تتنافس الشركات العلمية المصنعة للروبوتات لابتكار نماذج متطورة يمكنها تلبية العديد من الاحتياجات المختلفة، خصوصا في مجالات الطب، وغيرها من المجالات المختلفة.
ويساهم التطور الكبير والهائل في مجال الذكاء الصنعي والرقائق والميكانيك الدقيق والمعقد المدعّم بالتكنولوجيا المتطورة في زيادة سرعة تطور الروبوتات وتعدد أصنافها وأحجامها، الأمر الذي أنتج سلسلة من الروبوتات الغريبة جدا، وهذه أبرزها:
1- روبوت “ميتا بيرد”
يعتبر روبوت “MetaBird” بمثابة طائرة من دون طيار، يكاد لا يمكن تمييزه عن الطيور الحقيقية، ويعتمد على مبدأ المحاكاة الحيوية من “Bionic Bird”.
ويعتبر مبدأ المحاكاة الحيوية عبارة عن تكرار خصائص أو آليات عمل الأشياء الموجودة بالفعل في الطبيعة بنجاح ودقة.
تزن الطائرة التي تأخذ شكل الطير أقل من 10 غرامات ولا تحتوي على مراوح، مما يجعلها آمنة للمناورة، كما زودت بأجنحة مرنة مصنوعة من ألياف الكربون والبوليمرات الكريستالية السائلة، أما بالنسبة للجسم نفسه فهو مصنوع من رغوة متينة، لذلك فهو لا يتأثر بالمياه والصدمات، وزود ببطارية تساعده على التحليق لمدة 10 دقائق ويتم التحكم به من خلال جهاز الهاتف الجوال ببساطة.
2- الروبوت “بات بوت” (Bat Bot).
قام باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجامعة إلينوي في أوربانا شامبين بإعادة إنشاء آليات طيران الخفافيش الرئيسية وتضمينها في روبوت “بات بوت”.
ويزن الروبوت حوالي 93 غرامًا ويطير بأجنحة مصنوعة من غشاء سيليكوني قابل للتمدد بسهولة. يمكن للروبوت أن يغير شكل الأجنحة ويثنيها ويفكها ببساطة، كما يستطيع طي الكتفي والمرفقين والمعصمين والساقين.
وتم تضمين الكمبيوتر وأجهزة الاستشعار في رأس “بات بوت”، وتوجد خمسة محركات دقيقة على طول العمود الفقري. تؤمن له القدرة على تقليد الثديات الطائرة بشكل جيد من خلال التحكم به بجهاز خاص.
يقترح الباحثون أنه بفضل الأجنحة المرنة، فإن الخفافيش الآلية أكثر كفاءة في استخدام الطاقة من الروبوتات الطائرة الأخرى. فهي خفيفة الوزن ورشيقة، تعتبر هذه الروبوتات مفيدة حيث يمكن أن تصطدم المروحيات رباعية المراوح التقليدية بالأشياء أو الأشخاص مسببة الضرر أو الإصابة، كما هو الحال في مواقع البناء.
3- روبوت السلمندر “بلوروبوت”
يمكن لروبوت “Pleurobot”، الذي أنشأه باحثون في المدرسة الفيدرالية للفنون التطبيقية في لوزان (EPFL)، المشي على الأرض والسباحة تحت الماء والتنقل بين الاثنين بنجاح مماثل للكائن البرمائي السلمندر. ولتطوير الروبوت، استخدم العلماء الأشعة السينية للسمندر ودرسوا كيفية عمل هيكله العظمي أثناء الحركة.
ويؤمن مركز الثقل المنخفض، والذي يسمح للإنسان الآلي بالتحرك على أرض وعرة دون أن يفقد التوازن، القدرة على السباحة أيضا كما يمكن أن تجعله أداة مفيدة لعمليات البحث والإنقاذ.
ويخطط الباحثون أيضًا لدراسة التفاعل بين الحبل الشوكي والجسم والبيئة. وفقًا لقائد المشروع، أوليك أيسبرت، فإن فهم أساس هذا التفاعل سيساعد في تطوير علاجات وأجهزة تعويضية للأعصاب للمصابين بشلل نصفي وبتر.
4- الروبوت الثعبان المائي “إيلوم”
يسمح الجسم الذي يشبه الثعبان للروبوت بالتحرك بفعالية ليس فقط على الأرض، ولكن أيضًا في الماء.
واستعارت شركة الروبوتات النرويجية لقب “Eelume” بهدف تصميم روبوت ذاتي الحركة ومستقل. حيث منحه جسمه النحيف والمرن القدرة على العمل في الأماكن الضيقة حيث لا تستطيع المركبات التقليدية تحت الماء الدخول فيها.
ويعتبر الروبوت الثعبان “Eelume” مناسبًا لعمليات التفتيش والإصلاحات الخفيفة للهياكل تحت الماء مثل مزارع الرياح البحرية ومزارع الأسماك ومنشآت النفط والغاز وخطوط الأنابيب. يتكون الجهاز من وحدات يمكن أن تكون مترابطة في مجموعات مختلفة حسب المهمة. ويتم شحن الروبوت من محطة الإرساء الموجودة في قاع البحر بحيث يمكن أن يظل تحت الماء باستمرار ولا يعتمد على الأحوال الجوية.
5- روبوت الصرصور “CRAM”
طور باحثون في جامعة كاليفورنيا “بيركلي”، نموذجا أوليا لروبوت “CRAM” يشبه الصرصور. واستوحى العلماء تصميم الروبوت من الطريقة الفريدة لحركة الحشرات ومناعتها من التلف.
ويحتوي الروبوت على هيكل خارجي مكون من ألواح قوية وغطاء ناعم يسمح له بتغيير الشكل والتكيف مع الفجوات الضيقة جدًا. يمكن لمثل هذا الروبوت أن يساعد في البحث عن الأشخاص وإنقاذهم تحت الأنقاض التي تشكلت نتيجة الأعاصير والزلازل والانفجارات.
6- روبوتات الحيوانات الأليفة
تعمل هذه الروبوتات على مبدأ التواصل التفاعلي بين الإنسان والروبوت بهدف تحسين نوعية حياة كبار السن مثل الروبوت ” AIBO” من شركة سوني.
ومن الأمثلة على ذلك أيضا روبوت الكلب (Robodog) المنتج من قبل شركة “Tombot”. ويشبه هذا الروبوت تقريبًا جروا من نوع لابرادور حقيقي، وبحسب المطورين، يجب أن يحل مشكلة كبار السن الذين يحتاجون إلى صديق، لكنهم غير قادرين على رعاية كلب حي.
واستلهم مؤسس الشركة هذه الفكرة من والدته التي عانت من مرض ألزهايمر ولم تعد قادرة على الاهتمام بكلبها الذي كانت مرتبطة به بشدة. أصبح الكلب عدوانيا تجاه أمه، مما أدى إلى تفاقم اكتئاب المرأة وشعورها بالوحدة.
يمكن للروبوتات المرافقة أن تحل مشكلة الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية لدى كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقات الإدراكية، كجزء من دراسة مولتها شركة التأمين الأمريكية.
7- الروبوت العلاجي “PARO”
يعتبر “PARO” من أهم الروبوتات العلاجية المصاحبة للإنسان والذي طوره الدكتور تاكانوري شيباتا، من المعهد الوطني الياباني للعلوم الصناعية والتكنولوجيا المتقدمة.
ويشبه الروبوت لعبة للأطفال، إلا أنه يحتوي على مستشعرات الصوت والضوء ودرجة الحرارة والموضع وأجهزة الاستشعار واللمس. يستطيع “PARO” تحريك ذيله وزعانفه، وفتح عينيه عند مداعبته، وتقليد أصوات صغير فقمة حقيقية. ويتفاعل مع الكلمات التي يستخدمها صاحبها بشكل متكرر ويمكنه التعبير عن المشاعر مثل المفاجأة والسعادة والغضب، بحسب موقع “trends”.
ويعتبر التواصل مع الروبوت “PARO” له نفس تأثير العلاج الذي تقدمه الحيوانات الحقيقية. حيث أظهر المرضى تحسنا في العوامل النفسية والفسيولوجية، فضلا عن النشاط الاجتماعي