كتاب الموقع

إشتراكية الأحزاب الصهيونية (1)

الدكتور علي عز الدين | كاتب وباحث سياسي

منذ ما قبل قيام الكيان العبري على الأراضي العربية الفلسطينية
وقيام الأحزاب اليهودية على الأراضي المُغتصَبة،وبالعودة إلى بدايات القرن الثامن عشر وتحديدا ً إلى أحد دعاة الإصلاحية الدينية الذي عمد الى تحويل النصوص العبرية القديمة من صلوات و مواعظ الى اللغة الألمانية حيث كان يعيش في ألمانيا وهو 🙁 ابراهام جايزر،1830 _1874).
عمد الى التألمُن والإستغناء عن العبرية والتقليل منها،حتى بلغَ به المقام الى تبديل يوم الراحة الى الأحد بديلاً عن يوم السبت،دعت حركته الى التحرر والإنعتاق والإنصهار التام في الحياة الأوروبية.

كانت الغاية الظاهرة من هذه الحركة أنها تُريد تقويض الدين اليهودي والثورة على تعاليم هذه الأفكار وتاريخها،أمّا الهدف من هذه الظاهرة كما سَيَتبين معنا في هذه السطور المُقبِلة.

إنّ الهدف الرئيسي كان إيقاظ الروح في الجماعات اليهودية المنتشرة في أنحاء العالم للدفاع عن موروثاتهم ومَنْعِها من التحريف والإستغلال و دَفعْ هذه الجماعات للبحث ولتجديد المعتقدات واللغة العبرية لإعادة بناء فكرة التجمع اليهودي والبدء بالتفكير بسرقة أرض لبناء الدولة المزعومة…
ولإنّ اليهود كجماعات جشعة مُحبة للمال وكانت تسيطر على مُجمّعات الرِبا والعصابات المُنظمة،الدعارة،في أوروبا و روسيا تحديداً،إنبرى ( يهودالين جوردن)، أحد المُنادين لنظرية : كُنْ يهودياً في بيتك ورجلاً في الخارج..
إثر فشل إندماج اليهود في المجتمعات وعدم تقبلهم من الغير،وما بين « الإصلاحية الإندماجية »و «حركة التحرر الذاتي » إنبثقت حركة محبي صهيون ( hovevi zion) .
دعت هذه الحركة المحسنين اليهود للتبرع ودعم الإستيطان الذي كان وعداً بالعودة الى صهيون،التقليد الآخروي اليهودي،و بذلك يكون مُجّمع المتدينين اليهود قد عارضوا كل الأفكار العلمانية وأصرّوا أن ّ فلسطين هي مركز روحي لليهود عبر إتحادهم عام 1912 فكان إن إنطلقت أغودات إسرائيل وعمّال بولونيا اليهود التي أخذت على عاتقها محاربة تفشي العلمانية بين اليهود البولونيين وخاصة العمال منهم..
الهاسكالا :هي حركة فكرية متقدمة آزاء الآراء التقليدية والتصورات الغير عقلانية حول طبيعة التاريخ اليهودي و دعت الى الموازاة مع الوضع الإجتماعي السائد والأحداث التاريخية الآتية كمقدمة للإندماج و مواكبة الفكر العام،برز موسى مندلسن كمستنير يهودي أوروبي وسعى الى إبراز الحقيقة للدين اليهودي عبر تجريدها من الخرافات كما إعتقد وقتها ومنها نظريته القائلة: إن التصورات الخاطئة والبعيدة عن المنطق متعارضة مع نور العقل واتجه نحو عقلنة هذه الموروثات معتبراً أن وجود الله وعنايته الإلهية والاعتراف بهم يؤدي الى خلود النفس.
إعتبار اليهودية عقيدة دينية في الصميم لا يشوبها اي عنصر قومي او سياسي دافيد فريدلاندر،أحد تلاميذ مندلسن،معتبراً أن اليهود ليسوا أمّة او قومية داعياً الى الاندماج في مجتمعاتهم ،لإنهم طائفة دينية وعمّم التصور العالمي الجامع لليهود بأنّ اليهودية دين والقومية تشويه متعمّد وخاطىء لغايات الله.

مع ضرورة إبعاد اليهود عن اوروبا وجمعهم في مكان واحد لتخفيف ضررهم على الاوروبيين ،والحد من الموبقات المنتشرة عبرهم،كانت الضرورة تقاضي بإيجاد حوافز لهم ليبحثوا بتجديد لغتهم ،ولينطلقوا بالتجمع والهجرة الى اراضٍ بعيدة للتخلص منهم،وكان إذ تم استغلالهم سياسيا كما سنرى لاحقاً،والأرض الموعودة،والبلاد الممتدة من النهر الى البحر كانت اكبر كذبة تعرضوا لها عبر تاريخهم من الإستعمار آنذاك.

مزراحي : او المركز الروحي وهي أرض إسرائيل حيث سيجتمع اليهود على اساس التوراة،وأرض إسرائيل لشعب إسرائيل حسب الشريعة التابعة لإسرائيل،و لإن اعتقادهم أن ّ اليهودية دين،يستحيل على اليهودي أن يبقى يهودياً إلاّ إذا اعتنق الفكرة اليهودية،و مزراحي كان اول حزب مُشكّل على الاراضي الفلسطينية المحتلة.

من هنا،ومن هذا المنطلق تكون الحركات المتشددة قد تصالحت مع فكرة الدولة الصهيونية وتم إختيار ارض فلسطين لإعتبارات كثيرة ( سنذكرها بالتفصيل في الاقسام القادمة)،إختاروا فلسطين عوضاً عن أوغندا او الارجنتين،وذلك لإن الصهيونية كانت العنوان الأبرز للحكومة العالمية الخفية ،تدعو الى إقامة دولة يهودية في فلسطين وكأنها فرع لشركة عابرة للقارات لكن بفكر إستيطاني شيطاني لغايات التمدد في قلب العالم القديم ،في قلب الامة العربية لغايات باتت واضحة الآن..

التوراة كدستور ،نوع من انواع الثيوقراطية الدينية،والضريبة الدينية الداعية للتخلي عن كل شيء غير صهيوني والتوجه نحو الصهيونية حتى لو تم خسران بعض المراكز الثقافية والاجتماعية في بلدان العالم والإنطلاق لفكرة ( أليشوف) الآتي ليستولي على الأراضي الفلسطينية ويبني لاحقاً التروستات والتي تم الهيمنة على أعضائها معيشياً وسلوكيا بهدف منع المستوطنين من إمتلاك وسائل الإنتاج وتحقيق ثروة لعدم عودتهم الى بلادهم الاصلية،ولاحقاً تم تطوير هذه القوانين بما يعرف بجواز السفر الواحد والوحيد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى