ماذا لو لم تكن ايران
العميد الركن ناجي الزعبي | كاتب وباحث اردني في الشؤون السياسية والعسكرية .
كانت بداية المؤامرة الصهيو اميركي والرجعية العربية ( الحديثة) على فلسطين ووطننا ،،وشعبنا العربي وثرواته وموارده هي :
تفكيك دول الطوق ؛ لبنان ، وسورية ، والاردن ، ومصر ، ومنظمة التحرير ، ولذا :
كان -كامب ديفيد – الذي اخرج مصر من دول الطوق ومناهضة العدو الصهيوني ،
وكانت اوسلو التي اخرجت منظمة التحرير وصنعت نموذج سايكس بيكو الفلسطيني – قوة عسكرية امنية قمعية وفبركة الادارة الفلسطينية المحلية كاي بلد عربي مرتهن لاميركا –
المسماة ( سلطة) زوراً وبهتاناً والمصنوعة صهيو اميركياً والممولة عربياً لتقوم بما يلي :
تحمل اوزار كل موبقات التسويات الصهيونية .
واجهاض المقاومة وروحها وارادة الكفاح المسلح .
والتنسيق الامني .
والتمهيد لقضم كل فلسطين.
والتمدد عبر الاردن لالتهام الوطن العربي . وتسديد الضربات لمحور المقاومة والمد القومي الوطني الذي سيهب من سورية ويحد من تداعيات انتصاراتها .
وكان وادي عربه الذي اخرج الاردن ورهنه للعدو الصهيوني وجعله حارساً لحدوده معه .
ثم خرج العراق من العمق العربي الاستراتيجي بال ٢٠٠٣ واصبح ساحة مباحة لشذاذ الافاق ومسرح عمليات يهدد سورية من الشرق بال .
وكانت الخطوة التالية هي لبنان بعد اغتيال الحريري بال ٢٠٠٥ وتأليب شعبنا اللبناني لاخراج الجيش السوري منه بذريعة تورطه بالاغتيال للاستفراد به والاعتداء عليه ، ولتكون سورية الهدف التالي .
لكن لبنان انتصر بال ٢٠٠٦بفضل المقاومة المدعومة مباشرة من ( سورية ، ومن ايران) .
هيأ هذا النصر المناخات الدولية للتحلل من السطوة الاميركية ، وايقظ الدب الروسي وبعثه عملاقاً دولياً يقارع الامبريالية ، وينهي مؤمرات الثورات الملونة ، ويضم القرم ونصف اوكرانيا ويحيد النصف الاخر ، ويعزز الصمود والانتصارات السورية .
ويطيح مع الصين بأحادية القطب والهيمنة الاميركية .
ويهيأ الظروف الموضوعية لصمود غزة طيلة سنوات العدوان منذ ال ٢٠٠٩ الى هذه اللحظة الراهنة .
ثم اتى الدور على سورية بعد اعتقاد العدو الاميركي بان الظروف الموضوعية اصبحت ناضجة للاطاحة بها وبدورها كقلعةالصمود والداعم الاكبر للمقاومة مع ايران .
فماذا لو انهزمت المقاومة ولبنان بال ٢٠٠٦؟
لانكسرت سورية ، ولدخل وطننا العربي والعالم في نفق تبعية مظلم وهيمنة صهيو اميركية لعشرات السنين .
كل هذا بفضل سورية وايران والمقاومةالفلسطينيةواللبنانية المدعومة منهما
فمالذي صنعه الصمود السوري :
على المستوى العربي .
اصبح هناك محور للمقاومة يزداد قوة ومنعة وفعالية كل يوم ويدفع العدو الصهيوني للانحسار والاختباء خلف جدران عازلة ، وحمى العراق من التفكك ومن الاحتلال والغزو الاميركي ، ومكن الشعب اليمني من الصمود وهزيمة المشروع الصهيوني اميركي الذي تنفذه السعودية والامارات ، ومكن غزة من الصمود وكسر مشروع صفقة القرن .
وعلى المستوى الدولي :
فتح البوابات للنهوض الروسي ودعم سورية وحفزها للانقضاض على دول الثورات الملونة ، وضم القرم والحاق نصف اوكرانيا الشرقي وتحييد خطرها الغربي ، وردع اميركا وحد من خطر شبكات الصواريخ والقوات الاميركية على حدودها الغربية في بولندا ، ورومانيا ، ولجم تركيا وخطرها على سورية ، وساهم مع الصين في بناء منظمة شنغهاي والدول المطلة على بحر قزوين ، ودول البريكس ، وعزز دور الصين في حلبة التقدم والمنافسة الاقتصادية العالمية حيث اصبحت بفضل تقدمها الاقتصادي والتقني وتحديداً تقنيات ال G 5,6 معول هدم للهيمنة الاميركية ، وقد كان الفيتو الروسي الصيني المتعلق بسورية اول خطوات انهاء الهيمنة واحادية القطب الاميركي على العالم .
اثناء معركة تحرير الغوطة قال الرئيس الاسد للجنود السوريين ان اي خطوة تخطونها تغير في استراتيجية العالم .
دعمت ايران الحشد العراقي الشعبي المكون من طيف واسع من ابناء شعبنا العراقي شيعة وسنة ومسيحيين وكورد واشوريين الخ ، ودعمت المقاومة اللبنانية ودعمت اليمن غير الطائفي ، وغزة ، وسورية ،
ولو قامت القوى القومية واليسارية بتشكيل فصائل مقاومة للعدو الصهيوني فلن تتوانى ايران عن دعمها ( ودعم سورية خير دليل) .
لو ازلنا ايران عن الخارطة الجيوسياسية لحصلنا على مناخ ومحيط عربي داعم للعدو الصهيوني ، باستثناء سورية والمقاومة اللبنانية والفلسطينية ، ولو ازلنا سورية لحصلنا على مناخ مرتهن للعدو الصهيوني بالمطلق وتيتمت المقاومة واصبحت في مهب رياح المد الصهيوني الاميركي والرجعي العربي ولتراجع دور روسيا وانكمشت الصين وازدادت الامبريالية ضراوة وشراسة وامتدت الى تخوم اميركا الجنوبية واجتاحت وطننا العربي واوراسيا وتغير وجه العالم .
ايران وسورية والمقاومة العدو الاول لعدونا الاميركي والصهيوني ومن لا يرى ذلك عليه ان يعيد النظر مرات ومرات