مقالات مختارة

سركيس نعوم و الاستنتاجات المتوهمة..

فيصل عبد الساتر | كاتب وباحث في الشؤون السياسية .

هي ليست المرة الاولى التي يتحدث فيها الصحافي الاستاذ سركيس نعوم عما يسميه الشيعية السياسية. سبق له ان طرح الامر اكثر من مرة. في مقابلة تلفزيونية مع الاعلامية سوسن صفا على قناة nbn قبل اشهر قليلة وبالامس على قناة الجديد مع الاعلامية سمر ابو خليل، كما كتب في صحيفة النهار اكثر من مرة عن هذا الموضوع. اقول للاستاذ سركيس نعوم وبعيدا عن اي اتهام، ان ما ذهب اليه سابقا وعاد ليكرره حاليا، مستعينا بسرديات توصيفية لحقبات تأسيس ونشوء لبنان،ليصل الى ما يريد تكريسه في ذهن القاريء والمشاهد في لبنان او خارجه،تعوزه الواقعية المعاشة، من دون تذكيره بالإنتفائية الفكرية لاصل الفكرة، لدى كل من حركة امل وحزب الله على حد سواء،ويكفي إثباتا على هذا،ميثاق حركة امل والوثيقة السياسية لحزب الله.اما كلامه عن المارونية السياسية والسنية السياسية فحولهما الكثير من الكلام على ان المستفيدين من الحالتين لم تكن بالسياسة فحسب، بل في بنية الدولة “العميقة” واجهزتها ومؤسساتها ونظامها الاقتصادي والمصرفي منذ تأسيس لبنان على ايقاعات “شيحية الانغام” وإن بدت في ظاهرها ايجابية في “مكان ما”، لكنها اسست لمفاهيم خطيرة على رأسها نظام الكارتيلات المحتكرة، كما عدمت مفهوم المواطنة بتعزيز النظام الطائفي الذي كان قائما منذ القائمقاميتين والمتصرفية واستمر مع لبنان الكبير واستقلال لبنان وصولا الى الحرب الاهلية عام 1975 والاجتياح الاسرائيلي عام 1982 الى عشية اتفاق الطائف عام 1989 – 1990 الذي انهى الحرب العسكرية بين اللبنانيين لكنه كرس الحرب السياسية القائمة على مذهبية بغيضة اين منها طائفية ما قبله. لن استفيض في هذا الرد فاتوسع اكثر لتشريح المقولات المبنية على استنتاجات ما يسمع او يكتب في بعض مراكز الدراسات او بعض دوائر السياسة في الدول الفاعلة وسفاراتها الناشطة، لكن اختم بالقول وعسى ان اكون مخطئا، ما قاله الاستاذ سركيس نعوم، وإن قصد به قراءة تحليلية استشرافية في الظاهر، فهو في باطنه وبين سطوره، يصب في مصلحة من يحملون لواء الهجوم والتحريض على المقاومة، وإن لم يلبس لباسهم او ينطق بلسانهم، ويستندون في مقولاتهم الى ما ذهب اليه الاستاذ سركيس، فجاورهم وجاوروه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى