تحليلات و ابحاثكتاب الموقع

كتب عمر معربوني | تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي – اليوم 21

خاص موقع العهد الإخباري

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية

مواضيع العرض: جبهة كييف ـ الجبهة الجنوبية ، معركة غرب الدينبر

دخلت العملية الروسية يومها الـ 21 مع تغيير لافت في نمط تقدم الوحدات الروسية بات يعتمد بشكل كبير على المناورة وتغيير اتجاهات التقدم، وهو أمر حصل البارحة في جبهة كييف، وحصل اليوم في الجبهة الجنوبية غرب نهر الدينبر.

البارحة كنا قد قدّمنا شرحاً للمناورة التي نفذتها الوحدات الروسية في منطقة جنوب غرب العاصمة كييف، حيث بدأت الوحدات الروسية تضغط على القوات الأوكرانية بهدف السيطرة على تقاطع كالينيفكا وهو تقاطع تؤدي السيطرة عليه الى قطع الإمدادات الرئيسية لجبهة العاصمة كييف من الغرب وتحديداً من قطاع مدينة زيتومير التي تبعد عن تقاطع كالينيفكا حوالي 70 كلم وهو يُعتبر خط إمداد متوسط وسريع.

الهدف المباشر من سيطرة القوات الروسية على تقاطع كالينيفكا هو قطع خط الإمداد، وتشديد الإطباق على عمليات الإمداد من الغرب باتجاه العاصمة حيث ستضطر القوات الأوكرانية الى اعتماد طرق بديلة اقصرها سيكون بطول 120 كلم ولا يمتاز بسرعة الحركة التي تتم حالياً عبر الطريق السريع بين كييف وزيتومير.

تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي – اليوم 21

جبهة الجنوب ـ معركة غرب الدينبر

حتى البارحة كان خط تقدم الوحدات الروسية يتجه نحو المحطة النووية يوزنوكرانسك شمال غرب مدينة نوفا اوديسا لتبدأ الوحدات الروسية وبشكل مفاجىء عملية إعادة تموضع دون قتال نحو جنوب مدينة نوفا اوديسا.
لا توجد أي معلومات دقيقة حول عملية إعادة التموضع الروسية سوى تفسير واحد يرتبط بتقدم الوحدات الروسية الى الشمال الشرقي والسيطرة على مدينة نوفورونتسوفكا وتقدم موازٍ الى مدينة ارخانغيلسكي وهو تقدم يرتبط بمهمتين لاحقتين:

1ـ الوصول الى مدينة كريفيه ريه باتجاه الشمال الغربي والتي تبعد عن نقطة التموضع الحالي للوحدات الروسية 50 كلم، مع الإشارة الى ان هذا التقدم المفاجىء اجبر القوات الأوكرانية على سحب جزء من قواتها في منطقة المحطة النووية لتنظيم الدفاع عن مدينة كريفييه ريه، وهنا قد نكون امام مناورة روسية هدفها المباشر تشتيت جهد القوات الأوكرانية ومن ثم الاندفاع مجدداً نحو المحطة النووية من اتجاه مدينة نوفا اوديسا شمال غرب مدينة ميكولاييف.

2ـ ربط مدينة كريفييه ريه لاحقاً بمدينة زابوروجيا شرق نهر الدينبر وتوسيع نطاق السيطرة وتثبيت قاعدة ارتكاز واسعة وتكليف وحدات المهمات اللاحقة بإنجاز مهمة التفتيش والتطهير لإعلانها منطقة سيطرة نظيفة.

من الواضح ان الوحدات الروسية بدأت منذ البارحة بتنفيذ مهامها بانماط مختلفة تعتمد على المناورة بالقوات لوضع القوات الأوكرانية بوضعية الحركة واخراجها من التحصينات لتسهيل استهدافها من قبل سلاحي الجو والمدفعية، إضافة الى ما تم شرحه سابقاً بما يرتبط بتصريح الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف حول احتمال البدء بمرحلة السيطرة على مدن كبرى وهو ما ينطبق على مدينتي زابوروجيا وكريفييه ريه.

في الختام لا بد من الإشارة الى ان الوحدات الروسية بدأت مرحلة إنهاك للقوات الأوكرانية من خلال إجبارها على التحرك الدائم، ومنعها من التموضع في خطوط دفاع منتظمة، وإدخالها في المعركة التصادمية حيث تتفوق الوحدات الروسية بقوة الصدم بسبب عدد الدبابات ونوعيتها مقابل الدبابات الأوكرانية، لكن هذا النمط فيه مخاطر كبيرة على الوحدات الروسية بسبب اعتماد القوات الأوكرانية نمط المفارز الصغيرة المسلحة باعداد كبيرة من مضادات الدروع المحمولة على الكتف، والتي يتم تزويد القوات الأوكرانية باعداد متزايدة منها من الولايات المتحدة الأميركية وبلدان أوروبية مختلفة.

 

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى