3 قمم طارئة لمواجهة روسيا.. فبماذا خرجت؟
عقد حلف الناتو والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع الكبار (G7) أمس الخميس قمما طارئة في العاصمة البلجيكية بروكسل، على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وفيما يلي موجز لأهم المخرجات والتصريحات خلال القمم الثلاث:
- الناتو يعلن تعزيز تواجده العسكري في “الجناح الشرقي”
أكد زعماء الناتو في بيان مشترك صدر عن قمتهم أن الحلف، على خلفية تطورات الأحداث في أوكرانيا، نشر 40 ألف عسكري في جناحه الشرقي، بالإضافة إلى أصول جوية وبحرية ملموسة.
وأعلن الحلف عن تشكيل أربع مجموعات قتالية جديدة لقواته في بلغاريا وهنغاريا ورومانيا وسلوفاكيا، متعهدا بـ”تعزيز موقفه الدفاعي” ومواصلة تطوير قدراته المطلوبة للرد على أي إجراءات عسكرية أو سيبرانية أن تهديدات كيماوية وبيولوجية وإشعاعية ونووية.
ودعا زعماء الحلف روسيا إلى وقف عمليتها العسكرية في أوكرانيا وسحب قواتها من أراضي هذا البلد فورا، محذرين من أن أي حالة لاستخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية من قبل روسيا “ستكون غير مقبولة وستجلب تداعيات وخيمة”.
وأعرب زعماء الحلف عن “تصميمهم الثابت على مواصلة الضغط الدولي المنسق على روسيا”، وحثوا الدول الأخرى، منها الصين، على “الامتناع عن أي خطوات من شأنها مساعدة موسكو في الالتفاف على العقوبات”.
ستولتنبرغ: نواجه واقعا جديدا لكن الحرب بين الناتو وروسيا ليست مرجحة
استبعد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين الحلف وروسيا، على الرغم من أن التطورات الأخيرة في أوكرانيا خلقت، على حد قوله، “واقعا جديدا” في أوروبا.
وقال: “لا أتوقع اندلاع حرب شاملة، خاصة لأننا أظهرنا بوضوح العواقب التي ستواجهها روسيا إذا هاجمت الناتو، وذلك ليس بالأقوال فحسب بل وبنشر قوات إضافية عند حدود الحلف”.
وأقر ستولتنبرغ بحدوث تغيرات طويلة المدى في الوضع الأمني في أوروبا، مؤكدا أن زعماء الحلف طلبوا من قيادته إعداد قائمة خيارات لإدخال تغييرات في تواجد قوات الناتو العسكري في أوروبا لمدة طويلة.
بايدن: الناتو أقوى من أي وقت مضى وصادرات الأسلحة الأمريكية إلى كييف مستمرة
بدوره، شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن الناتو اليوم “أقوى وأكثر وحدة مما كان في أي وقت مضى”، معربا عن تصميم واشنطن وحلفائها على مواصلة الضغط على روسيا من خلال تشديد عقوباتهم، وعلى تعزيز قدرات الحلف في جناحه الشرقي.
وتوعد بايدن روسيا بالرد على أي هجوم كيماوي محتمل من قبلها في أوكرانيا.
وأشار إلى أن إدارته خلال الأسابيع القليلة الماضية وافقت على تصدير مساعدات دفاعية إلى كييف بقيمة مليار دولار، لافتا إلى أن القيمة الإجمالية للمساعدات العسكرية التي وافقت واشنطن على تقديمها إلى الحكومة الأوكرانية منذ توليه مقاليد الحكم تجاوزت عتبة الملياري دولار.
وقال أثناء مؤتمر صحفي: “تتدفق أسلحتنا إلى أوكرانيا في هذه الأثناء بالتزامن مع تصريحاتي”.
ورحب بايدن بخطوات دول أخرى في الحلف لتصدير أسلحة إلى كييف، مشيرا إلى أن أعضاء الناتو مصممون على تقديم المزيد من المساعدات العسكرية، منها منظومات دفاع جوي.
كما تعهد بايدن بتزويد الاتحاد الأوروبي بالمزيد من الغاز الطبيعي المسال بغية الإسهام في تقليل اعتماد التكتل على إمدادات الطاقة من روسيا.
فون دير لاين: الأوروبيون يسعون إلى التخلي عن الطاقة الروسية
من جانبها، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع بايدن، من أن النزاع الحالي في أوكرانيا يمثل “إخفاقا استراتيجيا” بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفة التعاون بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن العقوبات الأخيرة ضد موسكو بأنه “استثنائي”
وشددت فون دير لاين على أهمية التعاون بين بروكسل وواشنطن في مجال أمن الطاقة، قائلة إن الأوروبيين يسعون إلى التخلي عن اعتمادهم على صادرات النفط والغاز من روسيا واللجوء إلى “مصدرين أصدقاء يمكن الاعتماد عليهم”.
ووصفت رئيسة المفوضية قرار الولايات المتحدة منح الاتحاد الأوروبي 15 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي المسال هذا العام بأنه “خطوة كبيرة في هذا الاتجاه”.
G7 تحذر روسيا من التهديد باستخدام النووي
حذر زعماء مجموعة السبع الكبار روسيا في بيان ختامي صدر عن قمتهم من “أي تهديد باستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية أو مواد مرتبطة بها”، مذكرين موسكو بـ”الاتفاقات الدولية التي وقعت عليها والتي تحمينا جميعا”.
وشدد بيان G7 على أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تشكل خطرا على مواقع نووية في هذا المجال، داعيا موسكو إلى “الوفاء بالتزاماتها الدولية والامتناع عن أي أنشطة تشكل خطرا على مواقع نووية ومنح السلطات الأوكرانية الوصول غير المقيد إليها، بالإضافة إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
جونسون: يصعب إمداد كييف بدبابات ومقاتلات
أقر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بصعوبة إمداد حكومة كييف بدبابات وطائرات حربية، ردا على طلب وجهه إلى الغرب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وأكد جونسون أن الحلفاء الغربيين يعملون على “تكثيف المساعدات العسكرية الفتاكة بالحجم والجودة المطلوبة لأن تدافع أوكرانيا عن نفسها أمام الغزو الروسي”، وذكر في الوقت نفسه أن هذه المساعدات من غير المرجح أن تشمل دبابات ومقاتلات لأن هذا الأمر “يبدو صعبا جدا من وجهة النظر اللوجيستية”.
وأكد جونسون أن لندن ستصدر ستة آلاف صاروخ و25 مليار جنيه إلى القوات الأوكرانية، بالإضافة إلى تعزيز التواجد العسكري البريطاني في بلغاريا، مشددا في الوقت نفسه على أنه ليس هناك أي “ديمقراطية غربية” تنظر حاليا في إمكانية التدخل عسكريا في الصراع أو فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا.
ماكرون: فرنسا لن تكون طرفا في النزاع الأوكراني وسنفعل كل ما يلزم لوقف القتال
من جانبه، استبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إمكانية انخراط بلده في النزاع الجاري في أوكرانيا، متعهدا بأن باريس ستواصل مفاوضاته الرامية إلى وقف القتال ما دامت الحاجة قائمة إليها.
وقال: “لسنا ولن نكون طرفا في هذه الحرب، وسيفعل الأوروبيون كل ما بوسعهم بغية وقف الأعمال القتالية دون الانخراط فيها”.
وأعرب ماكرون عن أمله في أن تتوج جهوده بوقف إطلاق النار ثم بدء مفاوضات سلام بين موسكو وكييف.
ودعا ماكرون إلى أن يكون لدى الشركات الفرنسية الحق الكامل في اتخاذ قرارات بشأن مواصلة أنشطتها في روسيا من عدمها، مشددا على أهمية ألا تخالف أنشطة هذه الشركات العقوبات الغربية ضد موسكو.
وأبدى الرئيس الفرنسي مخاوفه من أن النزاع في أوكرانيا سيؤدي إلى أزمة غذائية “غير مسبوقة” ستستمر 1-1.5 عام، واقترح وضع خطة طوارئ للأمن الغذائي.
أردوغان: ينبغي إحلال السلام في أوكرانيا بصيغة مرضية لموسكو وكييف والمجتمع الدولي
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلده يبذل قصارى الجهد بغية وقف الأعمال القتالية، مشيرا إلى أن أنقرة لا تزال على تواصل مع كلا طرفي النزاع وتناقش كافة المبادرات والاقتراحات الرامية إلى إحلال السلام.
ولفت إلى أن تركيا، بسبب موقعها الجغرافي وعلاقاتها الخاصة مع كل من روسيا وأوكرانيا، تتخذ مكانة خاصة إزاء هذا النزاع، مشيرا إلى ضرورة إحلال سلام راسخ ومستدام في أوكرانيا وفقا لصيغة مرضية لكييف وموسكو والمجتمع الدولي على حد سواء.
شولتس: طلب روسيا تحويل إمدادات الغاز إلى الروبل يخالف العقود المبرمة
أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أن أعضاء مجموعة السبع اتفقوا على مراجعة عقوباتها ضد روسيا على أساس مستمر وأبدوا استعدادهم لتشديدها في حال حصول تصعيد عسكري جديد في الأعمال القتالية الجارية في أوكرانيا.
وقال: “نحن موحدون في استعدادنا للرد بعقوبات جديدة إذا اقتضى الأمر ذلك”.
وندد شولتس بقرار الرئيس الروسي بوتين تحويل مدفوعات إمدادات الغاز نحو أوروبا إلى عملة الروبل، مشددا على أن هذا الإجراء يخالف العقود المبرمة.