بالتزامن مع زيارة بايدن.. تظاهرة في غزة رفضًا واستنكارًا للسياسة الأمريكية المنحازة للاحتلال
تظاهر مئات الفلسطينيين في قطاع غزة احتجاجًا على الزيارة المشؤومة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، مؤكدين على أنّ هذه الزيارة تستهدف أمن الأمة كلها، وعلى أن الاحتلال سيبقى العدو الأوحد لأمتنا، وأنهم سيبقون هنا صامدين ومتجذرين، والقدس كانت وستبقى عربية إسلامية.
واستنكر عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” خليل الحية في كلمة الفصائل الفلسطينية والفعاليات الشعبية “التواطؤ الأمريكي المفضوح مع كيان الفصل العنصري “الإسرائيلي” الذي تناوبت من خلاله الإدارات الأمريكية المتعاقبة على تمكين الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وقهر الإرادة الوطنية الفلسطينية، وتجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه في أرضه ووطنه ومقدساته ومقدراته الاقتصادية، وتجريم دفاعه عن نفسه، أمام آلات القتل والتشريد والتنكيل الصهيونية، وصولًا إلى محاولة فصله عن عمقه العربي والإسلامي والعالمي، بفسخ عقد التضامن التاريخي مع شعبنا المظلوم، عبر إغراء بعض أدواته المهزوزة في المنطقة بالتطبيع المشين مع كيان الاحتلال العنصري، على حساب تضحيات شعبنا الفلسطيني كله.
وقال الحية: “إننا في كافة القوى والمكونات الشعبية نؤكد، أنّ رئيس الولايات المتحدة الامريكية لا يحمل في جعبته خلال هذه الزيارة إلاّ الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني وأمنه وازدهاره، ورزمة من الوعود الكاذبة للفلسطينيين، رغم كل الادعاءات الأمريكية حول أهمية القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان والديموقراطية. وقد تراجعت هذه الإدارة عن كل الوعود التي أعلنتها لصالح الفلسطينيين في بداية توليها المسؤولية. ويأتي ذلك في سياق عقود من الانحياز الأمريكي الأعمى للكيان، والخذلان الدولي لشعبنا وقضيته العادلة”.
وأوضح الحية أنّ “سبب ذلك بشكل أساسي تبنّي الولايات المتحدة للمخططات الصهيونية القائمة على اقتلاع شعبنا من أرضه بالقوة، وطمس هويته وتاريخه لصالح الكيان المزعوم”، وأضاف “هذا يدفعنا إلى ألّا نراهن على الوعود الأمريكية المخادعة، والتي أكدت كل المؤشرات والتصريحات السابقة للزيارة على أنّ بايدن وفريقه لا يولون أيّ أهمية جدية للملف الفلسطيني أو لمعاناة شعبنا تحت الاحتلال، وكل ما يحملونه في جعبتهم هي بعض الوعود المكررة والكلمات الفارغة من أيّ مضمون، والتي تهدف لتحقيق الرؤية الصهيونية في إدارة الصراع، وهي في أحسن الأحوال تحســين شروط الحياة تحت الاحتلال أو ما يسمونه بـ “السلام الاقتصادي”.
ولفت إلى أنّ التفاهم الأمريكي الصهيوني القاضي “بإنشاء مجمع “دبلوماسي” أمريكي في القدس المحتلة، على حساب بيوت وأراضي العائلات المقدسية، دليل إضافي، على حجم التخادم بين الطرفين، في تعزيز وشرعنة الاستيطان، ناهيك عن فضيحة تفويض ما يسمى بحركة “نحالا “الاستيطانية، بإقامة ما لا يقل عن 28 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، منها ثلاث مستوطنات، ستقام بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الأميركي للكيان هذا الأســــبوع”.
وأردف الحية إنّ “إعلان القدس” الذي أعلنته الإدارة الأمريكية بالاشتراك مع الاحتلال، هو تأكيد على سياسة أمريكا الظالمة والعدوانية تجاه شعبنا، ولن يغيّر هذا الإعلان من واقع القدس شيئًا باعتبارها أرضًا محتلة، وعاصمة أبدية لفلسطين، ولن يمنح الاحتلال أمنًا وسلامًا على حساب حقوق شعبنا”.
وأضاف “نؤكد للإدارة الأمريكية بأن انحيازها الأعمى للكيان وتغطيتها المستمرة على جرائمه بحق شعبنا، بل وتمويلها له، يضعها في خانة الشريك المباشر للكيان في جرائمه والعداء الكامل لشعبنا وقضيته العادلة”.
وتابع “نقول للإدارة الأمريكية، وكل من يتعاون معها، إن محاولات شرعنة هذا الاحتلال على أرضنا، والعمل على دمجه في المنطقة بأيّ شكل وتحت أيّ مبرر، ستتحطم على صخرة صمود شعبنا ومقاومته، والتزام شعوب المنطقة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومعرفتها بحقيقة هذا الكيان العنصري الفاشي الذي لم يتورع عن ارتكاب أفظع جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية في كل دول المنطقة”.
وأكد الحية على أنّ “الغوص في وحل التطبيع، لن يساهم أبدًا في تثبيت حالة الاستقرار في الشرق الأوسط، ولن يضيف لأمن وسِلم العالم شيئًا، ما دام شعبنا الفلسطيني، يرزح تحت الاحتلال العنصري “الإسرائيلي”، لا سيما أنّ فلسطين قادرة على أن تكون الحدث، وعلى تحديد معالمه، بأبعاده السياسية والأمنية والشعبية، في المنطقة والإقليم، وستهمش من يهمشها”.
ودعا الحية إلى ترك المراهنة على الإدارة الأمريكية أو الاستمرار في التعلق بمسار أوسلو الموهوم، والمبادرة فوراً إلى عقد اجتماع عاجل للأمناء العامين للاتفاق على موقف فلسطيني موحد ضد انحياز الإدارة الأمريكية، وضد التغول الصهيوني على شعبنا وحقوقه، وذلك في إطار استراتيجية وطنية شاملة وواحدة تقودها قيادة وطنية موحدة.
وحذر الحية قيادات المنطقة من التعاطي مع مشاريع الإدارة الاميركية المشبوهة المسماة “الاتفاقيات الإبراهيمية”، والتي لا تهدف إلاّ لخدمة الكيان وشرعنة احتلاله على حساب دولنا وأمتنا ومستقبل أجيالنا، وقال: “أيّ تحالفات يكون الكيان جزءاً منها نعتبرها تهديدًا مباشرًا لقضيتنا الفلسطينية العادلة وحقوق شعبنا وأمن قومنا العربي المشترك”.