدود الحمراء، ستشتعل منطقة الشرق الأوسط دفاعا عن الشعب الفلسطيني، حيث أنها تتجنب اي حرب تكون طويلة الأمد تتعارض مع عقيدتها الاستراتيجية وخاصة إذا كانت متعددة الجبهات كما حصل في حرب أكتوبر عام 1973، ولكن هذه المرة تدخل بها المقاومة الاسلامية اللبنانية، والعراق، واليمن، وسوريا.
والأهم من كل ذلك انا اقول انه واهم من يظن أن السلام في الشرق الأوسط ممكن أن يحدث دون وجود عدالة دولية حقيقية ومن دون انهاء الاحتلال الاسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكما أن معركة سيف القدس عام 2021 أنهت مرحلة من تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي.

فإن عملية طوفان الاقصى فتحت صفحة جديدة في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي.

انها حرب ادمغة، تدل على التطور النوعي العسكري والتكنولوجي للمقاومة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى