الدفاع و الامن

فشل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الأمريكي ” باتريوت ” .

مركز الإتحاد للأبحاث والتطوير .

المقدمة

سلسلة تصريحات وتعليقات أميركية استثنائية سلّطت الضوء على فشل نظام الدفاع الصاروخي الباتريوت في أداء مهامه الأصلية: التصدّي وإسقاط الصواريخ خلال مرحلة تحليقها للحيلولة دون وصولها إلى أهدافها، خاصة في فشلها لتصدي الصواريخ اليمنية في السعودية، والصاروخ السوري الذي سقط في الكيان الصهيوني منذ أيام.

وتعرضت العديد من الدول التي تستخدم صواريخ “باتريوت” الأمريكية، إلى هجمات صاروخية سلطت الضوء على ضعف تلك المنظومة، وفي هذا الملف سنستعرض لكم أبرز التحاليل والتصريحات الغربية التي تؤكد على فشل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الأمريكي باتريوت.

صواريخ باتريوت

خصائص

باتريوت عبارة عن نظام صاروخي -أرض جو- مصمم للحماية من الصواريخ المهاجمة والطائرات، حيث يقوم بإصابتها وتفجيرها في الهواء قبل بلوغها أهدافها.

وهي صواريخ موجهة بتقنية عالية تعتمد فيها على نظام رادار أرضي خاص بها ليكشف الهدف ويتتبعه، حيث يقوم الرادار بمسح دائرة قطرها ثمانون كيلومترا وعلى هذه المسافة لا يكون الصاروخ المهاجم مرئيا بالعين المجردة، وهنا فإن بإمكان النظام الأوتوماتيكي أن يطلق صاروخا مضادا تجاه الصاروخ المعتدي ويفجره قبل أن يصل هدفه.

رادار

يستخدم نظام الرادار المزود لصواريخ باتريوت تكنولوجيا حديثة تعتمد على هوائي متعدد الاتجاهات، حيث يمكن لهذا النظام تتبع مسار مائة هدف والتحكم في مسار تسعة صواريخ باتريوت في نفس اللحظة.

تحتوي منصة الإطلاق على 16 قاذفة تحمل صاروخ باتريوت وكل قاذفة متصلة مع نظام التحكم من خلال الألياف الضوئية أو من خلال الاتصال اللاسلكي. ونظام التحكم هو الذي يرسل تعليمات إطلاق الصواريخ.

صاروخ باتريوت نوعان، النوع الأول القديم يدعى PAC-2 والنوع الثاني PAC-3 وهو النوع الأحدث والذي ظهر في 2002.

النوع الثاني من باتريوت PAC-3 مزود بمستقبل رادار وكمبيوتر للتحكم في توجيه باتريوت تجاه الهدف وهنا على باتريوت أن يصطدم مباشرة بالهدف من خلال قيام رادار الصاروخ باستقبال المعلومات من رادار المنصة وعليه يقوم كمبيوتر الصاروخ بالتحكم بأجنحة التوجيه ليصل صاروخ باتريوت إلى الهدف ويصطدم به.

قيمة الصاروخ الواحد:

3.000.000$

 أين تنتشر صواريخ باتريوت:

فشل منظومة الدفاع الجوي باتريوت: رأي الخبراء والمحللين
قال موقع “أفييشن ويك” الأمريكي، “إن قيادة المحيط الهادئ، في الجيش الأمريكي، تدرس استخدام بديل لصواريخ باتريوت لحماية قواتها من أي هجوم جوي.”
وصرّح رئيس هيئة القيادة الإستراتيجية الأميركية، الجنرال جون هايتن، في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب بالإجابة بالنفي عن سؤال فعالية منظومة الباتريوت، قبل فترة من إطلاق الصواريخ اليمنية الأخيرة.
من بين التصريحات العسكرية الأخرى ما جاء على لسان المدير السابق لبرنامج تجارب البنتاغون، فيليب كويل، قوله إنّ “نسبة نجاح نظم الدفاع الصاروخية الباتريوت خلال مرحلة التجارب كانت مخزية.” أيلول/ سبتمبر 2017 .
في الحيّز السياسي، أكد عدد من المسؤولين الأميركيين “دون الإفصاح عن هويتهم”، بحسب جريدة البناء وعقب إصابة صاروخ باليستي لمطار الملك خالد في الرياض، أنه لا يوجد دليل ملموس يشير إلى أنّ “السعوديين نجحوا في إسقاط الصاروخ وما قدّموه من أدلة على عملية اعتراض ناجحة قد يكون عبارة عن عملية انفصال جزأي الصاروخ الرأس الحربي والجسم عن بعضهما البعض بصورة مقصودة”.
وسائل الإعلام الأميركية الرئيسة، المقروءة والمرئية، فقد توصلت جهود تحقيقاتها الى نتائج موازية: فشل مدوّ للمنظومة الصاروخية، من بينها مجلة “نيوزويك”، متسائلة “هل فشل نظام الدفاع الصاروخي الأميركي الصنع خلال الهجوم الصاروخي اليمني”، بالإجابة استناداً لشرائط فيديو أنه “كان فشلاً مذهلاً لصاروخ الإعتراض السعودي وليس للصاروخ المستهدف للرياض”.

أما نسختها باللغة العربية، فجاءت بصيغة التأكيد “الدفاعات السعودية فشلت في اعتراض الصواريخ اليمنية”. واعتبرت المجلة أنّ فشل منظومة الباتريوت، المرة الكارثية تلو الأخرى، قد يعدّ إغراء للجيش واللجان الشعبية لتوجيه مزيد من الصواريخ التي بإمكانها تهديد أمن السعودية.
المجلة العلمية “بوبيولار ميكانيكس” سخرت من فشل نظام الدفاع الصاروخي الأميركي بالقول إنّ “الصاروخ أرض ـ جو أضحى صاروخ أرض ـ أرض”. وحينما تثبت الدلائل أنّ “الاعتراض مُني بالفشل، فإنها تطرح أسئلة هامة حول فعالية النظام ككلّ، مع أنها ليست المرة الأولى.. بيد ربما هي المرة الأولى التي يتسبّب بها نظام الباتريوت بتهديد المدنيين والقفز عن الهدف”.
وكشف تقرير فورين بوليسي، عن فشل بنيوي في سلاح الدفاع الصاروخي الباتريوت، منذ إطلاق العراق صواريخ سكود على أهداف في الكيان الصهيوني والسعودية. وأوضح أنّ نتائج اعتراض بطاريات الصواريخ آنذاك جاءت مبالغ بها، مما دفع لجنة الأداء الحكومي في مجلس النواب المكلفة بمراجعة التقارير المتعددة إلى القول “… هناك دليل ضعيف للتثبت من أنّ صواريخ الباتريوت أسقطت أكثر من بضعة صواريخ سكود العراقية خلال حرب الخليج.. بل هناك بعض الشكوك من صحة وقوع إصابات” أصلاً.
وأكد تقرير لموقع آسيا تايمز فبراير 2021، “إن الهجوم الصاروخي على القاعدة العسكرية الامريكية في اربيل اثبت أن دفاعات الولايات المتحدة ضد الهجمات الصاروخية غير كافية ، وفي الغالب لا تعمل.” ” الدفاع عن القاعدة العسكرية الامريكية في اربيل قد تم بواسطة نظام دفاع جوي أمريكي من طراز باتريوت ونظام مدفع نيران سريع C-RAM لحماية صواريخ باتريوت، ولاتوجد اي معلومات عن تفعيل ايا من النظامين عندما سقطت الصواريخ على القاعدة حيث قالت الولايات المتحدة والعراق ان 14 صاروخا سقطت على القاعدة والمطار “. ” نظام الدفاع الجوي باتريوت له سجل سيء ضد الصواريخ الباليستية الأكبر حجمًا، لكن يبدو أنه يتم خداعه ايضًا بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار، حيث لم تلتقط منظومة باتريوت صواريخ كروز وطائرات بدون طيار مطلقًا عندما تعرضت المنشات النفطية السعودية للقصف في ايلول عام 2020 “.
علَّق ثيودور بوستول، أستاذ علم الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأمريكي وناقد بارز لأنظمة الدفاع الصاروخية الأمريكية: “هذه الضربة ما هي إلا حلقات متصلة من الكوارث لهذه المنظومة الصاروخية، يبدو أنَّ الرياض بدأت تدرك حاجتها إلى منظومة دفاع أفضل.”

وفي حديث إلى شامبيون، قال جستن برونك، زميل باحث في التكنولوجيا والقوى الجوية في Royal United Services Institute البريطاني لدراسات الأمن: “من الناحية المثالية، يحتاج السعوديون لأنظمة دفاع متعددة المستويات، بما في ذلك أنظمة مخصصة للدفاع الجوي قصير المدى، مثل: نظام سكاي شيلد الألماني، وبانتسير الروسي؛ وذلك للتمكين من الاشتباك السريع مع التهديدات الصغيرة باستخدام أنظمة رخيصة بدلاً من منظومة باتريوت باهظة”.
كتب تايلر روغواي، في صفحة The War Zone على موقعThe Drive : “إليكم الحقيقة المُرَّة التي لا يدركها معظم الناس، بما في ذلك خبراء الدفاع، أنظمة الدفاع الجوية مهما كانت متطورة ومتكاملة، ليست لديها قوى سحرية. فهي لديها أوجه قصور كبيرة، وتحديداً لأنَّ معظمها يعتمد اعتماداً أساسياً على مجسات أرضية”.
قال رئيس مجلس إدارة شركة Aeromessile الفرنسية دانيل بيكيله، “في إمكاني القول أن باتريوت قد أتمّ مهمته من الناحية النفسية ولكنّه لم ينجح فنيًّا، والجميع يعرفون ذلك.”
أمّا إيفاميشو مدير عام مجموعة Aerospatiale، فقد قال:” لقد أدّى استخدام الباتريوت الى زيادة الخسائر.”
نقلت مجلة” النظرة الروسية” عن وزير الدفاع الياباني تارو كونو رفضه خلال جلسة استماع برلمانية الإجابة عن سؤال حول ما إذا كانت صواريخ SM-3 الاعتراضية وأنظمة باتريوت PAC-3 ( باتريوت PAK-3) المدرجة في نظام الدفاع الصاروخي في البلاد قادرة على تدمير الصاروخ الروسي من طراز إسكندر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى