هكذا رثى «نارام سرجون» المفكر والكاتب انيس النقاش ، في مثل هذا اليوم من العام الماضي
سأخونك ياأنيس ان قلت انني متماسك وأنني لم أهتز عندما سمعت برحيلك .. وأنت من كنت تطلب منا ان لانهتز ..
تخيّل ياأنيس انني في كل هذه الحرب الطويلة حزنت ملايين المرات وتجهمت ملايين المرات .. ولكن قلبي كان كقلب عليّ في خيبر .. الا أن قلبي الآن حزين جدا أكثر من عيني زينب ووجهها ..
التاريخ ياأنيس بخيل جدا .. وجشع جدا .. واحيانا لئيم وقاس لايرحم .. ويخدعنا لأنه لايسقي الناس الحكايات والوجع من نفس الكأس .. التاريخ اللئيم ياأنيس يغير الكؤوس ولايغير مايسكب فيها .. وفي كأس اليوم أعاد التاريخ سقايتنا تلك اللحظة التي لاتشبهها الا لحظة ضرب رمح وحشي جسد حمزة .. في عز المواجهة بين عقول التجار والصيارفة وعقول الأحرار والأنبياء ..
في الموت ياأنيس يسلم الناس أمرهم الى الله ويقبلون بقضائه .. وسنقبل بقضائه .. ولكن هل لي ان أعاتب الله هذه المرة أنه اختارك الى جواره في لحظة اردنا ان تكون معنا في أهم لحظة من المشوار .. وهل تسمح لي أن أقول لله بأن هذا الشرق في هذه اللحظة يحتاج أنيسا أكثر مما تحتاجه السماء ..
لم نكن ندري ياأنيس ان الاحبة يغادرون في غفلة منا دون توقع وعلى غير انتظار .. دون أن نودعهم .. ودون أن نعانقهم .. ودون أن نصافحهم مصافحة الاحرار للأحرار .. ودون أن نقول لهم أننا نحبهم ..
واسمح لي ياأنيس وانت لاتقدر على الكلام اليوم أن اقول لقد تركتنا على باب خيبر ورحلت .. ولكن صنعت في صدر كل منا قلب عليّ .. قلبا يكفي لكي نقول:
سنكمل خلع الباب ياأنيس .. سنخلع الباب ياأنيس .. سنخلع باب خيبر ياأنيس .. وسنهديك باب خيبر ياأنيس .. كما كنت تريد وتشتهي وتحلم وتحرضنا وتأخذنا معك نحو خيبر ..
هل سيرضيك باب خيبر ياأنيس كي تعلم كم نحن نحبك .. أيها البطل؟؟ ..