كتاب الموقع

الإطار التنسيقي بكامل مكوناته وإلا..

اياد الامارة | كاتب عراقي

قد يتصور البعض -وقد يكون ذلك هو الواقع- بأن السيد نوري المالكي يتحمل بعض أخطاء مرحلة (ما) وهذا أمر طبيعي جداً والسيد المالكي ليس معصوماً عن الخطأ وقد كتبتُ لأكثر من مرة عن أخطاء ليست قليلة وقع فيها هذا الزعيم العراقي “الحقيقي”، وأُكررُ قولي بأن من أخطاء الرجل بعض حزبه الذي لا يليق بالسيد المالكي ولا بحزب الدعوة الإسلامية، هؤلاء الذين ما كانوا ليكونوا في مواقع المسؤولية في العمل السياسي والعمل الحكومي لولا وجودهم في الحزب من قبل ولولا دعم السيد المالكي لهم في الحكومة من بعد، ومن أخطاء السيد المالكي أنه تسامح مع بعض كان ينبغي عليه أن لا يتسامح معه ولا تأخذه في العراق والعراقيين لومة لائم ولا عتب معاتب وقد طوى ملفات كثيرة متعلقة بهذا الجانب كان من المفروض أن لا تُطوى “ولا تطول القضية وتعرض” ..
لكن ذلك لا ينفي دور السيد المالكي وحضوره الوطني الذي لا يمكن مقارنته بكل الذين جاؤوا من بعده من رؤساء الحكومات العراقية المتعاقبة..
قانون البنى التحتية الذي نتغنى به جميعاً ونأسف على عدم المباشرة به ونقول إنه كان سبباً في إقالة السيد عادل عبد المهدي غير المُنصفة كان مشروعاً سابقاً للسيد المالكي اوقفته المناكثة السياسية، هذا ما قاله السيد بهاء الاعرجي نائب رئيس الوزراء السابق بالحرف الواحد أمام جميع العراقيين دون تردد ..
كثير من الذين كانوا يشتمون السيد المالكي وانخرطوا في صفوف الجيوش الألكترونية (الصفراء) الحمقاء، وكنا نقول لهم: على كيفكم لا تروحون زايد .. التفريط بالسيد المالكي لن يكون مكسباً لكم على الإطلاق. وقد تعدوا علينا واستخدموا الجيش الالكتروني لمهاجمتنا وكانت أقل إتهاماتهم لنا بأنا (دعوجية) ومرتزقة السيد المالكي!
عادوا اليوم ليكتشفوا انهم على خطأ وإنهم كانوا مندفعين!
ووقعوا ضحية توجيهات صفراء راسها أسود ..
وإنهم نادمون لأنهم نائمون (چانوا نايمين)..
مو هيچي كتلي سيدنا قبل مدة ببغداد وتحدثت لي عن ظلمك للسيد المالكي وإنك إستهدفتني شخصيا عن طريق صبيك في ديوان محافظة البصرة؟
صبيك راح شرد وطلع من شلة الحرامية
وأنت ما حصلت شيء ومن خسارة لخسارة أنت وصاحبك ..
وما باريلك الذمة لا وحق الحق قسماً بذات الله.

أعود لأُكرر قولي مؤكداً له بأن السيد المالكي شخصية وطنية فذة تستحق كل التقدير والإحترام ويجب وضعها في مكانها الصحيح ..
وأقول إن السيد المالكي يمتلك من المؤهلات والقدرات ما لا يمتلكه اغلب الموجودين في المشهد السياسي العراقي ..
الرجل لديه:
رؤية ناضجة
وموقف ثابت
وشجاعة فائقة على إتخاذ الكثير من القرارات المناسبة التي كانت لصالح العراقيين ووقف المواقف المناسبة بالضد من القرارات التي لم تكن لصالح العراقيين ..
السيد المالكي لم يُشرقْ ولم يُغربْ وبقي عراقياً شاخصاً شامخاً لم يخضع للبترول الخليجي (بروائحه) النتنة ولم يستجب لرغبات تمشي متوازية مع المشروع الصهيوأمريكي التخريبي لذا أُحيط به وتُرك وحيداً منفرداً تتناهشهُ ألسنة الجهلة ونواياهم التي لم تُقدر الصالح العام في يوم من الأيام ..
أراد هذا الزعيم المتفرد وحدة العراق وسلامة أراضيه وتحقيق الأمن والإستقرار والرفاه والتقدم ..
أراد السيد المالكي للعراقي أن يكون سيداً مرفوع الرأس لا يقوده بدائي مثل أبن سلمان أو قبيح مثل أبن زايد ..
ولكن حدث ما حدث ووصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن وغاية منانا طبقاً من الفول والطعمية مصريا مغمساً بالعار والفضيحة وطبق منسف أردني مطبوخ بمطبخ صهيوني!
ولا نقول إلا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

حدث ما حدث ووصلنا إلى نقطة بداية جديدة علينا أن نكونَ فيها أكثر وحدة وتماسكاً من قبل، يحفظ بعضنا بعضا ويصون بعضنا بعضا ولا يقصي أياً من الآخر لأي سبب كان ..
الإطار التنسيقي خطوة جميلة جداً ومهمة جداً يتطلع لها الكثير من العراقيين لأن تكون املاً يحقق لهم ما عجزت عن تحقيقه المرحلة السابقة، يحقق الألفة والمحبة والوئام والسلام بين العراقيين جميعاً ويثبت للأعداء إن العراقيين موقف واحد أمام التحديات التي تواجههم وهم أكثر لُحمة وحكمة أمام التآمر الأخير الذي يريد حرف مسيرة التجربة الديمقراطية التي يحرصون كل الحرص على الحفاظ عليها طريقة لإدارة البلد.
والحديث لا يعني الإطار التنسيقي وحسب بل يعني كافة قوى المكون (التيار الصدري) وبقية قوى المكونات الأخرى لأن المصلحة العراقية واحدة في أي جزء من العراق من الشمال إلى الجنوب بلا فاصلة وهذا ما أثبتته تجربة مواجهة الإرهاب المريرة، علينا أن نتجاوز كل الخلافات السابقة ونمد يد العون لكي نتساعد جميعاً وندرك ما فاتنا وقد فاتنا الكثير ..
أملنا بتنصيب رئيس وزراء شيعي إسلامي ليس علمانياً يعود معه الأمل وتعود معه خطب الجمع المباركة من مدينة كربلاء المقدسة التي إفتقدناها كثيراً في وقت كنا أحوج ما نكون لها والله الموفق.

النص يعبّر عن وجهة نظر الكاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى