كتب حيان نيوف | داعش من جديد .. على طريق بغداد / دمشق
حيان نيوف | كاتب وباحث سوري
مرة جديدة تستيقظ خلايا الإرهاب التي تعمل تحت راية تنظيم داعش بشكل مفاجئ ، وهذه المرة قامت الخلايا الداعشية بتنفيذ هجوم إرهابي في البادية السورية الى الشرق من مدينة السخنة في محافظة حمص راح ضحيته ما يقارب الخمسين مواطنا سوريا مدنيا من سكان البادية يقومون بجمع ( الكمأة ) الى جانب استشهاب عدد من العناصر الامنية الكلفة بحماية الطرق ..
الجريمة البشعة تم ارتكابها عبر كمين غادر استخدمت فيه الاسلحة الرشاشة من مكان قريب أمطرت الضحايا بوابل من الرصاص في عملية أقرب الى الإعدام الجماعي ..
يأتي ذلك في ظلّ ما تعانيه سورية بفعل الكارثة الإنسانية التي اصبتها من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب أربع محافظات سورية مخلفا الكثير من الدمار و الضحايا ، وفي ظل النقص الحاد في المواد الإغاثية التي تحتاجها سورية للتخفيف من حدة آثاؤ الكارثة التي أصابتها مع استمرار الحصار الأمريكي وقانون قيصر الذي زاد من معاناة السوريين ..
في ضوء ذلك ، لا يمكننا فصل الهجوم الارهابي الداعشي عن التطورات السياسية التي تبعت حدوث الزلزال ، والتي شكلت ضربة موجعة للمقاطعة والحصار التي تفرضهما الولايات المتحدة الامريكية وذراعها الاسرائيلية ، حيث تحول الطريق الدولي الذي يربط الحدود العراقية بمدينة حمص ومنها الى المخافظات السورية المنكوبة الى جسر انساني تمر عبره قوافل المساعدات ومواد الإغاثة من الشعب العراقي و الحكومة العراقية و الحشد الشعبي العراقي الى الشعب السوري ، وهذا الموقف العراقي فاق كل التوقعات ، وأظهر الشعبين السوري و العراقي كشعب واحد ، في الوقت الذي كانت تروج فيه الماكينة الاعلامية الغربية و ما يدور في فلكها لكل ما يمكن أن يعيق دخول المساعدات لسورية ..
هذا المشهد الإستثنائي قض مضاجع الأميركي و معه الإسرائيلي ، الذين هالهم وأغاظهم رؤية قوافل الحشد الشعبي العراقي التي اصطفت منذ اللحظات الاولى على الحدود العراقية السورية وبدأت بالإنسياب بالتتاع ومن دون توقف الى الداخل السوري ، وهو ما عبر عنهومسؤول امني اسرائيلي عبر تهديده بمهاجمة تلك القوافل بحجة احتوائها على السلاح الإيراني ومنذ اليوم الاول لوقوع الزلزال ..
ولأن الولايات المتحدة و اسرائيل ، أعجز عن ارتكاب تلك الحماقة و الدخول في اشتباك غير مضمون النتائج خاصة بعد تهديدات الحشد بالرد و تهديدات السيد حسن نصرالله بالأمس ، كان لا بد من اللجوء الى تحريك داعش على وجه السرعة في البادية السورية في محاولة لقطع طرق الامداد ما بين الحدود العراقية السورية و الداخل السوري بهدف قطع الطريق ولمنع استمرار دخول قوافل الاغاثة العراقية ، في خطوة جديدة تعكس العلاقة الوثيقة بين هذا التنظيم الارهابي ( داعش ) و كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ، ولطالما كانت تحركات داعش مرتبطة بما يخدم مصالحهم على المستوى السياسي والميداني ..