تحليلات و ابحاثكتاب الموقع
كتب مفيد سرحال | كونوا فاتيكانيين…روما من فوق غير روما من تحت.
مفيد سرحال | كاتب وباحث لبناني
(حزب الله لبناني…حاوروه)…لم يقل قداسة البابا المهجوس بالوجود المسيحي في الشرق حاربوه او حاصروه مداورة بالحياد ومواربة بالنأي او وجاهيا بالعداء والمناكفة والتخوين . بالتأكيد الفاتيكان ودوائرها وعيونها وآذانها في الشرق الحزين مشبعة بالتقارير المكتنزة وقائع واحداث جسام واهوال الفتك الممنهج والتهجير وغبار الدمار المنبعث من اروقة الكنائس والكاتدرائيات على وقع مآسي الدم والدموع التي عاشها مسيحيو بلادنا واستغاثات الاجراس والايقونات والشواهد الأثيلة في معلولا وصيدنايا و سهل نينوى وكل خطى السيد العظيم وتلميذه مارون في نواحي دمشق وحمص وحماه وكل تلك الربوع الحاضنة للرسالة واشعاعها العالمي . ودون ادنى شك وصلت الى اروقة الفاتيكان مآثر رجال الله يؤدون تحية الاجلال والاكبار لتمثال السيدة العذراء ويصونون شرف العذارى المسيحيات برمش العيون من براثن الوحوش البشرية المصنعة في مختبرات الغرب المتحضر (المسيحي المتهود) ومعسكرات الCIA لنشر الديمقراطية في سوريا والعراق. والحال تصدت الفاتيكان ولما تزل تنظر بعين القلق والريبة للتنامي المضطرد للحركات الاصولية المسيحية والفكر السياسي الديني للكنائس البروتستانتية المتهودة القائم على الدمج الكامل بين التوراة والانجيل المقدس المعتمد في الكنيسة المسيحية والدفع لتسويغ نزعة التوسع والاستبداد في العقل الاميركي المتماهي مع العقل الصهيوني على اعتبار الحرب ضرورة الهية وان اهل المشرق العربي بمسلميه ومسيحييه يعيقون ارادة الله في الصراع مع دولة الاغتصاب اسرائيل كما يعيقون المشيئة الالهية باكتمال مملكة اسرائيل التي تعجل في عودة السيد المسيح. ان ضرب الوجود المسيحي في الشرق بدأ يوم دنس اول جندي اميركي ارض العراق واقتلع المسيحيون من قراهم ومدنهم بالحراب والسكاكين تحت انف الغزاة الاميركيين المفترض انهم مسيحيون وانتقم ابناء يهوه من نبوخذ نصر ونزح المسيحيون الى حمى أسد الشام الذي نال ما نال من تآمر العالم الغربي وأذنابه وأنيابه الأقربين والأبعدين المفترض ايضا انه مسيحي. وجاء انتصار تموز المدوي على يد حفنة من رجال المقاومة اللبنانية البطلة رجال الله الذين زرعوا آخر مسمار في نعش الدولة اليهودية الزائلة المسكونة بفزع الوجود لاول مرة منذ نشوئها الاحلالي الغاصب . ازاء ذلك بدأ التحييك لمشروع الشرق الاوسط الجديد المرتكز على اجتثاث فكرة العروبة الحضارية وفي صميمها الوجود المسيحي الفاعل المشع انسانية واغراق الوطن العربي بنظام الفسيفساء نظام الاثنيات والقوميات والطوائف والعشائر واقتلاع المسيحيين كجزء استراتيجي من المخطط الجهنمي يعني في ما يعني ترحيل المسيحيين الشهود على ولادة السيد المسيح وتحويل الكنائس الى رسوم دارسة وهل الكنيسة بالمفهوم المسيحي الا جماعة المؤمنين… بالتالي تغدو بيت لحم ومعها الرسالة والولادة والبشارة رواية تروى وما مصادرة املاك الكنيسة في فلسطين ونسف آثارها ومعالمها والدفع لهجرة الجماعة سوى الدليل الساطع على المرامي الحقيقيةالمضمرة. واذا كانت الحركات الاسلامية والمسيحية على السواء لم تكن فلسطين في اجندتها محركا للصراع وغرضها وجل اهتمامها اسقاط الانظمة ذات التوجه العلماني وضرب الجيوش العربية ومنع قيام الدولة القومية الديمقراطية في العالم العربي.فان حزب الله وحركات المقاومة واجهت المشروع الصهيو اميركي وخاضت الصراع من اجل حرية الارض والانسان وليس من اجل اللاهوت وكان صراعها قوميا كأحد تجليات العروبة الحضارية الانسانية. ايضا هذا الجانب ليس خافيا على الفاتيكان العارفة ببواطن الامور حسب ما تؤكد جهات فاعلة مطلعة وعلى تماس مع دوائر حساسة في روما اذ تدرك الفاتيكان ادراكا عميقا ان المقاومة التي يجسدها حزب الله نتيجة وليست سببا وكل ما صنعه الغرب من خطايا بحق الشرق غرضه حماية اسرائيل ومشروعها التوسعي ،وان قوة حزب الله وحدها تستطيع حماية الكيان اللبناني الذي يحفظ الوجود اللائق للمسيحيين عبر التصدي للمخطط اليهودي المدعوم من الغرب لتقويض الوجود المسيحي في لبنان عبر احداث انكسار بنيوي ديمغرافيا ومناطقيا سواء عبر التوطين او التهجير. ان انغماس بعض المسيحيين عن معرفة او عن جهل ومن مواقع مختلفة ضمن مخطط التصويب والتهديف على المقاومة شكل الدافع لصرخة الفاتيكان لنزع الغشاوة وفضح الخديعة المزينة وكبح الانزياح نحو الهلاك الوجودي لاستنقاذ ما تبقى من ترانيم تصدح في حنايا هذا الشرق الجريح. الفاتيكان ادرى بشعاب الشرق وأعلم بالشر المحيق بالمسيحية والمسيحيين وترفض بناء المشاريع فوق حطام وجودهم المتهالك..ومع الفاتيكان نردد : حاوروهم..ولا تحاربوهم … لان (ضياع الفرصة غُصة) .