من بئر غزّة الى بئر الأمن السفيرة شيا في راشيا
مفيد سرحال | كاتب وباحث لبناني
اخترق مجددا”موكب السفيرة الأميركية دوروثي شيا سهل البقاع سالكا” طريق شتورا /المصنع / راشيا قادما” من عوكر عبر ضهر البيدر بخمس سيارات رباعية الدفع ومواكبة امنية لبنانية.
الغزوة الدوروثية هذه المرة لم تكن وجهتها على جري عادتها (بئر غزة )شمَّاعة الغزوات ومسوغ التدشينات او مسرح التضليل لحراك ماكنزي التكتيكي الاستطلاعي في دير العشاير عند تخوم دمشق … انما يممت شطر (بئر الأمن) العميق في حوش القِنَّعبة قضاء راشيا الوادي .
حيث التقت لساعات بعد ظهر امس السبت الواقع فيه 2/10/2021 في جلسة خاصة مدير المخابرات الاسبق في الجيش اللبناني العميد طوني منصور في دارته المتربعة على مقربة من الطريق الدولية التي تربط البقاع بالجنوب المعروفة بطريق كفرمشكي الحاصباني، دون ان تعرف دوافع ومرامي الزيارة حمَّالة أوجه التحليل والتأويل .
بلادنا جميلة جاذبة وبقاعنا الجنوبي، يتهادى بمسار أخدودي سلس بين سلسلتين وعملاقين جبل الشيخ شرقا والباروك غربا” والمسافة الفاصلة عن حاصبيا والجولان جفلة فرس وشهقة روح انها الجغرافيا المتصلة التي لا تستشير احدا” على مشارف قلق الخرائط والتاريخ.
على هذه البقعة حلَّت السفيرة ضيفة العميد طوني منصور وطالت الجلسة التي تخللها غداء عمل غادرت بعدها شيا عبر طريق كامد اللوز /غزةوكأنها في شوق دائم لرؤية بئر غزة الذي حفره الفرنسيون مطلع القرن الماضي ورممته وجهزته الوكالة الاميركية للتنمية منذ قرابة السنة.. انه العشق الاستعماري الغربي الدائم للآبار !!!!.
لم يرشح شيئ عن غرض واهداف الزيارة الا ان فضول و حشرية بعض المراقبين المتابعين ذهب مذهبا”يتواءم مع النسق العام السائد سياسيا غامزا من قناة تدشين (بئر الاستحقاق النيابي) اذ ليس خافيا مطمح اميركا المعلن ملء ثلثه ماء اميركيا زلالا”والزيارة ان صح هذا الزعم من حيث الشكل والمضمون رسالة نصرة للعميد منصور الذي طُرح اسمه لوزارة الداخلية في حكومة الرئيس ميقاتي خلال جوجلة الأسماء بين قوى التشكيل والتعطيل ، فيما مسألة ترشحه عن المقعد الماروني جرى تداولها في الكواليس في اكثر من تركيبة تحالفية في دائرة راشيا والبقاع الغربي كشخصية مارونية معتدلة ومرموقة سيما وان العميد منصور وخلال توليه لمنصب مدير المخابرات في الجيش ترك اثرا طيبا بأخلاقياته العالية بين ابناء المنطقة من خلال خدمات ومساهمات وروابط اجتماعية محترمة مع كل الاطياف والاطراف.
البعض الآخر اعتبر ما تقدم هذيان وشطحات خيالية تتفتق عموما عن العقل اللبناني المهووس بالتحليل والتهويم وحل الرموز والاشارات وابتداع السيناريوهات الباعثة للإثارة للقول ان الزيارة عادية كونها تدخل في اطار العلاقات الشخصية التي يبنيها مسؤول امني في موقع متقدم مع سفراء الدول وتستمر على المستوى الشخصي بعد التقاعد .
وبين اجتهاد وتحليل يبقى غرض الزيارة ملك الزائر والمضيف وعندهما الخبر اليقين.باختصار لبنان بئر مرصود بالطلاسم ومن لم يلق بدلوه يشعر انه خاسر.