اخبار لبنان

الصين بدأت باختبار “المسحة الشرجية” الغريبة والمثيرة للجدل للكشف عن فيروس كورونا

"المسحة الشرجية"، اختبار بدأت الصين في استخدامه للكشف عن فيروس كورونا، يثير هذه الأيام جدلا واسعا في الأوساط العلمية والطبية والشعبية الصينية ليشمل رويدا رويدا باقي بلدان العالم

“المسحة الشرجية”، اختبار بدأت الصين في استخدامه للكشف عن فيروس كورونا، يثير هذه الأيام جدلا واسعا في الأوساط العلمية والطبية والشعبية الصينية ليشمل رويدا رويدا باقي بلدان العالم.

فقد أضافت الصين فعلا “المسحة الشرجية” إلى الوسائل الأخرى للكشف عن فيروس كورونا المسبب لوباء كوفيد-19، مثل مسحة الأنف والحلق، إلى جانب اختبارات الدم. التلفزيون الصيني الرسمي أعلن أن المسؤولين أجروا “مسحات شرجية” لمواطنين ممن ظهرت لديهم حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في العاصمة بكين في شهر يناير 2021.

ووفقا للتلفزيون الصيني، فقد خضع مصابون موجودون في مرافق الحجر الصحي المخصصة للاختبارات نفسها. وقال الطبيب في مستشفى “يوان” في بكين، لي تونغزنغ، لقناة “سي سي تي في” إن طريقة المسحة الشرجية يمكن أن تزيد من معدل اكتشاف الأشخاص المصابين” لأن آثار الفيروس تبقى لفترة أطول في فتحة الشرج مقارنة بالجهاز التنفسي.

غير أن القناة التلفزيونية الصينية أشارت، يوم الأحد 24 يناير 2021، إلى أن المسحات الشرجية لن تستخدم على نطاق واسع مثل الطرق الأخرى، لأن التقنية “غير ملائمة”. وذكرت صحيفة “ديلي ستار” البريطانية أن عملية الكشف عن الفيروس تتم عبر إدخال “الاختبار السريع” والبالغ طوله من 2-3 سنتيمترات في المستقيم وتدويره عدة مرات، ثم يتم إخراج المسحة وإغلاقها في حاوية عينة، كما أنه يتم استخدامه حاليًا في بكين للحد من انتشار تفشي فيروس كورونا .

وأفادت التقارير أن عملية الاختبار الجديد تستغرق حوالى 10 ثوانٍ. وقال “لي تونجزنج”، كبير الأطباء في مستشفي يوان في بكين لـ “التلفزيون الصيني الرسمي”، إن طريقة المسحة الشرجية “يمكن أن تزيد من معدل اكتشاف المصابين”.

وأوضح أن السبب في ذلك هو أن آثار الفيروس تبقى في فتحة الشرج لفترة أطول منها في الجهاز التنفسي، والذي يتم جمع مسحات الأنف والحلق منه. وكان المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها قد نشر تعليمات في مارس 2020، أوضح فيها أنه يجب أخذ عينة من البراز من المرضى، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فعندئذ يتم إدخال سلك بلاستيكي مزود بقطنة في فتحة الشرج لمسافة 3 إلى 5 سنتيمترات داخل المستقيم.

وقال أطباء صينيون إن هذه المسحة تعطي نتائج أكثر دقة للتأكد من تعافي المرض من وباء كوفيد-19، مشيرين إلى أن بعض التجارب أثبتت أن مسحة الأنف قد تكون سلبية، وعند أخذ مسحة من الشرج تظهر النتائج أن المريض لا يزال يحمل الفيروس. ومع ذلك، فقد قوبلت فعالية المسحات الشرجية بالنقد من بعض الخبراء، إذ صرح يانج زانكيو، نائب مدير قسم بيولوجيا مسببات الأمراض في جامعة ووهان، لوسائل الإعلام الحكومية، غلوبال تايمز، أن مسحات الأنف والحنجرة ما تزال اختبارات أكثر كفاءة لأن الفيروس مرض تنفسي.

وأضاف قائلا: “كانت هناك حالات تتعلق باختبار فيروس كورونا إيجابيًا في براز المريض، لكن لا يوجد دليل يشير إلى أنه انتقل عبر الجهاز الهضمي”. وحتى الأطباء الذين يدعمون الاختبارات الجديدة قالوا إنها طريقة مزعجة، وبالتالي ينبغي استخدامها بشكل محدود وموضحين أنها قد تكون جيدة التطبيق في مراكز العزل الصحي للتأكد من خلو الأشخاص هناك من فيروس كورونا. ولم تصدر حتى الآن أية تصريحات رسمية من قبل منظمة الصحة العالمية أو الجهات المعنية، تتعلق بفعالية هذا النوع من الاختبارات والفحوصات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى