تقارير

حوار المراقب مع العميد علي مقصود حول التطورات في سورية والمنطقة .

اجرى الحوار :حسين المير

تطورات كثيرة وتحولات استثنائية تعيشها سورية والمنطقة بعد رحيل ترامب واستلام الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة بايدن الحكم .
في سورية ليس هناك ما يُشير الى إمكانية سلوك الإدراة الأميركية الجديدة سلوكاً جديداً ومغايراً ، إضافة الى مزيد من الضغوط تمارسها ميليشيات قسد في المنطقة الشرقية ، والمزيد من الأعمال الأمنية في محافظة درعا .
ايضاً يبرز من جديد الملف الإيراني بكل تعقيداته .
حول هذه الأمور حاور موقع المراقب الخبير والباحث العسكري والإستراتيجي السوري العميد علي مقصود .
المراقب : منذ عدة أيام وميليشيات قسد تحاصر المربع الأمني التابع للدولة السورية في الحسكة وتقطع طرق الإمداد عن الأهالي وتقوم بقمع المظاهرات الشعبية المنددة بتصرفاتها وتعتقل عدد من المتظاهرين .
إلى متى ستبقى الدولة السورية تتعامل مع ميليشيا قسد بهذا الصبر ؟

العميد مقصود :
يمكن إعتبار هذه المرحلة بعد ترامب ووصول بايدن مرحلة رمي كل الأوراق التي يملكها اللاعبون في الميدان السوري خاصة العلاقة بين قسد وأمريكا بايدن الذي تربطه علاقات وطيدة مع قسد ولكن هناك تحولات جيوسياسية وإقتصادية حصلت في بنية العلاقات الدولية ولصالح محور المقاومة وروسيا والصين وإدارة بايدن تدرك تأثيرها على مكانة أمريكا ودورها وتأثيرها على سيرالأحداث الأقليمية والعالمية وليست قادرة على تحمل كلفة دعمها للإدارة الذاتية لقسد ولكن أمريكا تريد أن توسع وتعزز نفوذها في سورية وتعتبر الورقة الكردية ورقة ضغط مناسبة لذلك وقبل الإفصاح عن توجه أمريكا الفعلي نحو سورية ورفع العقوبات وعودتها إلى الإتفاق النووي مع إيران الأمر الذي يزعج الكيان الصهيوني الذي بدوره وعبر أدواته الإستخبارية ومستشاريه في صفوف قسد حرك هذه البؤر في الجنوب السوري درعا والسويداء والشمال الشرقي من سورية داعش وقسد حيث شددًت قسد أجراءاتها الأجرامية واللا إنسانية على أهلنا في الحسكة ومنعت وصول الطحين والوقود للضغط على المواطنين وانفجارهم ضد الدولة السورية في خطوة تصعيدية تجاوزت الخطوط الحمراء .
والصبر الذي تبديه الدولة السورية يستند على عاملين الأول : ماقاله السفير فورد لبايدن بالتخلي عن ورقة قسد الخاسرة والمكلفة وتسليم المهمة لروسيا والثاني: أن قسد ستنصاع للأمر الواقع وستفشل في تركيع أهلنا في الشرق السوري وإن كانت القيادة تحاول أن تتجنب هدر دماء السوريين طالما أن هناك أمل بسيط بعودتهم عن طريق الضلال ألى جادة الصواب والنهاية لقسد باتت قريبة جدًاُ .

المراقب :
من جديد تظهر علينا تطورات ميدانية في درعا تتمثل بالهجمات على حواجز الجيش العربي السوري وإستهداف عناصره وإغتيال موظفين بالدولة .
لماذا هذا البطء في إنهاء ملف درعا وما هو حقيقة الدور الروسي فيه كون الحليف الروسي هو الضامن لمصالحات درعا ؟.

العميد مقصود :
لطالما شكلت درعا بموقعها الجغرافي الإستراتيجي عقدة ربط لمثلث سورية وفلسطين والأردن وخط التماس والمواجهة مع إسرائيل لذلك أختيرت درعا لتكون نقطة الإنطلاق للمشروع الغربي الصهيو- أمريكي الهادف لتفتيت سورية واستقدام الإرهاب الخارجي عبر الأردن إلى مناطق درعا وإقامة غرفة الموك التي تضم مخابرات دولية وإقليمية ومن ضمنها الموساد الإسرائيلي الذي أوعز لأدواته الإرهابية الأخوانية بعد معركة الجنوب المركّبة والتي أستعاد الجيش والحلفاء معظم المدن مع بقاء قسم من المسلحين مع أسلحتهم تحت مظلة المصالحة التي رعتها روسيا في ظروف صعبة على الجيش وهو يخوض معارك شرسة على عدة جبهات وحسمها عسكريا فقط مكلف ماديا وبشريا هؤلاء كان بينهم ألغام إسرائيلية وخلايا نائمة أيقظها الإسرائيلي عندما حركت إدارة ترامب الدواعش من قاعدة التنف وأخرجت قسد العديد منهم من السجون لإستهداف نقاط الجيش والحافلات وإشاعة حالة من القلق والفوضى لتعزيز أثار العقوبات وقانون قيصر واليوم الحشد الذي بناه الجيش في درعا وتطويق طفس عقدة الربط والوصل وملاذ الإرهاب الداعشي والمفاوضات السورية الروسية من جهة مع قيادات الفصائل والوجهاء والتي إنتهت ليل السبت تشير إلى تسليم معظم الفصائل للمطالب السورية وبإنتظار ترحيل ثلاثة إرهابيين إلى إدلب وفي حال رفضهم تنطلق عملية حاسمة وسريعة وتبقر هذه الدملًة وتعيد درعا إلى حضن الوطن .
المراقب :
نسمع بعض المحللين السياسيين والكتاب على بعض المواقع عن إتفاقية سلام بين سورية والكيان الصهيوني ترعاها روسيا والإمارات وبعض دول الخليج وسيكون للإمارات الدور الرئيسي في رعايتها وعلى أرضها وسيعلن عنها في الصيف القادم .
هل برأيكم سنرى إتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني وسورية إستناداً لما نسمعه ؟ .

العميد مقصود :
أي حديث عن سلام أوتطبيع بين سورية وإسرائيل في ظل إحتلال لجزء من الأرض وسرقة الحقوق وعدم إعادتها كاملة لاأساس له سيما وأن الصراع بين سورية وإسرائيل هؤصراع وجود وليس حدود لأن سورية هي بلاد الشام وإسرائيل جسم غريب زرعه الأستعمار مع خارطة سايكس بيكو لكي يتمدد ويقتل الجسم الحي الذي زرع عليه إذاً سورية لايمكن أن تطبع إلا كما قال السيد الرئيس بشار الأسد عندما تعود الحقوق كاملة ولذلك انقلاب السحر على صفقة القرن جعل سورية ورغم الضغوط الأقتصادية تفاوض من موقع القوي وإسرائيل وقد تآكل غطاؤها الأمريكي وأنكشفت إسرائيل على تحديات وجودية لاينفع معها صور الإنبطاح والهرولة نحوالتطبيع المذل وهذا يرسي سلاماُ عادلاُ يقوم على إعادة الحقوق إلى أصحابها .

المراقب :
لاحظنا زيادة في التحريض الأمريكي على سورية والعراق من خلال زيادة التصعيد والهجمات والعمليات الإرهابية في عدة مناطق بالعراق وفي البادية السورية ودرعا .
ماهيّ الرسالة الأمريكية لسورية والعراق ؟؟
وهل زيادة الهجمات بأمر أمريكي لتعطيل الملف الإنتخابي القريب في سورية . ؟؟؟ .

العميد مقصود :
مع بداية عهد بايدن والتغيير في السياسة الأمريكية لجهة العودة إلى الأتفاق النووي وفتح صفحة جديدة في العلاقات مع سورية ولبنان بالتنسيق مع فرنسا للتخلص من أردوغان وهذا يقتضي الضغط في المنطقة الشرقية للضغط على الروسي للتنسيق مع الأمريكي حول العملية السياسية وفتح نافذة لحلفائهاقسد في الإنضمام الى المعارضة وإسقاط الفيتو التركي وبنفس الوقت الإستثمار بإرهاب داعش في سورية والعراق وتأخير إنجاز الرصيف الأقليمي والربط بين بغداد ودمشق الأمر الذي يثير قلق إسرائيل ولتحقيق إنسحاب متزامن للوجود الأمريكي والإيراني هذه هي الرسائل التي تحملهاالخطوات التصعيدية الأمريكية .

المراقب :
ماهيّ السيناريوهات التي تضعها واشنطن وتل أبيب للتعامل مع الملف الإيراني في ظل إدارة بايدن الجديدة وهل ترى أن تصريحات رئيس أركان الكيان الصهيوني حول إستهداف طهران عن توجه جدي جديد للتعامل مع إيران .؟؟؟ .
العميد مقصود :
السيناريوهات الأمريكية الإ سرائيلية فيمايخص الملف النووي الايراني عودة أمريكا بدون شروط وتصريحات رئيس أركان جيش العدو الأسرائيلي يعكس حالة القلق والإمتعاض من قراربايدن وهي عبارة عن حرب نفسية وتهويل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى