مقالات مختارة

كتبت فاطمة شكر | العودة الى مجلس الوزراء… قرارٌ ذاتي أم نتيجة تقاطعات؟

فاطمة شكر | كاتبة واعلامية لبنانية

لا شيء واضحٌ حتى هذه الساعة سوى أن مجلس الوزراء سيعقد جلسته يوم الإثنين المقبل، بعد أن «ضحى» الثنائي الشيعي بموقفه بالمقاطعة وأعطى الضوء الأخضر لمجلس الوزراء من أجل انعقاده لمناقشة موازنة العام ٢٠٢٢، شرط أن تكون الجلسة محصورة بمناقشة الموازنة وخطة التعافي المالي والأمور المعيشية الطارئة، كالمساعدات الإجتماعية، ورفع بدل النقل في القطاعين العام والخاص، وتمديد ملاكات الموظفين، وبعض الأمور الطارئة المعيشية والحياتية، مع عدم التطرق الى قضية تفجير مرفأ بيروت والمحقق القاضي طارق البيطار. مصدرٌ مقربٌ من الثنائي الشيعي، أكدّ  أن قرار الثنائي الشيعي بالعودة الى طاولة مجلس الوزراء لا علاقة له بالتقدم الإيجابي في مفاوضات فيينا بين إيران  وأميركا، لان الحزب ميالٌ الى التوافق، حتى لا تدخل البلاد مرحلةً من النقاش اللامجدي والذي يغرقُ البلاد في المزيد من الأزمات، أضاف المصدر أن قضية تنحية البيطار أو بقائه، سببت أزمةً أُضيفت الى الأزمات الأخرى التي يعاني منها الوطن، وأن هذه القضية كانت السبب الرئيسي وراء عدم انعقاد مجلس الوزراء، لذا جاء كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واضحاً حيث طالب القاضي طارق البيطار مراعاة الأصول الدستورية والقانونية.

واشار المصدر الى انه بات معلوماً وواضحاً، إنه وبعد محاولة عقد جلسة مجلس الوزراء لعدة مرات، ونتيجةً لمقاطعة الثنائي الشيعي لها، فإن حكومة نجيب ميقاتي لم تستطع توفير الحلول الإقتصادية الإنقاذية، ولن تستطيع القيام بواجباتها لناحية تأمين المتطلبات المعيشية، والمؤكد أنها حكومة تقطيع الوقت حتى حلول الإنتخابات النيابية في أيار المقبل، ورأى المصدر نفسه أن لا مكان لأي حلٍ إقتصاديٍ ومالي في لبنان من دون خيارات سياسية صحيحة، مضيفاً أن الإنتخابات مهمة ولكنها لا تحسم الأمور ولا تقودنا إلى التغيير، فالوضع في لبنان أبعد بكثير من محطة إنتخاباتٍ نيابية أو رئاسية، وتصرُ  كل الأفرقاء والقوى السياسية  على بقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في موقعه حتى لا يدخل لبنان مرحلة شبيهة للمرحلة التي سبقت تسلمه رئاسة الوزراء ما يعني الفراغ. مما لا شك فيه أن هذا التراضي الضمني بين الثنائي الشيعي وميقاتي، لا يعني غياب الإكراه عند مكونات سياسية أخرى لا زالت تُصرُ على عدم تنحية القاضي البيطار، وهذا ما ظهر من خلال كلمة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل معتبراً، أن اتفاق «مار مخايل» بين تياره وحزب الله فشل في «بناء الدّولة»، داعياً إلى وضع سلاح الحزب ضمن سياسة الدولة من دون أن يكون الهدف هو نزعه، وأضاف أن تفاهم التيار مع حزب الله بحاجة إلى تطوير من ناحية الإصلاح وبناء الدولة، فقد بات الخلافُ واضحٌ وكبيرٌ مع حزب الله وتحديداً في معالجة الأمور الداخلية، لكن الحزب حتى هذه اللحظة لم يتحدث عن هذه الخلافات، ويسعى دائماً الى ضبط جمهوره. المصدرُ المقرب من الثنائي الشيعي نفسه، أكدَّ أن الحزب حريصٌ على التحالف والتواصل المستمر مع التيار الوطني الحر، مضيفاً  أن الحزب لا يترك حلفاءه مهما كلّف الأمر، وعلى الحلفاء والأصدقاء بالمقابل عدم التخلي عنه، ويتابع المصدر أن المعالم الأساسية للتحالفات في الإنتخابات المقبلة شبه منتهية، و «حلفاؤنا هم حلفاؤنا»، ونكمل التفاهم مع البعض منهم على بعض الأمور. يبدو أن هذا التفاهم الذي دام لسنين طويلة بين مكونين أساسين، بات يعاني الكثير، ولعل العلاقة بينهما والتي تخضعُ لبعض المعايير، تقعُ محل تشاورٍ وبحث لأسباب عديدة .عدم تحقيق السيطرة من قبل بعض القوى السياسية الجاهزة لتحقيق مطامع الخارج من أجل ضرب لبنان من جهة، وتخفيف المنافسة الداخلية من جهةٍ أخرى، و تهدئة الخطاب، وعدم إستخدام الشعارات الطائفية لشد العصب، هي عوامل من شأنها أن تكون البداية لطريقٍ أسهلٍ وأقصر للوصول الى بناء الدولة وأخذها الى بر الأمان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى