كتاب الموقع

الحسكة السورية بين التصعيد والحصار

حسين المير | كاتب سوري

منذ بداية المعركة الكونية على سورية ومحاصرتها وقيام دول العدوان بالتخطيط لتقسيمها وإنشاء دويلات طائفية فيها ، برز نشاط ملحوظ في المنطقة الشرقية الشمالية من سورية للإنفصاليين الكرد الذين يدّعون انهم يشكلون الأكثرية في المنطقة الشرقية ، رغم ان الأغلبية السكانية تعود للعشائر العربية ونسبة من المسيحيين .
ومنذ بداية الأزمة السورية إستولى الإنفصاليون الكرد على المنطقة الشرقية بحجة الدفاع عنها وتحريرها من تنظيم داعش الإرهابي وباقي المجموعات الإرهابية المسلحة الذين كانوا يسيطرون على مساحات كبيرة منها في دير الزور والرقة
بعد تحرير هذه المساحات من تنظيم داعش الإرهابي تمكنت قوات قسد بدعم من المحتل الأمريكي من السيطرة على هذه المناطق فسيطروا على آبار وحقول النفط العائدة للدولة السورية والشعب السوري
ميليشيا قسد الإنفصالية لم تخفي مخططاتها وأهدافها التي تسعى فيها للإنفصال عن الدولة الأم سورية ، وإقامة حكم ذاتي أو ما تسميه إدارة ذاتيه بعد سيطرتها على جميع المناطق وآبار النفط والثروة الزراعية
قامت قسد بحملات للتجنيد الإجباري من خلال إجبار شباب العشائر بالإلتحاق بقواتها عن طريق القوة والمداهمات والإعتقالات .
لم يبقى في المنطقة الشرقية الشمالية إلا الحسكة مدينة لا تزال الدولة السورية تسيطر عليها وتقوم مؤسسات الدولة برعاية أبناءها وتعمل فيها المدارس والمشافي وباقي المؤسسات الخدماتية .
منذ حوالي الاسبوعين قامت ميليشيا قسد الإنفصالية وعناصرها بمحاصرة مدينة الحسكة وإغلاق منافذها حيث قامت بمنع دخول وسائل النقل إلى مركزها ومنع إدخال كافة المواد الغذائية والنفطية والدوائية
لم تكتفي بذلك بل قامت بمهاجمة المواطنين الذين تظاهروا منددين بالحصار وأعتقلت أعداداً منهم وأطلقت النار عليهم .
في التحليل : كل ما يجري في مدينة الحسكة مخطط له ومرسوم ومدعوم من المحتل الأمريكي ، فالامريكي هو المخطط والقسدي هو المنفذ . أمريكا تريد إخلاء الحسكة كاملةً من أي تواجد لمؤسسات الدولة السورية أو عناصر الجيش العربي السوري . لأن مدينة الحسكة هيّ المنطقة المتبقية تحت سيطرة الدولة السورية والظاهر من هذا التصرف الإجرامي والمخطط له الرغبة الأمريكية القسدية بإستكمال السيطرة على الحسكة وإعلان الحكم الذاتي في الشمال الشرقي من سورية بعد إخلائها من أي تواجد لمؤسسات الدولة وقمع المؤيدين للدولة وربما تهجيرهم قسراً . أني أرى أن مثل هذه الخطوة فاشلة ولن يكتب لها النجاح وخصوصاً وإستناداً للموقف الشعبي الثابت من خلال التظاهرات والإحتجاجات المنددة والمطالبة بخروج ميليشيا قسد وعناصرها من المدينة . كذلك ثبات موقف القيادة السورية والجيش العربي السوري وموقفه الحازم الذي لا يقبل ولن يتنازل عن أي شبر في الأراضي السورية أو بقاء المحتل الأجنبي فيها إلى موقف الحلفاء الداعم لسورية وقراراتها المطالبة بخروج المحتل الأمريكي والتركي من الأراضي السورية هذا المحتل الأمريكي الذي يسيطر على المنطقة الشرقية ويبني القواعد العسكرية فيها ويسرق نفط الشعب السوري وينهب خيراتها . بالتأكيد الحليفين الروسي والإيراني وباقي القوات الرديفة لن يتركوا سورية لوحدها ولن يشاهدوا الحسكة أو أي مدينة أخرى تسقط وهم يتفرجون . هذا المخطط الأمريكي الكردي المتمثل بقسد مصيره الفشل والإنكسار والهزيمة . علينا أن لا ننسى أن المحتل التركي المتواجد على طول الحدود الشمالية مع سورية لن يسمح لقسد بتنفيذ ما يخطط له فهو ينتظر أي خطوة من ذلك لتكون له الحجة والمبرر لمهاجمتها .
القيادة السورية التي صبرت على كل أعمال قسد في المنطقة الشرقية من تعامل مع المحتل الأمريكي وكانت السبب الرئيس في إحتلاله لسورية وسرقة ونهب مقدرات الدولة السورية . وآخرها محاصرة مدينة الحسكة بأكملها . وانطلاقا مما سبق إن إستمرت ميليشيا قسد على هذه المنوال وحصارها لأهل المدينة ومحاولتها السيطرة عليها فهذا يعني نفاذ صبر الدولة السورية و جيشها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى