مقالات مختارة

البغل والراي العام وعماد الدين اديب

ناجي امهز | كاتب لبناني

من اجمل ما قرات للفيلسوف اللبناني سعيد تقي الدين هو مقولة : “الرأي العام بغل كبير” .
ولو كان سعيد تقي الدين بيننا لشاهد البغل صوتا وصورة بل وقرا له بالصحف والمواقع.
ولكن الذي كان سيحزن الفيلسوف اللبناني، هو ان يشاهد هذا البغل كيف يسحب خلفه الكثيرين، من الذين اصبحت الوطنية مجرد احقاد بنظرهم، والمواطنة ان ينتمي كل شخص الى فراغ ما نكاية بحالة ما.
مما اخبرني به الياس الناكوزي، عن رجالات لبنان، وهي قصة سمعها بأحد اجتماعات اركان الجبهة اللبنانية، والقصة كان يرويها بيار الجميل، بحضور كميل شمعون، ويقول الشيخ بيار الجميل الذي هو خصم كمال جنبلاط، ان صديقه الصحفي المصري اخبره عن ما دار بين كمال جنبلاط والرئيس انور السادات، في مزرعة الرئيس انور السادات، حيث ابلغ كمال جنبلاط انور السادات بانه محمل برسالة من العميد ريمون اده لفخامته، فما كان من الرئيس انور السادات، الا قال وهو يستلم الرسالة، انتم لسه ما رقيتموه للعميد” اذا بالراحل الكبير كمال جنبلاط ينهض من مكانه ويقول للرئيس السادات، “سيد الرئيس اذا سمح فضلك، انا ما بقبل تحكي عن زعيم وطني ولا حتى على أي مواطن لبناني، كما لا يحق لي ان انتقد او اتكلم عن أي زعيم في مصر الحبيبة” وانتهى الاجتماع وعاد كمال جنبلاط الى لبنان.
نعم هكذا كان الوطن وكانت المواطنة، بيار الجميل يروي حديث بقمة الوطنية عن خصمه الزعيم كمال جنبلاط، وكمال جنبلاط يتصرف بقمة الوطنية بحضور الرئيس المصري.
هكذا رواها لي الياس الناكوزي، وهكذا نشرت القصة بالصحف على الشكل التالي:
وعندما التقى السادات في الاسكندرية، شرح جنبلاط الموقف في لبنان، وكان السادات يردّ عليه باستعلاء، فتضايق جنبلاط وقال للسادات: «بيسلّم عليك العميد ريمون ادّه»، وأبلغه رسالة ادّه. فضحك السادات وقال: «دمه خفيف والله! ده العميد لسّه عميد بسّ، ما رقيتوه لسّه؟». وهنا انتفض كمال جنبلاط الذي ضايقه هذر السادات وقال: «أنا لا أمزح، أنا عم احكي جدّ! إنت مين أذَنَك تصنّف الزعماء في لبنان؟ مين سمح لك تحكي هذا عربي وهذا مش عربي؟ مين قال لك هيدا بيقبل يكون عربي؟ هذا موضوع محلّي عندنا، نحن بنعرف بعضنا». وهنا انتفض حسني مبارك واقفاً، وكان حينها نائباً للرئيس، لكن السادات عالج الأمر وقال: «اقعد يا محمد اقعد… أنا ما بأصدش كده.. إحنا بنحاول نطوق الوضع في لبنان».
المواطنة هي التي تحافظ على الكيان، اما ما قام به عماد الدين اديب، هو بقمة السفالة والابتذال والتجارة.
يجب جميعا ان نرفض كلام عماد الدين اديب، وان نطالبه بالاعتذار، ويجب ان لا نسمح لاي غريب ان يمس باي منصب رسمي او زعيم له حيثيته، فالأشخاص تتبدل، والجميع يذهب ويأتي بعدهم، لكن الوطن ان ذهب ذهبنا جميعا خلفه.
كما نطالب الدولة اللبنانية وكافة الجهات المعنية، بالمطالبة بمحاسبة عماد الدين اديب، كما نطالب الحكومة المصرية بتوبيخه.
فحرية الراي ليست بالشتام، انما بالموضوعية والحياد.
والا ستكتب اقلامنا وحينها لن ينفع مصر الحبيبة امثال عماد الدين وغيره، لان الله امرنا،
وقوله : ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) هو فعل امر وواجب العمل به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى