مفاوضات محتملة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” في جوبا
أبدى الطرفان المتنازعان في السودان استعدادهما للتفاوض من أجل وضع حد نهائي للاشتباكات المسلحة، في وقت تجددت فيه المعارك بين الطرفين في العاصمة الخرطوم، وخاصة في محيط القصر الرئاسي.
وأعلن مسؤول بالخارجية السودانية عن ترشيح ممثلين من الجيش والدعم السريع لبدء تفاوض محتمل عقده في جوبا، مشيرًا إلى أن الطرفين حددا شروطهما للتفاوض.
*شروط التفاوض
وتحدث كل من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن شروطهما للتفاوض وإنهاء الصراع في البلاد.
وقال البرهان، خلال مقابلة تلفزيونية، إنه لا يمكن الجلوس مع حميدتي لأنه يقود “تمردًا ويجب إنهاؤه”.
وتابع: “لا مجال لهذه المليشيا إلا الزوال عبر التفاوض في كيفية استيعابها داخل القوات المسلحة أو قتالها من كافة الشعب السوداني”.
وأضاف البرهان: “المتمردون يتخذون المواطنين دروعًا بشرية. لا توجد قوات للمتمردين خارج الأحياء السكنية إطلاقًا”.
وأكد البرهان أن الجيش السوداني “يمكنه حسم المعركة في وقت قصير جدًا، ولكنه يعمل للحفاظ على البنية التحتية وحماية المدنيين وهذا من باب المسؤولية الوطنية”.
ولفت إلى أن قوات الجيش تسيطر على كل السودان “عدا بؤرًا قليلة في دارفور سيتم حسمها قريبًا”.
ولفت إلى أن “محاولات ربط الجيش وقيادته بالنظام السابق أضحت ممجوجة، لا تفوت على فطنة الشعب”.
من جهته، صرح حميدتي بأنه يعتبر وقف العمليات القتالية شرطًا للمفاوضات مع البرهان. وقال في حديث إذاعي: “لا نريد تدمير السودان”، محملًا الطرف الآخر مسؤولية العنف في البلاد.
وبشأن احتمال المفاوضات مع البرهان، قال دقلو: أولًا “وقف القتال.. ثم يمكن أن تكون لدينا مفاوضات”.
وشدد دقلو على عدم وجود أي مشاكل شخصية له مع البرهان، متهمًا إياه بجلب مسؤولين موالين للرئيس السابق عمر البشير إلى الحكومة.
وأكد أنه يسعى لتشكيل حكومة مدنية في السودان بأسرع ما يمكن. وقال إن هدفه حماية السودان من “بقايا الحكومة التي كانت خلال الـ 30 عامًا الماضية”.
*القوات المسلحة: التآمر خططت له جهات في الداخل والخارج
أعلنت القوات المسلحة السودانية، السبت، أن قواتها تعمل طبقًا لما هو مخطط لها، وتؤدي مهامها بثبات وثقة، مشيرة إلى أن التآمر كان كبيرًا، وقد خططت له جهات في الداخل والخارج، لـ “اختطاف” السودان.
وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، في بيان: “ما جرى إحباطه خلال الأسبوعين الماضيين، كان محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بقوة المتمردين وغطاء سياسي كامل، وهو في الحقيقة كان مشروعًا لاختطاف الدولة السودانية بكل تاريخها لصالح مشروع حكم ذاتي لشخص واحد”.
وأكد “فشل كل محاولات المتمردين وأعوانهم من عملاء الداخل والخارج في التسويق لمشروعهم القائم على خداع الناس وتزييف الحقائق وشراء الذمم”، مؤكدًا اكتمال حلقات النصر قريبًا و”لحظة حساب كل مخذل ومرجف باع قضية الوطن مقابل التكسب الرخيص، وسيلفظهم الشعب، لأنهم ساندوا من قتلوا أبناءه، واستباحوا ممتلكاته، وخربوا مؤسساته”.
*اشتباكات وتبادل الاتهامات بخرق الهدنة
ميدانيًا، استمرت الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم السبت بوتيرة متقطعة، وسط تبادل للاتهامات بشأن خرق الهدنة الإنسانية والقيام بعمليات عسكرية في العاصمة الخرطوم.
وأعلن الجيش السوداني و”الدعم السريع” مساء الخميس في بيانين، موافقتهما على تمديد الهدنة الإنسانية 72 ساعة إضافية، بناء على مساعٍ أميركية – سعودية.
وقال الجيش في بيان السبت: “بالرغم من موافقة القوات المسلحة على تمديد الهدنة فإن المتمردين استمروا في خرقها، مما تطلب التعامل العسكري مع هذه الخروقات”.
وأضاف: “حيث استمر القصف العشوائي بالمدافع في بحري وأم درمان والخرطوم لإجبار السكان المدنيين على إخلاء هذه المناطق لاستخدامها كمرابض للمدافع، وللقناصة على أسطح البنايات العالية منها”.
وذكر أن “المتمردين سيطروا على مستشفى الخرطوم بعد طرد الكوادر الصحية وإدخال أسلحة وجنود للمستشفى”.
وأشار إلى “استمرار القصف العشوائي بمحيط قيادة منطقة بحري العسكرية والقيادة العامة والهجوم على قيادة قوات الدفاع الجوي بالعمارات وموقع الدفاع الجوي بجبل أولياء جنوبي الخرطوم”.
من جانبها، أعلنت قوات “الدعم السريع” في بيان، سيطرتها “على 90 بالمئة من كامل ولاية الخرطوم، وأن جميع المنافذ المؤدية إلى داخل الولاية مؤمنة تمامًا بواسطة قواتها”.
وأردفت: “تصدت قواتنا إلى عدد من الهجمات من قوات الانقلابيين (الجيش) على مواقع تمركز القوات إلى جانب الهجمات المتواصلة بالطيران والمدافع في مخالفة وخرق بائن للهدنة الإنسانية حيث تعاملت قواتنا مع القوات المعتدية بحسم”.
وأعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة حربية من طراز ميغ تابعة للجيش السوداني.
وفي وقت سابق، استنكرت الدعم السريع “خرق” الجيش للهدنة التي تم تمديدها منتصف ليل الخميس لمدة 72 ساعة إضافية، متهمة القوات المسلحة بـ”خيانة الوعود”.
وقال الناطق الرسمي باسم الدعم السريع: “درجت القيادات الانقلابية بالقوات المسلحة المسنودة من فلول النظام البائد المتطرفين على نقض العهود والمواثيق وهو نهج عرفوا به طيلة تاريخهم المليء بالمخازي والخيبات”.
*528 قتيلًا و4599 جريحًا منذ بداية الاشتباكات
في غضون ذلك أعلنت وزارة الصحة السودانية في أحدث تقرير لها، أن عدد القتلى جراء الاشتباكات بين الطرفين ارتفع إلى 528 قتيلًا، في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 4599 جريحًا منذ اندلاع الاشتباكات ولغاية اليوم.
*إعلان حالة الطوارئ بالقضارف لمدة شهر
إلى ذلك أصدر والي القضارف محمد عبد الرحمن محجوب أمرًا بإعلان حالة الطوارئ بالولاية لمدة شهر.
ونص الإعلان على حظر تخزين أو بيع أو نقل السلع الاستراتيجية أو المحروقات البترولية إلا بموجب تصديق من السلطات المختصة ومنع احتكار السلع الاستراتيجية أو المحروقات قاصدًا بذلك التكسب من ورائها ورفع أسعارها، مشيرًا إلى معاقبة المخالفين بالغرامة بقيمة خمسمائة ألف جنية أو السجن لمدة لا تقل عن سنتين، وفي حال التكرار يعاقب بالغرامة بقيمة مليون جنية أو السجن لمدة خمس سنوات ومصادر الكميات المضبوطة من السلع ومصادرة الوسيلة المستخدمة في النقل لصالح حكومة القضارف.