حرب الأدمغة.. المقاومة تكشف هوية رئيس الشاباك الجديد
كشف مصدر مطلع في المقاومة الفلسطينية عن معلومات تنشر لأول مرة حول رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) الجديد، والذي أعلن رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت، عن تعيينه خلفا للرئيس الحالي للجهاز، ناداف أرغمان، والذي تنتهي ولايته في الـ13 من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وشملت المعلومات التي كشف عنها مصدر لموقع فلسطين الآن المحلي قبل أن يتم تداولها في وسائل الإعلام الفلسطينية، اسم رئيس الجهاز الذي يشار إليه إسرائيليا بالحرف “R”، مشدداً على أن رئيس الشاباك الجديد “مرصودٌ لدينا في المقاومة وهو على قائمة المطلوبين، وستلاحقه أذرع المقاومة”.
ويتفق محللون ومختصون في الشأن العسكري والإسرائيلي على أن ما أعلنت عنه المقاومة هو إنجاز يعكس تقدمها في الجانب الأمني والمعلوماتي ويشكل ضربة للاحتلال الإسرائيلي الذي يتباهى كثيراً بمنظومته الأمنية وتقدمها.
من جانبه، قال الكاتب والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة لـ “شبكة قدس” إن كشف المقاومة عن هوية رئيس الشاباك يأتي في إطار جهد المقاومة المستمر في ضرب بنية العمل الاستخباري الإسرائيلي وكشف أدواته ووسائله.
وأضاف: ما يجري يعكس وجود متابعة حثيثة من قبل المقاومة لمتابعة خطط الاحتلال الخاصة بالعمل الأمني ومتابعتها بشكل دوري، مردفاً: “الاحتلال وضع هالة كبيرة حول هويته بشكل مسبق ورفض الإفصاح عن واكتفى بالإشارة إلى اسم بالرمز (R)”.
وأردف أبو زبيدة قائلاً: “الاحتلال حاول تضخيمه بشكل كبير من خلال دوره في تصفية الشباب الفلسطيني، إلا أن المقاومة جاءت لتقول للاحتلال إنها تعلم كامل التفاصيل، وإنها تمتلك القدرة على فضحه أمام الرأي العام عبر نشر صورته واسمه كاملاً ومكان سكنه”.
ووصف الباحث في الشأن العسكري ما جرى بأنه ضربة من المقاومة للاحتلال أمنياً، موضحاً أن العمل الأمني والاستخباري هو الأكثر خطراً والأشد ضراوة بين الأعداء خصوصاً وأن العمل العسكري يبنى عليهما.
واستكمل قائلاً: “ما جرى ضربة للاحتلال كون رئيس الشاباك يعمل في نطاق فلسطين، والمقاومة تعكس للاحتلال أنها تعمل استخباراتياً”، مشيراً إلى أن ما يجري تشويش على عمل وخطط الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وأتبع قائلاً: “المقاومة باتت لديها منظومة عمل استخباري وما كشف يعكس وجود استخبارات فلسطينية ووجود عمل فني وتقني يحقق نجاحا على الأرض عبر العمل دفاعياً ومنع الاحتلال من التجسس على قدرات المقاومة”.
من جانبه، قال الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي إن المقاومة تثبت قدرتها في إدارة الصراع والعمل ضد الاحتلال، فهوية رئيس الشاباك عادة ما تظل سرية حتى يتم تسلمه منصبه بشكل رسمي، إلا أن المقاومة بادرت بحرق هويته وهو ما يعكس وجود عمل استخباراتي حقيقي.
وأردف قائلاً: “ما جرى يضاف إلى سجل المقاومة الذي يتعاظم في الملف الأمني وما جرى هو إنجاز سيكون ضمن خطوة جديدة في إطار معركة العقول الدائرة بين المقاومة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية”.
وأشار لافي في حديثه لـ “شبكة قدس” إلى أن الاحتلال بات يتبع سياسة عدم التعليق على نجاحات المقاومة أو الصمت والتقليل منها في ظل الخشية من النجاحات الفلسطينية، مستكملاً: “خلال أيام سيعلن رسمياً عن هوية رئيس الشاباك وهو الأمر الذي سيثبت صحة رواية المقاومة”.
وبحسب لافي فإن لإعلان المقاومة دلالات أمنية ضد الاحتلال أبرزها هو فقدان الاعتماد على القدرة الأمنية الإسرائيلي إلى جانب أن هذا الإعلان يعكس وجود تراجع في منظومة الاحتلال وتطورا في أداء المقاومة الأمني والاستخباري.
حزب الله فتح آفاقا جديدة وأطلق التحولات
غالب قنديل
تتلاحق مؤشرات التخبّط والخبل والارتباك، وتتردّد الأصداء في دوائر التخطيط والتفكير الأميركية والصهيونية حول المنطقة، ازاء نجاح حزب الله في اقتحام الميدان الاقتصادي وكسر الحصار بنجدة إيرانية، سهّلتها سورية، وتسديد ضربة موجعة لاستراتيجية الخنق الاقتصادي الحصار.
أولا: فتحت مبادرات المقاومة آفاقا ومسارات جديدة، عكست الاتجاه، وران الخبل والانشداه على الأميركيين وعملائهم في المنطقة وداخل لبنان، أمام اضطرار بعض القوى اللبنانية المخلّعة والملحقة إلى الرضوخ والإقرار بتفوق النموذج العملي، الذي قدّمه الحزب المقاوم، وخصوصا بعد صداه الشعبي المتفاعل، الذي كان جارفا ومبهرا في طيفه العابر للنسيج الوطني، وولّد بالتالي بيئة وطنية سياسية ومعنوية متعاطفة، تتلاقى على إظهار الاحترام والتقدير لمبادرة طليعية مناسبة في موضوعها وتوقيتها، تثبت ريادية حزب بات داعموه وحاضنوه قوة شعبية عابرة للطوائف والمناطق. ولا يقتصر الصدى المتعاظم شعبيا على فعل كسر الطوق وشجاعة الخطوة، باستحضار بواخر المحروقات، ونقلها عبر الطريق البري من سورية، بل أيضا لدقة التنظيم والاتقان في تأمين مادة حيوية وضرورية لجميع المناطق، بدون أي استثناء سياسي أو طائفي على خطوط العصبيات والحساسيات المعروفة.