تحليلات و ابحاثكتاب الموقع

كتب عمر معربوني | تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي في أوكرانيا – اليوم الثالث عشر

خاص موقع العهد الإخباري

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية 

في اليوم الثالث عشر لسير عمليات الجيش الروسي في أوكرانيا، نتناول قرب تحقيق التماس مع اتجاهات العاصمة كييف من الجهات الأربعة وبالتالي دخول العملية الروسية منحى مختلف، إضافة الى التدبير الاستباقي الهادف للبدء بعملية اغلاق الحدود مع مولدوفا ومن ثم التوجه على خط الحدود الأوكرانية – البولندية لإغلاقه. 

عناوين التقدير: “معركة كييف – معركة الجنوب والغرب ( إقليم ترانسدنيستريا)”

* معركة كييف:
تبدو معركة كييف على رأس أولويات القيادة الروسية حيث تُجري القوات الروسية عمليات تثبيت وربط للممرات العسكرية التي تقدمت عليها من اتجاهي الشمال والشمال الشرقي لتحقيق هدفين مباشرين:

1ـ وضع القوات الأوكرانية داخل جيوب معزولة وتضييق هوامش الحركة والمناورة وبملاحظة سير المعارك يمكن تحديد هذه الجيوب على الشكل التالي:

– الجيب الأول عبر ربط “سوسنيتسيا” و “مينا”
– الجيب الثاني عبر ربط “نيزين” و “كوزيليتس”
– الجيب الثالث عبر استكمال التقدم الى بروفاري وهي ضاحية صناعية على الإتجاه الشرقي للعاصمة كييف واستكمال الربط مع منطقة مطار شايكا من الجهة الغربية جنوب شرق اربين.
– الجيب الرابع عبر السيطرة على مدينة تشيرنيغيف.

بتحقيق عمليات الربط على الشكل المذكور يمكن القول ان تحقيق التماس مع اتجاهات العاصمة كييف من الجهات الأربعة قد تحقق وستدخل العملية الروسية حينها منحى مختلف اعتقد ان المخططين سيستكملون عمليات التطويق والإطباق عبر فتح الممرات المتوازية ومن ثم العمل على اغلاقها حيث ستبدأ مرحلة القضم التدريجي للعاصمة بعد عزلها وتطويقها.

2ـ ما يحصل في كييف سيجري بما يرتبط بكل المدن والبلدات الأوكرانية وخصوصاً مدينتي خاركوف واوديسا، اما العمليات في الشرق في محيط مدينة خاركوف فهي شبه متوقفة باستثناء عمليات التثبيت التي ينفذها القوات الروسية.

تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي في أوكرانيا - اليوم الثالث عشر

* معركة الجنوب والغرب و (إقليم ترانسدنيستريا) 
أما بالنسبة الى معركة الجنوب الغربي، اعتقد ان اندفاع القوات نحو الغرب إضافة الى الهدف المباشر وهو الوصول الى اوديسا من المحتمل وبنسبة كبيرة ان تكون لدى القوات الروسية نية الوصول الى إقليم ترانسدنيستريا وهو إقليم يحظى بالحكم الذاتي ضمن مولدوفا ويقع في منطقة الشمال الشرقي المحاذية لجنوب غرب أوكرانيا وتبلغ مساحته 4163 كلم مربع ويخضع للسيادة الروسية.

هذه الإندفاعة تبدو ضرورية كتدبير استباقي الهدف منها البدء بعملية اغلاق الحدود مع مولدوفا ومن ثم التوجه على خط الحدود الأوكرانية – البولندية لإغلاقه.

عملية اغلاق الحدود البولندية – الأوكرانية يمكن ان تتم بالتعاون مع الجيش البيلاروسي عبر اندفاعة بلاروسية من الشمال نحو الجنوب على الحدود الغربية لأوكرانيا مع بولندا، وهذا الإحتمال يبدو وارداً بقوة لإغلاق الحدود وحرمان القوات الأوكرانية من أي عمليات إمداد عبر المنفذ الوحيد لها وهو الطرق البرية مع بولندا ومولدوفا.

على المستوى الميداني العام ما حققته القوات الروسية حتى اللحظة يمكن اعتباره اختراقات مهمة جداً خصوصاً في جبهتي العاصمة كييف وجبهة الجنوب بينما تبدو جبهة خاركوف متوقفة بعض الشيء وقد يكون هذا لبطء في عمليات خاركوف بسبب توجه القوات الروسية لإنجاز الإطباق الإستراتيجي الذي تعمل عليه والذي وصل الى مرحلة متقدمة في شمال وشرق وغرب العاصمة خاركوف وكذلك على الجبهة الجنوبية، واذا ما ربطنا عمليات التقدم الجارية من الجنوب مع عمليات التقدم المحتملة من الشمال فهذا يعني ان القيادة الروسية تولي الشأن الأكبر لعمليات الإطباق الواسعة وليس تحقيق التماس مع جبهات المدن المباشرة.

https://www.alahednews.com.lb/article.php?id=40209&cid=175

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى