حرب غزة الرمضانية نقطة تحول كبرى
الدكتور علي حكمت شعيب | استاذ جامعي
لقد تجلت العزة والثبات على المبادئ والإخلاص في التضحية والقوة في الإرادة والعزم على النصر قيماً سامية متجسّدة على أرض الواقع في الحرب الحالية التي يشنها المقاومون في غزة على اختلاف فصائلهم، والتي بدأت في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، رداً على الجرائم الصهيونية المتمادية في كل من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
ولعل ما يجعل هذه الحرب تشكل نقطة تحول كبرى في مسار الصراع مع العدو الصيوني وسيدته أمريكا هو تلك التداعيات المحققة والمرتقبة لها والتي يمكن تلخيص أبرزها بالآتي:
١- إحياء روح الأمل في الأمة من أن النصر على الصهاينة قريب، بعدما كانت قد خبت جراء خذلان المتخاذلين واستسلام وتذلل المتآمرين من حكامها، الذين رضوا بأن يكونوا عبيداً لدى الأمريكي والصهيوني بغية تحقيق رغبتهم في السلطة واستدامتها.
٢- إثبات عقم خيارات الذل والاستسلام والتطبيع والتوسل إلى العدو الصهيوني من أجل استرجاع الأرض والمقدسات وحفظ السيادة والكرامات.
٣- تثبيت صدقية وفعالية خيار المقاومة العسكرية في سبيل ردع العدو وقهره واسترجاع الحقوق المغتصبة وحفظ الكرامة المستلبة وصيانة السيادة وحماية الأرض والعرض والشرف.
٤- إحباط خطط الفتنة البريطانية الأمريكية الممولة خليجياً والمؤدلجة وهابياً التي دأبوا على تنفيذها في المنطقة إمعاناً في إرباك الأمة وتفرقة كلمة المسلمين فيها وتشتيت وحدتهم لحرفهم عن قضيتهم الأساسية في تحرير القدس الشريف والوطن الفلسطيني العزيز.
٥- إظهار اقتدار محور المقاومة لتكون كلمته هي العليا في المنطقة، بعدما أكّدت الوقائع قوته ومنعته وقدرته على تحقيق ما يعد به من نصر وعزة وكرامة لهذه الأمة.
٦- إضعاف النفوذ الأمريكي في المنطقة القائم على التخويف من الآلة الحربية العسكرية والتكنولوجية الأمريكية الفتاكة التي يبطش بها الصهيوني شرطي أمريكا في المنطقة، وذلك بعدما ظهرت آلة مثيلة لها بأيدي محور المقاومة تعادلها وتفوقها فتردعها.
٧- إحداث ما يشبه بالصدمة القارعة في وعي الصهاينة أن المستقبل لديهم قاتم وضبابي.
فمشروعهم يتهاوى وكيانهم الغاصب يتصدع وحصونهم وقببهم لن تمنعهم من بأس المقاومين.
الأمر الذي سيضعف عزيمتهم ويوهن إرادتهم في الحروب المقبلة التي ستكون من اليوم فصاعداً هيّنة على المقاومين، وشعارها لا مكان لشذاذ الآفاق في فلسطين وعليهم الهجرة.