تقارير

عمر معربوني لموقع سبوتنيك | دول الغرب ستضطر لزيادة نفقاتها العسكرية بسبب مساعدتها لكييف

أشار تقرير إعلامي أمريكي إلى أن الغرب لايمكنه الاستمرار بتزويد أوكرانيا، باحتياجاتها الخاصة من الأسلحة.
بحسب ما نقلت صحيفة “بوليتيكو”، عن مسؤول غربي فأن “كييف حصلت بالفعل على جميع الأسلحة الممكنة، ولايمكنها إرسال المزيد من الأسلحة خوفا من تعريض نفسها ( الدول الغربية) لمشاكل مع احتياطياتها الدفاعية”.
من جهته، قال الخبير العسكري، عمر المعربوني، في لقاء مع “سبوتنيك”، إن “دول الغرب الجماعي التي تدور في فلك الولايات المتحدة ستضطر لزيادة ميزانياتها الدفاعية تحت شعور دائم بأن هذه المعركة هامة بالنسبة لوجودها”.

مضيفا، بالقول: “هذا يحتاج لمقاربة سياسية يتم من خلالها شرح طبيعة هذه المواجهة لأن أحد العناصر الأساسية التي ترغب الولايات المتحدة بتحقيقها وقد حققت جزءا كبيرا منها هي فصل روسيا عن أوروبا وتحديدا ألمانيا، حيث كان هناك قبل العملية العسكرية الخاصة، أجواء تشير لتفاهمات جدية بين ألمانيا كأكبر اقتصاد أوروبي وروسيا، كأكبر بلد يحتوي على موارد وبالتأكيد هذا أصبح الآن بعيدا، وبخاصة بعد تفجير خط “السيل الشمالي” بشكل أساسي”.مشيرا إلى أن “ألمانيا، على سبيل المثال، خصصت، في العام الماضي، ما يقارب من 100 مليار يورو لتعزيز قدراتها الدفاعية”.

وتحدث المعربوني عن المواجهة، واصفا إياها بالطويلة، قائلا: “اعتقادي أن هذه المواجهة ستكون طويلة ولها أسس بالتأكيد تدفع باتجاه استمرار هذه المواجهة وضخ الإمكانيات وبخاصة من طرف الغرب الجماعي لتحقيق مسألة أساسية وضعت على طاولة القادة منذ زمن بعيد وهي هزيمة روسيا”.

مشيرا إلى أن “كل ما يحدث في أوكرانيا يمكن إدراجه بأن أوكرانيا هي إحدى ساحات المواجهة وليست مسرح عمليات المواجهة بشكل كامل، كما وأنه يوجد حالة من الانقسام بين الدول الغربية، والتي بدأت تظهر من خلال التصريحات حول الاستمرار بدعم أوكرانيا”.

وأردف المعربوني، بالقول: “انطلاقا من هذه المسألة هناك عنوان أساسي، لايجب مقاربة أي تفاصيل مرتبطة بهذه المواجهة دون المرور عليه وتأكيده في كل مرة، هذا العنوان هو أن المواجهة الحاصلة الآن هي بالنسبة للغرب وأمريكا، معركة وجودية ترتبط باستمرار وهيمنة الغرب الجماعي وبخاصة الولايات المتحدة”.

مضيفا: “هذا أمر تقاربه الولايات المتحدة بشكل حساس وتعتبر أن ما تقوم به روسيا الآن، هو أحد الإجراءات للحد من النفوذ والهيمنة الأمريكية ولو نظرنا للجانب الروسي فإن هذه المواجهة ترتبط بالأمن القومي الروسي ووجود روسيا، ومن هذا التوصيف بأنها مواجهة وجودية بالنسبة للغرب الجماعي وبالنسبة لروسيا، فمن المؤكد أن كلا الطرفين سيعملان على تحقيق الحد الأدنى من الاخفاقات وتحقيق الهزيمة في الجانب الاخر”.

وحول زيادة روسيا لحجم إنتاجها الحربي والتأقلم مع الظروف الحالية رغم وجود العقوبات، قال المعربوني: “روسيا تزيد من حجم إنتاجها الحربي فقد استطاعت تجاوز العقوبات وإيجاد حلول للاحتياجات المرتبطة بالتصنيع العسكري، وأعتقد أن القرارات الصادرة عن الرئيس فلاديمير بوتين، والقيادة الروسية في هذا الصدد واضحة لزيادة حجم التصنيع ليصل أحيانا لأربعة وخمسة أضعاف، مما يحتاجه الجيش الروسي وبخاصة فيما يرتبط بالأسلحة الدقيقة سواء من صواريخ أو معدات حربية اخرى”.

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى