كتب خليل نصرالله | هل أخفقت “القبة الحديدة” في “ثأر الأحرار”، أم ضُللت؟
خليل نصرالله | مختص في الشؤون الإقليمية | خاص – الواقع
تعتبر منظومة “القبة الحديدة” التي دخلت ميدان العمل الفعلي عام 2012، مصدر أمن وأمان للمستوطنين. هكذا قدمها قادة العدو من أمنيين وسياسيين.
واقعا، نجحت القبة الحديدة إلى حد كبير في الحد من سقوط الصواريخ والقذائف داخل المستوطنات، وعمل العدو على تحسينها وسد الثغرات التي واجهتها خلا لجولات القتال أو الأيام القتالية الموسعة منذ ذاك الحين.
عمل العدو على وضع جهد كبير في تطويرها، حتى باتت في مرمى أعين دول كثير تعتزم الحصول على خدماتها، وفرضت نفسها في أسواق عديدة.
في معركة سيف القدس، لمس الإسرائليون تحسنا في أداء صواريخ المقاومة، وفهموا، أن قبتهم، هي موضع دراسة لدى قوى المقاومة في المنطقة، والتي تعمل على الحد من تأثير القبة الحديدة. وفعلا، في معركة سيف القدس، نجحت المقاومة في عملية تكثيف الضربات الصاروخية، وتوقيت إطلاق الرشقات زمنيا، بما يفوق قدرة تعامل القبة الحديدة معها جميعا، وهو ما ساعد في وصول ما أريد له أن يصل إلى أهدافه، تحديدا في استهدافات المناطق البعيدة نسبيا عن القطاع، ونقصد “تل أبيب” على وجه الخصوص.
بالعودة إلى تلك المواجهة، نذكر جميعا عملية إطلاق 130 صاروخا دفة واحدة باتجاه تل أبيب، اكثر من مرة، كان واضحا ان المقاومة تغرق أجواء فلسطين بالصواريخ لتحقيق أهدافها المرجوة وهو ما حصل.
لكن ما حصل في عملية “ثأر الأحرار” يعد تطورا في عمل المقاومة، وتراجعا في قدرة القبة الحديدة، وهو ما فهم من تصريحات إسرائيلية او من خلال مراقبة مجريات المواجهة، حيث كانت القبة أحيانا لا تنطلق، علما أن الصواريخ كانت موجهة إلى داخل المستوطنات وليس إلى مناطق مفتوحة ليتفاداها استشعار القة الحديدة ويتركها تكمل مسيرها.
مرد الأمر، بحسب جيش العدو، كان إلى خلل تقني، لكن الأمر غير مقنع، خصوصا عند تمكن صاروخ واحدة من الانطلاق والسقوط في روحفوت وتحقيق إصابات مادية وبشرية، وهو ما يحمل خلفه الكثير من الأسرار، لاعتبار ان الصاروخ تخطى منظومة القبة الحديدة وكذلك مقلاع داوود الذي استخدم قبل يوم واحد.
وعليه، تشير المعطيات والمؤشرات إلى عاملين أسهما في تراجع القبة الحديدة، كما يظهر وهما:
- تمكن المقاومة من ممارسة عملية تضليل عبر طرق إطلاق الصواريخ والقذائف.
- تشويش تعرضت له القبة الحديدة، ربما يكون أحدها هجمات سيبرانية.
وسواء تم تضليلها أو التشويش عليها، فهو يسجل لمصلحة قوى المقاومة، ويضع قطاع التصنيع العسكري الإسرائيلي المعني بتحسين القبة أمام مرحلة جديدة من الدراسة لفهم ما حصل، من جهة، وابتداع أساليب جديدة للقبة لتمارس عملها وتبقى عامل أمن وامان للمستوطنين كما قدمت.