كتب ميخائيل عوض | يا حيف … سورية وشعوب المقاومة تجوع والمحور ينتصر….اين السر؟ ومن المسؤول؟ 8
ميخائيل عوض | كاتب وباحث
من الاسباب والمعطيات الموضوعية والذاتية العميقة؛ الوهدة العميقة والبون الشاسع والمسافة الفلكية بين ما يفكر ويعمل له الرئيس وما يعطيه من تعليمات للحكومات والمسؤولين وما اصدره من كم هائل من المراسيم الاشتراعية وكيف ترجمتها الحكومات والمؤسسات بالمراسيم التطبيقية فأفرغتها من اي مضمون واستهداف او اودعتها الادراج لتأكلها الفئران كي لا تأخذ طريقها للتطبيق، وفي هذا السياق يحكى بالتوثيق والوثائق والواقع الكثير والكثير جدا.
والاهم وربما الاكثر خطورة ان الدولة ومؤسساتها حافظت على الوهدة والمسافة الفلكية بين توجيهات الرئيس وتعليماته وما شكلته القيادة السياسية والعسكرية والادارة الدبلوماسية للازمة والحرب وما ترجمته او مارسته الحكومات والمؤسسات المعنية، والتي ادارت السياسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية بعشوائية وارتجالية، وردات الفعل وبالمياومة. ولم ترتقي لحظة واحدة لمستوى ادارة الازمة بفاعلية وهجومية وبخطط وسياسات واعية وعارفة بالجاري وقدرات الدولة والسورين وخطط التكيف والفاعلية، وغابت افكار وخطط المواجهة الاستباقية ولا حتى في الافادة من خاصيات سورية وقدراتها الكامنة وقدرات شعبها الابداعي والمنتج، فكثيرا ما قيل عن اختراق وخطر الاخوان والدواعش في الدولة وفي الإجراءات والسياسات التي اعتمدت ولم تكن قط تناسب او تتعامل مع الواقع وتتقصد او تستهدف تعزيز الصمود والمقاومة وتامين حاجاته ومستلزماته، وفي هذه يمكن عرض الوقائع والوثائق والواقعات والاجراءات التي اعتمدت-التي ما انزل الله بها من سلطان… وكانت الادارة والسياسات الاقتصادي والاجتماعية في انفصام وغربة عن الواقع.
فنتائج وثمار السياسات وادارة الملفات الاقتصادية الاجتماعية المعاشة اليوم تجزم بان احد اخطر الاعطاب التي عانت منها سورية في الحرب هي ادارة الملفات الاقتصادية والاجتماعية وادارة الدولة والمؤسسات، والمجتمع. فالجزء المحوري من مسؤولية ما بلغته سورية يقع على السياسات والادارة والحكومات والجهات التي قادت وادارت الحقبة والاي لم تكن بمستوى تضحيات الشعب والجيش وما تحقق من انجازات اعجازية بذاتها تعكس وتعبر عن حقيقة سورية وقيمها وخاصيات شعبها، وقدراتها الابداعية الكامنة والتي تنتظر من يفجرها ويطلق عنانها لتقدم سورية تجربة معلمة وملهمة ايضا في الاقتصاد والاجتماع كما في السياسة والدبلوماسية والعسكرية…..
هكذا يمكن الجزم بانها المسؤولة عما هي عليه سورية وشعبها من تازمات واحباط ويأس وفقدان الامل.
فان كانت الحرب قد فرضت، وبقوى عالمية هائلة القوة وكوارثها جارية، والمؤامرة كبيرة والمتآمرين كثر والحصار والعقوبات عدوانية سافرة وجائرة الا ان ادارة الازمة في الحرب والسياسات والخطط والإجراءات والقرارات التي لم ترتقي لمستوى القيادة والادارة السياسية والعسكرية ولتضحيات الجيش والشعب تكون هي المسؤول عن ما الت اليه الاحوال. فالمؤامرة والحروب تفرض عنوة وتجري مواجهتها اما ادارة الازمات ومعالجتها وتفجير طاقات السوريين وتظهير كوامن وقدرات سورية هي مسؤولية وموجبات القيادة والادارة الاقتصادية الاجتماعية وعندما تتخلف وتعجز تصير هي السبب المحوري لما وصلت اليه سورية وكي لا نسترسل في سوق الشواهد، كنا عرضنا للنماذج المختلفة للدول والشعوب وكيف تعاملت مع الحروب وظروفها وتلبية حاجاتها وكيف تأمن الصمود والنهوض والبناء….
،،، / يتبع
غدا ؛ عن الاحتمالات والسيناريوهات الممكنة