كتاب الموقع

كتب عمر معربوني | روسيا تحطّمُ هيبةَ الأسلحةِ الغربية

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية

خاص : موقع الأفضل نيوز

مع بدء العملية العسكرية كان الجيش الأوكراني يمتلك عتاداً غالبيته من الحقبة السوفياتية ويُصنّف عسكرياً بغالبيته من عتاد الجيلين الثاني والثالث في كل صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وإعلان أوكرانيا دولة مستقلة خضع الجيش للعديد من مراحل التطوير سواء في بنيته الهيكلية  أو بما يرتبط بالأسلحة التي تمّت عملية تطوير لها وخصوصاً سلاح البر والجو بحيث يمكن القول أن غالبية عتاد البر والجو أصبح من سلسلة عائلات الجيل الثالث المحسّن القريب من عائلة أسلحة الجيل الرابع، وقد شمل التطوير أيضاً العديد من قطاعات الحرب الإلكترونية بالاعتماد على البنية التحتية من زمن الاتحاد السوفياتي وما تمّ التعاقد عليه مع أميركا ودول أوروبية مختلفة.

وحتى لا نتوسع كثيراً بما يرتبط بتفاصيل الجيش الأوكراني أكتفي بعرض العناوين الرئيسية لتسليح الجيش الأوكراني مع بداية العملية العسكرية الروسية لننتقل بعدها إلى مقاربة ما بعد العملية والنتائج الكارثية التي لحقت بأسلحة الجيش الأوكراني من الحقبة السوفياتية وما تمّ تصديره فيما بعد من أسلحة غربية إلى أوكرانيا، علماً بأني اعتمدت على أرقام أوكرانية في الإشارة إلى تسليح وعديد الجيش الأوكراني.

يبلغ عدد سكان أوكرانيا 43.7 مليون نسمة، بينهم 22.3 مليون نسمة قوة بشرية متاحة في حين يصل عدد أفراد الجيش الأوكراني إلى 500 ألف جندي بينهم 200 ألف جندي قوات عاملة، و 250 ألف جندي في قوات الاحتياط، و50 ألف قوات شبه عسكرية دون أن نحسب حساب الأعداد التي يمكن أن تنشأ عن مختلف مراحل التعبئة سواء الجزئية أو العامة.

من حيث القوة الجوية، يمتلك الجيش الأوكراني 318 طائرة حربية فقط، بينها 69 مقاتلة، و29 طائرة هجومية، و32 طائرة شحن عسكري، إضافة إلى 71 طائرة تدريب، و112 مروحية عسكرية منها 34 مروحية هجومية في تأخر كبير وواضح عن نظيره الروسي في هذا الجانب.

ولدى الجيش الأوكراني أكثر من 2596 دبابة و 12303 عربة مدرّعة و1067 مدفعًا ذاتي الحركة وأكثر من 2040 مدفعًا ميدانيًا، إضافة إلى 490 راجمة صواريخ.

وعلى صعيد القوة البحرية، يضمّ الأسطول البحري الأوكراني 38 قطعة بحرية فقط في تأخر كبير أيضًا في هذا الجانب عن نظيره الروسي.

وتبلغ ميزانية الدفاع ومعدل الإنفاق السنوي للجيش الأوكراني 11.8 مليار دولار أمريكي.

بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية بشهور قليلة بدأت القوات الأوكرانية تعاني بشكل كبير من نقصٍ حادٍ في العتاد بمختلف الأسلحة البرية والجوية مع الإشارة إلى أن كامل قطع سلاح البحرية الأوكرانية قد تمّ تدميرها وإخراجها من الخدمة.

وبسببِ النقصِ الكبيرِ بالعتاد والأسلحة بدأت عمليات توريد واسعة سواء من الأسلحة السوفياتية في جيوش دول أوروبا الشرقية أو بما يرتبط بالأسلحة القادمة من الغرب وهذا ما يفسر الأرقام الروسية المعلنة عن خسائر الجيش الأوكراني التي تتجاوز الأرقام الأوكرانية في الطائرات والحوامات والدبابات وغيرها من الأسلحة التي كانت بحوزة الجيش الأوكراني.

واقعياً يمكن الجزم بأن أكثر من ثلثي أسطول الدبابات والمدرعات الأوكرانية وكذلك المدفعية والراجمات من الحقبة السوفياتية قد تمّ تدميرها إضافة الى أكثر من 70% من مجموع الطائرات التي كانت لدى أوكرانيا وتلك التي أرسلتها دول أوروبا الشرقية.

بما يرتبط بالأسلحة الغربية سأخصّص مقالاً واسعاً للتفصيل في طبيعة الأسلحة وخصائصها وكيف تمّ تدميرها على غرار ما حصل للأسلحة التي كانت موجودة في الجيش الأوكراني.

لكن وعلى عجالة لا بدّ من الإشارة إلى تحطيم هيبة الدبابات والعربات الغربية والتي طالت في المرحلة الأولى دبابات ليوبارد الألمانية وعربات برادلي الأميركية حيث تم تقريباً تدمير معظم دبابات ليوبارد وكذلك عربات برادلي بشكل خاص.

إضافة إلى الدبابات والعربات فمن المؤكّد أيضاً أن أغلب راجمات هايمارس الأميركية والمدافع ذاتية الحركة والمقطورة من الطرازات الأميركية والغربية قد تمّ إخراجها من الخدمة لدرجة أن أطقم الدبابات الغربية من الجنود الأوكرانيين باتوا يتركونها ويهربون من المواجهة بعد إصابة الدبابة الأولى من أي رتل متقدم وهذا ما تمَّ تصويره في الميدان من قِبل الجيش الروسي لحطام الدبابات والعربات.

إن ما تمَّ تحطيمُه في مسرح عمليات المعركة ليس مجرد حديد تحوّل إلى خردة بل تمَّ تحطيم هيبة السلاح الغربي الذي تمَّ الترويج له منذ عقود طويلة على أنّه السلاح الذي لا يُقهر وهو ما سيكون له تداعيات على نِسب بيع الأسلحة الغربية إلى دول العالم التي بات معظمها يتّجه نحو روسيا لشراء السلاح الذي أثبت موثوقية عالية وخصوصاً في الميدان وليس المعارض وميادين التجارب.

ختاماً: إن ما لحِق من هزيمة بدبابات ليوبارد الألمانية سيلحق بالتأكيد بدبابات تشالنجر وأبرامز الأميركية التي لا تزيد في مواصفاتها عن مواصفات مثيلاتها من الدبابات السوفياتية التي كانت بحوزة الجيش الأوكراني.

رابط المقالة من المصدر

https://alafdalnews.com//details.php?id=ODAzOTI=

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى