سورية والدفاع من خلف الأسوار .
العميد الركن ناجي الزعبي | باحث أردني في الشؤون السياسية والعسكرية
لااعتقد ان هناك عقلا ” تحليليا جدليا” لم يهتدي للآن لكنه وجوهر المؤامرة والعدوان على سورية وجوهر الصراع ولم يتساءل لماذا استعصت سورية على المؤامرة والعدوان الاميركي الأطلسي الصهيوني التركي والرجعي العربي ، في الوقت الذي سقط به حكاماً عرب بمنتهى السهولة .
هذا السؤال برسم الاجابة ومقدمة لموضوعنا؟
لقد اجاب الرئيس الأسد بمقابلته الأعلامية الأخيرة وفسر للجميع لماذا كانت المؤامرة بتأكيده على الثوابت السورية وهي وحدة التراب السوري ، والتصميم على تحرير سورية من اي غزو اجنبي ، وعلى استقلال الأرادة والقرار السيادي السياسي والاقتصادي ، ودعم المقاومة وتحرير كامل التراب الفلسطيني ، وعلى تحالفاته الأستراتيجية مع ايران وروسيا ، والقرارا الواحد المشترك لمحور المقاومة ، والتنوع السوري العرقي والأثني تحت سقف المواطنة السورية المتساوية .
الموقع الجيوسياسي :
فرض موقع سورية الجيوسياسي في الوطن العربي والعالم ، وخياراتها وانحيازاتها لمبادئها وأيديولوجية القيادة والحكم والحزب القائد وجبهته الوطنية ، ودعمها واحتوائها للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وبنيتها الاجتماعية وبناء قواتها المسلحة العسكري والايدولوجي ، واستقلالها الوطني وامتلاكها لسيادتها وقرارها وإرادتها السياسية واستقلالها الاقتصادي فرض كل هذا عليها استحقاقات باهظة الاكلاف الامنية والعسكرية ، والاقتصادية والسياسية ، والاجتماعية ، ففي الوقت الذي يدّعي به العدو الصهيوني انه يعيش في جزيرة معزولة ومحيط معادي ، نجد ان العكس هو الصحيح ، فسورية هي التي تعيش في جزيرة معزولة ووسط ومحيط عربي وإقليمي معادي ، بينما يحظى العدو الصهيوني بمحيط عربي رسمي داعم منخرط بمشروعها ، من الحكام العرب والأنظمة الرسمية ، وليس هناك دليل يقطع بهذه الحقيقة كالعدوان الصهيو اميركي التركي الأطلسي والرجعي العربي عليها .
وقد اتخذت الجامعة العربية على سبيل المثال قراراً في بداية العدوان باقصاء سورية من عضويتها بقرار وإملاء صهيو اميركي لإزالة الخارطة السورية الجيوسياسية ، وعانت سورية من تدفق الارهابيين والأسلحة والمعدات والذخائر واجهزة التجسس والتنصت والاتصالات ومليارات الدولارات من تركيا والعراق ولبنان ، فماذا لو ازلنا سورية عن الخارطة الجيو سياسية ؟ على ماذا كنا سنحصل ؟
بدون شك وبعد تفكيك دول الطوق مصر بكامب ديفيد ، ومنظمة التحرير بأوسلو والاردن بوادي عربة ، وإخراج العراق من العمق العربي الاستراتيجي ، وإخراج الجيش السوري من لبنان اثر اغتيال الحريري كنا سنحصل على لون سياسي واحد وخارطة جيو سياسية واحدة وهي العدو الصهيوني والحكام العرب المرتبطين عضوياً بالعدو .
اليس كذلك ؟
وستكون المقاومة اللبنانية والفلسطينية بغزة بلا عمق وبلا مستقبل ولا مشروع استراتيجي للتحرير ولصُفيت القضية الفلسطينية أو اوشكت على التصفية ، ودخل وطننا العربي والعالم في نفق الهيمنة والقطب الاميركي الأوحد والمد الصهيوني اللامتناهي.
سنتوقف امام محطات مفصلية ومنعطفات تاريخية جابهتها سورية لنخلص لماهية وكنه وجوهر صراعها ومعركتها التي تخوضها.
حرب تشرين :
خاضت سورية في ال ٧٣ معركتها مع العدو الصهيوني بخطة مشتركة مع مصر والسادات وكلنا يذكر اقتحام خط بارليف والنصر المصري المدوي ، وكان العدو الصهيوني قد اضطر لتكريس جهده العسكري على جبهة سينا والجبهة السورية ولذا قدرت القيادة السورية حجم القوة المعادية وخصصت لها الجهد العسكري المطلوب وفقاً للمعايير العسكرية .
وقد كنت احد الضباط المشاركين وكنت اول من دخل الجبهة السورية بمهمة عسكرية كانت سورية قد استعدّت للمعركة فمتنت جبهتها الداخلية واعدتها اعداداً نفسياً وتعبوياً وعقائدياً واقتصادياً وامنياً واعدت قواتها المسلحة اعداداً محكماً وسلحتها باحدث الاسلحة ومنظومات الدفاع الجوي والطائرات والدبابات والمدفعية واعدت التحصينات المتطورة لدرجة كنت اشاهد فيه جبالاً شاهقة تحوي فرقاً عسكرية بباطنها وقد خاضت المعركة وحققت انتصارات وشارفت قواتها على بحيرة طبريا ونتذكر ايضاً المفاجأة الاستراتيجية الامنية على الجبهة المصرية ( اي ساعة الصفر) التي كانت مفاجأة صاعقة بحق والمفاجأة العسكرية على الجبهة السورية من حيث امتلاك سورية منظومة دفاع جوي احدثت خسائر فادحة بسلاح جو العدو.
لكن دور السادات وإيقافه للجهد العسكري على جبهة سيناء وسماحه لثغرة الدفرسوار بالتوسع مكن العدو من سحب كل قطعاته العسكرية وتكريسها على الجبهة السورية مما احدث خللًا وتفوقاً صهيونياً بموازين القوى وخسرت سورية ٢٥٠٠ دبابة خلال ٤٨ ساعة ساعة عوضها الاتحاد السوفيتي مباشرة في حينه.
كما ان التبليغ عن ساعة صفر الهجوم التي نقلت لغولدامائير كانت ايضاً مع درس السادات رداً عملياً على من يتهم سورية انها لم تطلق طلقة في الجولان منذ ال 73 وقد عملت منذ ذلك التاريخ على بناء مشروع مقاوم يتفادى اشعال المحيط المعادي .
وكان هذا نموذجاً للأثمان والأكلاف التي دفعتها سورية ونموذجاً لعزلتها – المبدئية – ودرساً عالجته لاحقاً بتطوير تسلحها وابتكار عقائد ومعايير عسكرية وخوض المعركة التكتيكية عبر أذرع المقاومة الفلسطينية واللبنانية .
لقد كان درس السادات باهظ الثمن وكانت خسائر الجيش السوري بالدبابات سبباً في احداث النقلة النوعية في الاعتماد على سلاح الصواريخ البالستية وتطوير الاعتماد على منظومات الدفاع الجوي التي استهدفتها ما سمي ” بالثورة السورية ” في بواكير المؤامرة لإباحة سماء سورية لسلاح جو العدو ، واستهدف خبراء الصواريخ والتسلح .
ان الاعتماد على الصواريخ البالستية الذي أضيفت اليه مؤخراً الطائرات المسيرة والحرب الإلكترونية ” السايبر ” اختزل كلف التسلح بالدروع ومدفعية الميدان وسلاح الجو والخسائر البشرية والهابطين والمتسللين والكمائن ، مكن الجيش السوري والمقاومة من الوصول لأي هدف تريده بعمق العدو عملية ” أرامكو ” نموذجا.
كما اعتمدت سورية على عقد تحالفات استراتيجية استثمرتها لاحقاً واستطاعت عبرها ان تحقق ما حققته من انتصارات ، وان تحمي ترابها الوطني والإقليم والعالم .
فقد عقدت تحالفاً مع ايران وثبت ان هذا التحالف كان عمقاً استراتيجياً بالغ الأهمية قطف ثماره الشعب السوري والإيراني .
كما استمرت علاقاتها مع الاتحاد السوفيتي والصين وكوريا الديمقراطية وفنزويلا وكوبا وحسنت علاقاتها مع تركيا ومعظم دول العالم وهو ما مكنها من استخدام أوراق هذه التحالفات في معركة الصمود .
العدوان الصهيوني على لبنان بال ٢٠٠٦:
لعب الكيان الصهيوني الفاشي العنصري المصطنع دور راس حربة مشروع الهيمنة الامبريالية ومعسكره المتقدم طيلة سنوات احتلاله للأرض العربية الفلسطينية .
وكان لتفوقه وميل ميزان القوى العسكري لصالحه الدور الحاسم في انجازه لمعظم الأدوار والمهام والواجبات التي أوكلت له .
وقد ساهمت اتفاقية كامب ديفيد بتفكيك دول الطوق العربي التي كانت تهدد وجوده ودوره بإخراج مصر من عمقها العربي تلتها اتفاقية أوسلو التي استطاعت ان تخلق سلطة أوسلو كاستنساخ لانظمة التبعية التي فرضتها اتفاقية سايكس بيكو ثم تلتها اتفاقية وادي عربة التي وقعت بتاريخ 26/10/ 1994والتي كبلت الاردن وأخرجته ايضاً من دول الطوق
والتي نصت في مادتها السابعة على ما يلي :
( المادة السابعة – العلاقات الاقتصادية:
1. انطلاقاً من النظر إلى التنمية الاقتصادية والرفاهية باعتبارهما دعامتين للسلام والأمن والعلاقات المنسجمة في ما بين الدول والشعوب والأفراد من بني البشر، فإن الطرفين -في ضوء أوجه التفاهم التي تم التوصل إليها- يؤكدان على رغبتيهما المتبادلتين في ترويج التعاون الاقتصادي ليس بينهما وحسب ، وفي ضمن الإطار الأوسع للتعاون الاقتصادي الإقليمي كذلك.
لتحقيق هذا الهدف يتفق الطرفان على ما يلي:
– إزالة كافة أوجه التمييز التي تعتبر حواجز ضد تحقيق علاقات اقتصادية طبيعية، وإنهاء المقاطعات الاقتصادية الموجهة ضد الطرف الآخر، والتعاون في مجال إنهاء المقاطعات الاقتصادية المقامة ضد أحدهما من قبل أطراف ثالثة .
ثم استمرت المساعي الاميركية للإجهاز على كل المخاطر التي تجابه العدو الصهيوني وقامت بغزوها الهمجي البربري للعراق وأخرجته من العمق العربي .
وقامت بعدوانها على لبنان لتجهز على المقاومة بعد تدبير اغتيال الحريري قبل الغزو ونسب تهمة الاغتيال للمقاومة اللبنانية وسورية واستطاعت بذلك اخراج الجيش السوري من لبنان لكن مشروعها انكسر بعد نصر المقاومة في ال 2006 واصبح هذا التاريخ مفترقاً ومنعطفاً تاريخياً ولم تعد اميركا قادرة على تفكيك الوطن العربي وصناعة ” شرق اوسط جديد ” كما بشرت بذلك وزيرة خارجية اميركا آنذاك كوندليزا رايس .
لقد مهدت هزيمة العدو الصهيوني في ال ٢٠٠٦ لصمود غزة وحالت المقاومة الفلسطينية دون اجتياح غزة .
العدوان الاميركي الصهيوني التركي والرجعي العربي
في مطلع الثمانينات اجرت جامعة هارفرد تجربة لدراسة قدرة الأنسان على التعامل مع المعلومات والأعلام فاقاموا مباراة لكرة السلة وطلبوا من الحضور مراقبة الفريق الأبيض واحصاء عدد المرات التي مرر بها الفريق الطابة لبعضه البعض , وفي الأثناء ادخلوا للقاعة غوريلا لمدة ثوان , وسألوا الحضور عما شاهدوه اثناء المباراة واكتشفوا ان معظم الحضر لم يلحظوا دخول الغوريلا !
واستنتجوا ان الأنسان عندما يركز على نوع من المعلومات يضخها الأعلام بكثافة سيفقد الأهتمام بالباقي والتنبه للأمور الأخرى ، هذا ما جرى بال2011 كانت المباراة هي ما سمي ثورة درع والغوريلا هو العدوان الأميركي بالذراع الأرهابي.
اختارت اميركا ان تقوم بعدوانها على سورية الداعم الاول للمقاومة لإجبارها على التخلي عن المقاومة اللبنانية والفلسطينية وادخالها بحظيرة التبعية والأرتهان السياسي لها ، وكسر تحالفها الاسترتيجي مع ايران مستخدمة الارهاب الوظيفي و بث الفتنة الطائفية والمذهبية واقامة ما اطلق عليه دولة الخلافة لصبغ الكانتونات العربية المفككة بالصبغة الدينية تمهيداً لتحقيق الجغرافيا الصهيونية السياسية اي الجغرافيا بلون الطائفة بحيث تصبح الدولة الصهيونية دولة يهودية خالصة باللون والصبغة الطائفية وهذا يفسر الحديث عن الهلال الشيعي ودولة الخلافة وتقسيم العراق وسورية ولبنان.
الخلاصة
هزمت المقاومة اللبنانية العدو بال ٢٠٠٦ وقد سبق لها ان أخرجته من لبنان بال ٢٠٠٠ وغادر ايهود أولمرت لبنًان دون قيد أو شرط كما سبق لها ان أوقعت بصفوف المارينز والقوات الفرنسية اكبر خسارة لحقت بها بعد الحرب الوطنية العظمى المسماة زوراً العالمية الثانية مما اضطرها لمغادرة لبنان مدحورة منكسرة ولو قيض للعدو الانتصار بال ٢٠٠٦ لانهزمت سورية اًو اوشكت وتغير وجه المنطقة والتاريخ لكن نصرها قلب المعادلات وأفضى لفضاءات الحرية الراهنة .
ولو تساءلنا ماهي مصادر تسليح حزب الله وعناصر قوته وهو لا يملك سوى رئته الشرقية اي حدوده مع سورية لتوصلنا لحقيقة مفادها ان سورية عملت على صياغة تحالف استراتيجي معها وحاربت العدو بشكل غير مباشر وهدمت مداميك بنيانه من شمال فلسطين لجنوبه ولسمائه وسواحله ، وأثر النصر اللبناني تحقق صمود غزة المتتالي وقد حاصرت سورية ومحورها العدو الصهيوني شمالا وجنوبا وغربا وغطت سماءه بالصواريخ والمقاومة ونحن نعلم ان تسليح غزة كان سورياً إيرانياً .
الدفاع خارج الأسوار
قدمت سورية الدعم المتواصل للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية في السياق السوري المقاوم فقد كانت تجربة ال ٧٣ التي اخرجت مصر من الصراع ضد العدو الصهيوني المحتل والتي فرضت على سورية اعباءً وصعوبات عسكرية مضاعفة ماثلة للعيان لذا كانت حرب العصابات اًو حرب التحرير الشعبية غير النظامية هي البديل ، اضافة لإستراتيجية خوض المعركة وحسمها بالنقاط وليس بالضربة القاضية لتحييد المحيط المعادي. .
وقد ترتب على هذه الاستراتيجية والقرار بخوض الحرب خارج الأسوار كلف ومخاطر باهظة جمة واحتمال نقل هذه المعركة باي لحظة داخل الأسوار ، الامر الذي استعدت له سورية بالبناء العسكري والنفسي والفكري للجيش العربي السوري ولتمتين الجبهة الداخلية وبناء اقتصاد قادر على تحمل اعباء المعركة وعقد تحالفات استراتيجية إقليمية ودولية تمكن سورية من امتلاك أوراق قوةً تجابه بها محيطها المعادي والعدو الصهيوني واي اعتداء اميركي اطلسي .
واثبتت سورية انها القلعة الصامدة بوجه مشاريع التسوية المشبوهة ولم تلتحق بركب كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة .
لقد دفعت سورية اثماناً باهظة استحقاقاً لمعركتها خارج الأسوار وهو المصطلح البديل لحقيقة دعم المقاومة فقد دخلت بمواجهة عسكرية مع العدو الصهيوني واميركا في الثمانينات وعانت من حصار صهيو اميركي ورجعي عربي ومحاولات إشعال الجبهة السورية الداخلية حيث اشعل الاخوان الداخل بالعمليات الإرهابية في ١٩٨٠ ومنذ ال ٢٠١١ الان وسورية تتعرض لعدوان دولي بقيادة اميركا .
لقد اعلن السيد نصرالله في ال ٢٠١٢ عن قرارات اتخذتها سورية تندرج تحت سياسة الدفاع خارج الاسوار واكد ان سورية تقدم دعماً بالسلاح للمقاومة الفلسطينية واللبنانية وبأنها تعمل على امتلاك الصواريخ وصناعتها وبأن الرئيس بشار الاسد يذهب بلا حدود في هذا الاتجاه ، وبان سورية في كامل جهوزيتها لتحمل تبعات ومخاطر هذا الدعم وتحمل المسؤولية العسكرية والسياسية والاقتصادية وقد تجلى ذلك بال ٢٠٠٦ وال ٢٠٠٩ الان حيث كان الجيش السوري عمقاً وطرفا في كل تلك الحروب ، وكان ذلك هو ما يكمن خلف نقل القدرات السورية العسكرية نقلات متميزة.
لقد دعمت سورية المقاومة العراقية ودخلت في مواجهة مباشرة مع المعتدي الأميركي . وكان ذلك من اكبر التحديات التي تحملت سورية تبعاتها فقد كانت تعمل هدماً في جسد الامبريالية حيث التناقض الرئيسي لمشروع التحرر العربي والوقوف سداً منيعاً وقلعة حصينة في مجابهة مشروع الشرق الأوسط الجديد ونذكر بالمناسبة زيارة كولن باول وشروطه على سورية .
لقد ساهمت سورية بذلك في انحسار الهيمنة الاميركية ونهاية القطب الاميركي الأوحد إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من التحالفات والأقطاب المتعددة إن سورية هي الدولة المقاومة المركزية صاحبة المشروع النهضوي التحرري الذي اعتمد البناء السياسي والعسكري والاقتصادي والأمني وقد اعتمدت سورية ايضاً في صراعها على قاعدة التناقض الرئيسي مع الامبريالية والصهيونية ولم تعر للمعايير الطائفية والمذهبية والقطرية اي اعتبار بل ظلت تناضل وتقاوم بمرجعية قومية بصرف النظر عن الاعتبارات المذهبية فقد دعمت المقاومة العراقية السنية والشيعية والمقاومة اللبنانية الشيعية والفلسطينية السنية وفي ذلك إثبات لا يقبل التأويل على مرجعيتها القومية النضالية المقاوِمة وانه خارج سورية لا يوجد سوى حكاماً عرب مرتبطين عضوياً بالمشروع الصهيو اميركي وبزنس ومقاولات واتجار بالدم العربي لحساب منظومة النهب الدولية وتعميق لنهج كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة.
لقد اعلن السيد نصرالله بجسارة قل نظيرها ان سورية ورئيسها وجيشها وصناعاتها العسكرية وقادتها العسكريين وفي طليعتهم آصف شوكت وحسن تركماني وداود راجحة لعبوا دوراً نضالياً حاسماً في دعم المقاومة لقد كان اعلان نصرالله ملهماً لنا جميعا لنحسم خياراتنا واصطفافاتنا وفق قاعدة التناقض الرئيسي مع الامبريالية والصهيونية وسنكتشف ان سورية هي المرجعية والحاضنة التي تصون المشروع المقاوم وأنها ومحورها اول وآخر قلاع المقاومة وان العدوان عليها يستهدف اول ما يستهدف المشروع المقاوم وإلحاقه بالمركز المالي الامبريالي الذي استهدف الوحدة السورية الوطنية والجيش العربي السوري والإنجازات التي استهدفت الكادحين وبناء دولة الانتاج وإعادة انتاج الكومبرادور لإلحاق سورية بمقاولي بزنس الدم والنهب لحساب منظومة النهب الدولية .
ان مصطلح خارج الاسوار كان وصفا لمرحلة لكن الوصف الأكثر دقة هو ان سورية دولة المقاومة الاولى وأنها خاضت وتخوض معركتها داخل وخارج الأسوار وأنها استخدمت تكتيكات تخدم الاستراتيجية ونجحت وتفوقت والعالم بأسره يقطف الثمار .