كتاب الموقع

كتبت ليندا حمورة | كثيرة هي الجعجعة ولكن هل سنرى الطحين ؟

ليندا حمورة | كاتبة وباحثة لبنانية
في ظل التوتر الشديد الذي يسود المنطقة، ومع استمرار حركة حماس بطوفانها الجارف، ها هي ” اسرائيل ” تبكي عوضاً عن الدموع دماء، وها هو خوفها الشديد على نفسها دفع بأميركا مساندتها بأسطول قد يكون الأكبر عالمياً ظناً منهم أنه سيرهب شعباً اعتاد على القتل والتنكيل والعذاب، وقد يكون هذا الأسطول بمثابة مسمار يضعونه بدرب كل من يحاول الاقتراب من الحرب، ويبقى السؤال هل ما أرسلته أميركا ل ” إسرائيل ” سيكون شرارة لحرب عالمية ثالثة ؟
لا أحد يستطيع إنكار تلك الضربة الموجعة التي تلقاها الكيان الصهيوني، وهو القائم على دعامتين أساسيتين، الأولى ممثلة بالجيش والتي وصفها بن غوريون بأننا مجتمع حرب، ودعامة ثانية ألا وهي الدعم الغربي ومما لا شك فيه بأن التفسير للدعم الغربي الآن ينطلق من تلك الضربة الموجعة التي تلقاها جيش الإحتلال بشكل أو بآخر، فهنا يُعمل على ترميم وضعية الجيش من خلال مساندته ومآزرته بدعم غربي تصدّرته حاملة الطائرات الأميركية، وهذا طبعاً منعاً لإنهيار الجيش الصهيوني واستمراريته في القتال ضد الشعب الفلسطيني .
نحن اليوم نريد الإعتراف بذلك الإنجاز العظيم الذي قدّمته حركة حماس بتخطيط وسرية لم يسبقها إليهما أحد الا خلال التحضير لحرب تشرين / اوكتوبر وهنا وبالإضافة إلى تحقيق مفاجأة استراتيجية بأبعادها الثلاثة : الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية، وقابل هذه المفاجأة فشلاً جلياً للعدو تمثّل بالفشل الإستخباراتي، والفشل العسكري الذي يبدو واضحاً وبيّناً، بالإضافة إلى الفشل الإعلامي، وهذه المرة الأولى منذ ما يقارب الثلاثة عقود من ممارستهم علينا معركة كي الوعي .
اليوم نحن نربح معركة الصورة، من خلال ما يحصل بشكل أو بآخر .
استوقفني مشهد حاملة الطائرات الأميركية وأخذني إلى تلك التي زارتنا في لبنان عام ١٩٨٣ تحت اسم نيوجيرسي، كيف رحلت آنذاك مع رحيل ٢٤١ جندي تم تفجيرهم وإرسالهم جثثاً إلى دولتهم، ونذكّر بأنه في تلك الحقبة لم يكن حزب الله يمتلك تلك القوة العسكرية التي يملكها اليوم، ومن شهد مناورته الأخيرة سيعرف حق المعرفة بأن العبث مع تلك القوة ستكون نتائجه وخيمة جداً …
نود الإشارة بأن الوضع في غزة سواء على مستوى التدمير،أو المعركة البرية هو الذي سيحدد دخول حزب الله وقوى محور المقاومة على خط المعركة، حتى اللحظة المقاومة في فلسطين تمسك بزمام الميدان وهذا هو البعد الإيجابي، أما البعد السلبي فهو التدمير العشوائي والقتل لأهلنا العزّل في فلسطين ولكن حتماً سيتم معالجة الموضوع في الوقت المناسب .
طوفان فلسطين أضعف الكيان الصهيوني وأثبت بأنه ولادة جديدة لقوة اخترقت القبة الحديدية التي كانت تُعتَبر أعظم نظام دفاع مضاد للصواريخ، وأكد بأن خيوط العنكبوت تتقطع شيئاً فشيئاً علّ وعسى يعود الحق لأصحابه من جديد …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى