كتاب الموقع

عربدة غانتس :خرس الغيارى والأم الحنون

غالب قنديل | رئيس مركز الشرق الجديد

بلغت العربدة الصهيونية لمنع نجدة لبنان في اختناقه الاقتصادي الخطير ذروة انكشافها وافتضاحها بما نقل في الصحافة ووكالات الأنباء العالمية عن إبلاغ وزير حرب العدو بني غانتس للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون تهديدا صريحا باعتراض ناقلات النفط الإيرانية وعدم السماح لها ببلوغ الشواطئ اللبنانية.

أولا طبعا لم تعلن فرنسا رفضها للتهديد الصهيوني وإصرارها على منع الاعتداء على ناقلات النفط الإيرانية من موقعها كدولة عظمى تربطها علاقات تعاون وتحالف وثيق مع الكيان الصهيوني وهي ستبذل جهودها لتوجيه النصائح بعدم “استفزاز” تل أبيب بنجدة لبنان وهذه الغيرة سبق أن شهدنا فصولها وصفحات ومجالاتها التقنية والاستخباراتية المتشعبة في سائر فصول الحروب الصهيونية على لبنان من خلال ما قدمته فرنسا من ضمانات الى تل أبيب حول دور وحداتها التي شاركت في قوات اليونيفيل منذ انشائها عام 1978 وقد وفرت خدمات استخباراتية لوجستية للقوات الصهيونية الغازية المعتدية في محطات مشهوده وبعضها ظل خفيا في كواليس التعاون الاستخباري السري لتنفيذ عمليات تجسس واغتيال ضد لبنانيين على أرض بلدهم ومن المآثر الباريسية فضيحة الاعتقال المتمادي للمقاوم اللبناني البطل جورج ابراهيم عبدالله قائد الفصائل اللبنانية الثورية المسلحة بينما تلتزم السلطات اللبنانية صمتا مشينا حيال القضية يضاعف ثقل العار ووطأة الفضيحة.

ثانيا لوكنا في دولة سيدة لديها الحد القليل من مقومات الكرامة والاستقلال لصدر بلاغ رسمي لبناني باعتبار التصريحات الصهيونية إعلان حرب ولتمت دعوة قيادة الجيش والقوى المسلحة إلى اجتماعات عاجلة مع قيادة المقاومة لوضع خطط عسكرية للتعامل مع هذا التهديد العدواني وإعلان حالة طوارئ دفاعية لصد العربدة الصهيونية ضد حق اللبنانيين في الحياة بكرامة وكان يكفي انذار مشترك باسم لبنان الوطن والشعب حتى “يلك” العدو ذيله ويتراجع القهقري وهو يعرف أن بركانا من الصواريخ المدمرة القاتلة يتربص به وأيدي مهندسي المقاومة وأبطالها على منصات الإطلاق وبحوزتهم إحداثيات وخرائط المواقع الصهيونية الحرجة المهلكة ومع وجود هذه القدرة الهائلة بيد قوة لبنانية سيادية متواضعة جاهزة للنضحية والعمل الحاسم من العار ان يطغى التخاذل والجبن على الموقف الرسمي المتسول وأي أمثولة تقدم للناس وللأجيال الطالعة عن كيفية التصرف بالكرامة الوطنية ؟!

ثالثا فليواصل بعض المسؤولين لعبتهم المفضلة بالتسول والاستجداء والنحيب عبر الاتصال بالسفراء والقناصل والعواصم الأجنبية ولكن بلد المقاومة لن يذل وعلى سائر القوى اللبنانية السيادية فعلا ان تسارع إلى التحرك السياسي والشعبي الفعلي لوقف المهزلة واتخاذ موقف شجاع ضد التهديد الصهيوني وببساطة نسأل ما هو المانع دون تنظيم وفود شعبية وسياسية من جميع المناطق والطوائف إلى السفارات الأجنبية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ولمطالبتها بمواقف عملية صارمة إلى جانب حق اللبنانيين في الحياة بحيث يعتبر اعتراض امدادات النفط القادمة إلى شواطئنا عدوانا سافرا على حق طبيعي لشعب محاصر وجريمة ضد الإنسانية ولنضع النفاق الدولي على محك الموقف العملي. ففي الظروف غير العادية تستحق المواقف الاستثنائية والمبادرات من خارج المألوف والمعتاد وما من قيمة اهم وأرقى من مصير شعبنا وحقه في الحياة بكرامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى