اخبار عربيه و دوليهتقارير

عمر معربوني: الانتخابات الرئاسية السورية لها تداعيات على الوضع الميداني والاقتصادي .

واجهت سورية قيادة وشعبا تحديات كثيرة منذ ما يزيد عن العشر سنوات، لكن لعل التحديات الاقتصادية كانت أقساها بل أسوأها.. ورغم كل ما مرت به سورية من احداث سياسية وميدانية واقتصادية بقيت محافظة على قوام الدولة المتكاملة التي تقوم بمهامها على أكمل وجه ” وان كانت قاصرة كأداء حكومي عن تلبية متطلبات الشعب السوري” من خلال مؤسساتها ودوائرها.. ولعل أبرز ما يظهر تماسكها هو الانتخابات الرئاسية التي باتت حديث الشارع السوري والعربي اليوم.

خاص بوست سوري – صفاء عوض

الاستحقاق الرسمي في موعده و وفق القانون.. محاولات دولية كثيرة شهدناها لتعطيل هذه الانتخابات.. ربما لاقتناص فرصة انتهاء ولاية السيد الرئيس بشار الأسد الحالية لإفقاده الشرعية عنوة.. لكن هذه المحاولات الدولية والتي تقودها الولايات المتحدة فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أهدافها.. وها نحن نشهد الاستحقاق السوري القانوني وفق الدستور.

ما الذي تعنيه قيام هذه الانتخابات بوقتها سياسيا؟ وما مدى تأثيرها على مستقبل سورية؟

وما دورها ميدانيا و عسكريا أي على سير عمليات الجيش السوري في مناطق وبؤر الإرهاب؟

الراجح هو نجاح الأسد كما يتم تداوله في الشارع السوري والدولي عموما.. البعض سيتخذ من هذا النجاح ذريعة التلاعب بالانتخابات والنتائج.

ما مدى تأثير هذا الطعن الذي سيكون دوليا وبقيادة واشنطن حتما على سير عمليات واجتماعات اللجنة الدستورية؟

كيف ترى مستقبل سورية بعد الاستحقاق؟!

يستضيف بوست سوري الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية عمر معربوني الذي قال حول الاستحقاق السوري الذي تعيش احداثه سوريا وشعبها اليوم، بأنه تحدي كبير جدا، فإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الرسمي، يعتبر حفاظا على القوانين وعلى المواد الدستورية التي يتضمنها الدستور السوري.

وهو بحد ذاته عطفا على الظروف الاستثنائية التي مرت و تمر بها سورية منذ عشر سنوات يعتبر تحديا كبيرا، وبالتالي إجراء هذه الانتخابات في موعدها الرسمي هو انجاز كبير يحسب للدولة السورية والمؤسسات السورية “الدستورية” بشكل خاص.

ويضيف معربوني بالطبع تعمل دول كثيرة وعلى رأسها الولايات الامريكية المتحدة لعرقلة هذا الاستحقاق الدستوري الهام في سوريا، لكن بالنظر إلى طبيعة الصراع الحاصل في سورية وعلى مستوى المنطقة بشكل عام نرى أن إجراء هذا الاستحقاق يشير إلى قوة وصمود الدولة السورية.

وخاصة أنه يتم ضمن ضغوط دولية مستمرة، سواء سياسيا او اقتصاديا و ما هو مستمر منها في الجانب العسكري المرتبط بالضغوط الحاصلة في الشمال الشرقي والغربي بشكل مستمر ودائم.

و بحسب معربوني فان الدولة السورية التي استطاعت ان تصمد عشر سنوات في مواجهة هذه الضغوطات التي تجاوزت في بعدها العسكري كل حد شهدناه على مدى مئة عام من الصراعات انها تستطيع ان تصمد وان تمرر هذا الاستحقاق الدستوري ضمن القوانين في سورية.

الاستحقاق والعمليات العسكرية لــ الجيش العربي السوري

إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها سيكون له تداعيات إيجابية على سير عمليات الجيش العربي السوري في مناطق وبؤر الإرهاب، لأنه سيشكل حافزا مضافا إلى الجهود الكبيرة التي بذلت على مدى عشر سنوات في مواجهة الإرهاب والصهيونية معا.

و من المعروف تماما أن هذه الحرب الكونية التي خيضت لمواجهة سورية استخدمت فيها إمكانيات كبيرة تجاوزت أي إمكانيات وضعت في أي حرب على مدى مئة عام من الصراع القائم حول هذه المنطقة بشكل أساسي، واعتقد ان ما بعد الانتخابات الرئاسية هناك برنامج عمل واضح للدولة السورية ستتم ترجمته بشكل ايجابي على مستويات مختلفة.

الأسد يجتاز الاستحقاق بالتأييد

تشير كل التوقعات إلى تجاوز الرئيس بشار الاسد لهذه الانتخابات وحصوله على نسب عالية جدا من الأصوات في عمليات الاقتراع، و بالنظر إلى الضغوط التي ستمارس في عدة دول مثل تركيا و لبنان و الأردن و أوروبا على النازحين السوريين الموجودين في هذه المناطق، الذين اذا ما اتيحت لهم فرصة الانتخاب سيقومون بواجبهم الانتخابي على اكمل وجه، وستشكل النسب العالية من الأصوات مفاجأة كبيرة لكل الأوساط و على رأسها الولايات الأمريكية المتحدة.

هل سيتأثر عمل اللجنة الدستورية عند فوز الأسد

بالنظر إلى المواقف العدائية التي انتهجتها وتنتهجها الولايات المتحدة، قد نشهد بعد انتهاء العملية الانتخابية الرئاسية في سوريا محاولات الطعن فيها والتشكيك في صدقيتها ونتائجها.

وربما تعمل أميركا للضغط في مسار عمل اللجنة الدستورية، التي أقرت بحسب قرارات الأمم المتحدة، للوصول الى حالة سلمية في سوريا.

وبحسب العديد من آراء كبار الجهابذة في القانون الدولي فإن العملية الانتخابية برمتها لا تتعارض مع القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الامن بما يرتبط بمسار العملية الانتخابية.

وبالتالي فإن أي محاولات تقوم بها اميركا وحلفائها لن تؤدي إلى أي متغيرات جدية وحقيقية، لا في سير العملية الانتخابية ولا في نتائجها ولا حتى بعمل اللجنة الدستورية، التي لم يحدد لها زمن للوصول الى اقتراحات وتوصيات في عملية تعديل الدستور, المرتبط بإتمام تعديله باستفتاء شعبي، وهوي مرحلة قد تتأخر قليلا نظرا للتحولات والمتغيرات الحاصلة في سورية.

كيف ترى مستقبل سورية بعد الاستحقاق ؟

لابد من توصيف سريع ودقيق لطبيعة المشكلة الحالية في سوريا، سوريا تعاني الان من أزمة أحادية هي أزمة مالية مرتبطة بسعر الصرف الذي له تداعيات سلبية على ارتفاع الأسعار.

وهذا امر لا يشكل مخاطر كبيرة لأن سوريا لا تعيش ازمة اقتصادية ولا سياسية على غرار لبنان مثلا الذي يعيش ازمة ثلاثية الأبعاد “مالية وسياسية واقتصادية”.

وعندما نقول سوريا لا تعيش ازمة اقتصادية يعني ان آليات الإنتاج المتاحة حاليا والتي تحتاج الى إدارة اكثر فاعلية ستكون بعد الانتخابات الرئاسية ضمن برنامج و خطط تفعل عملية الإنتاج للبدء بالاستغناء التدريجي عن عملية الاستيراد التي تأثرت عمليا بحكم استهداف البني التحتية للقطاعات الزراعية والصناعية بشكل أساسي، والتي سيعمل على سد الثغرات فيها تدريجيا، وهو امر لن يأخذ وقتا طويلا وسيكون ضمن سنوات قليلة.

المشكلة الان ترتبط بالمحروقات بشكل أساسي والتي تسيطر عليها واشنطن والانفصاليين الكرد، و هذا الامر سيتم تجاوزه باتجاهين :

الأول العمل على تحرير هذه المناطق.

الثاني: البدء باستثمار حقول النفط الموجودة في الساحل و في القلمون ومناطق ذات امتدادات في حمص بشكل أساسي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى