كتبت د . نازك بدير | الصورة الإعلامية وتشكيل الذهنية
الدكتورة نازك بدير | كاتبة وباحثة لبنانية
كان لافتًا في العقود الأخيرة حجم الميزانيات التي أنفقتها الدول الغربية دعما للإعلام، حيث ضخت ملايين الدولارات لتشكيل ذهنية عند الشعوب تتجانس مع مصالحها، تشرّع سياساتها، تروّج لمشاريعها، تدافع عن وجودها، تحارب خصومها، تلمع جرائمها.
استطاعت من خلال الاستراتيجيات النفسية والسياسات الإعلامية أن تؤثر في تكوين رأي عام، على مدى سنوات، يدعم الاحتلال الإسرائيلي، يروج لادعاءاته، ينطق باسمه
يصوره<< ضحية >> أو في الحد الأدنى يساوي بينه وبين الفلسطيني، صاحب الأرض والحق.
بعد السابع من أكتوبر، بدأ المشهد ينقلب بشكل تدريجي، ووصل إلى حد بات الرأي العام الغربي، بشكل عام، يعلن عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، ويدين المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال. ليس هذا وحسب، بل ثمة تحوّل على مستوى القرارات الرسمية المتمثلة في إدانة رئيسي حكومتي إسبانيا وبلجيكا المجازر الإسرائيلية.
ولئن كانت فصائل المقاومة تستبسل في المواجهة، وتخوض أشرس المعارك، وتجبر العدو على الانكفاء وإعادة التموضع ، وتفرض على الجانب الأميركي إعادة حساباته، فإن الصورة الإعلامية هي الجناح الثاني في المعركة، والسلاح الناجع تحت زخ الرصاص، وفي خلال الهدنة، وساعة النصر.