مقالات مختارة

كتبت فاطمة شكر | تزاحم سياسي – اقتصادي في شرق المتوسط…

فاطمة شكر | كاتبة واعلامية لبنانية

منذ عشرات السنين وتدور حرب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران بشكلٍ غير مباشر لكنها لم تصل لحد المواجهة المباشرة الإ ضمن استثناءات محددة ، وكان أبرزها اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني.

وأمام هذه الحرب بين ايران والولايات المتحدة الاميركية أتى الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية كصفعة في وجه بايدن الذي يواجه الكثير من الخلافات مع السعودية ، يذكر ان الاتفاق بين الدولتين جاء بعيدًا عن الأعين الأميركية وضمن خطة ممنهجة لعودة الصين الى منطقة الشرق الأوسط دون اي اعتبارٍ للدور الاميركي الذي تلعبه في منطقة الخليج ، وتأكيدٌ واضحٌ على أن هذا الاتفاق ما هو الا سياسية محمد بن سلمان الجديدة، والتي تقوم على انهاء المشاكل مع إيران واليمن مرورا في العراق وسوريا ولبنان.

سياسة انهاء المشاكل التي يعتمدها محمد بن سلمان انعكست على المشهد اليمني، وتجسدت إتفاقًا لتبادل الأسرى بين أنصار الله والقوات المدعومة من التحالف الدولي بقيادة السعودية.

كما وانعكس المشهد على دمشق، إذ أعلنت الخارجية السعودية عن البدء بترميم سفارتها في دمشق لافتتاحها رسميًا عقب عيد الفطر، وذكر مصدر خاص أن “الموعد المرجح” لزيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق بات قريباً .وتابع المصدر إن اللقاءات بين وفودٍ من السعودية وسوريا تجرى منذ نحو قرابة عام ، ووفق المصدر فإن الموعد المقرر لزيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق، سيكون عقب عيد الفطر، “دون تحديد التاريخ الدقيق للزيارة”، فيما رجح المصدر افتتاح القنصليات خلال شهر رمضان الحالي، عقب الانتهاء من الترتيبات اللازمة.

وبحسب المصدر فإن “اللقاءات التي جرت كانت على المستوى الدبلوماسي والعسكري والاستخباراتي، حيث زارت وفود سورية الرياض، كما زارت وفود سعودية دمشق، إلى جانب بعض اللقاءات التي جرت خلال زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الإمارات في وقت سابق بين الجانبين. وتابع المصدر أن “كل شيء وارد ومن الممكن

ان يزور الرئيس بشار الأسد الرياض، أو أن يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دمشق ، لأن الامور تتسارع بين البلدين، وهناك تفاهمات أخوية”.

وفي نظرة معمقة للأمور فإن الصين عادت بقوة الى منطقة الشرق الأوسط وتحديداً من البوابة الاقتصادية والتي صرفت فيها مئات المليارات من الدولارات في الدول الخليجية وإيران والعراق والكيان المحتل، وكل ذلك على مرأى من واشنطن التي وقفت عاجزة أمام الإجتياح الاقتصادي الصيني لمنطقة الشرق الأوسط. بالتزامن مع الإنهيارات التي شهدتها البنوك الأميركية والتي أطاحت بأربعة منها، دون تمكن الإدارة الأميريكية من تحريك أي ساكن، بالتزامن مع كل ذلك تتضاعف تداعيات انهيار المصارف في الولايات المتحدة الأمريكية، لتتمدد من المستوى الاقتصادي الى المستوى السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى